Friday, April 11, 2014

طريقة تحضير الفتات (شرشي) - نالوت


الفتات أكلة شعبية أمازيغية، وهي عبارة عن خبز يتم تحضيره في التنور على هيئة شرائح رقيقة، يتم تقطيعها لقطع صغيرة يسكب عليها المرق الذي يتكون من عدة مكونات منها اللحم، البصل، الطماطم، الفلفل الأخضر الحار والحمص بالإضافة للبهارات التي تمنحه نكهة مميزة.

في أحد الأيام قامت أمي بتحضير وجبة الفتات فقمت وأختي بمتابعة مراحلها وتصويرها، المرحلة الأولى والمتمثلة في تحضير المرق الذي ستسقى به قطع الخبز هو في العادة أشبه بطريقة تحضير مرق الكسكسي لكن الفرق في وفرة الزيت والماء في مرق الفتات وذلك لغرض استخدامه في سقاية الخبز الذي يمتص المرق أكثر من الكسكسي.


مكونات المرق: (أغلب المقادير تتبع نظرية عينك ميزانك العالمية) وسأرفق معها بعض الكلمات الجديدة بالأمازيغية:
  • لحم خروف أو عجل حسب الرغبة. (أوسِـــمّْ = لحم)
  • زيت للطبخ (دّي = زيت)
  • بصل أربع أو خمس حبات كبيرة ويمكن الزيادة أو التقليل حسب الرغبة 
  • أربع إلى خمسة ملاعق كبيرة معجون طاطم ويمكن التقليل من هذه الكمية قليلا وإضافة طماطم طازج مبشور لمنحه نكهة أفضل.
  • ملـــح (تِـيــسِـــنْتْ = ملح)
  • بهارات مشكلة
  • فلفل أحمر حار - مرحي
  • حمــص
  • (يزين البعض الفتات بقطع من البطاطا المقلية و الفلفل الأخضر المقلي، تعتبر هذه إضافات للزينة وليست جزءا أساسيا من الطبق)

 مكونات عجينة الخبز: (آرِيتـِــــي = عجين)
  • دقيق أبيض (آرِنّْ = دقيق)
  • دقيق قمح كامل 
  • ماء (آمِـــــنّْ = ماء)
  • ملح
ملاحظة: كمية دقيق القمح الكامل ثلاثة أضعاف الدقيق الأبيض، فمثلا يمكن حساب الكمية كالتالي (كل كوب من الدقيق الأبيض يقابله ثلاثة أكواب من دقيق القمح الكامل) 

بداية يتوجب تحضير المرق، بنفس المراحل المتعارف عليها عند تحضير مرق الكسكسي، لهذا سأجتاز هذه المرحلة فهي معروفة لدي الغالبية، والصورة التالية لتوضيح النتيجة: 


وخلال نضج المرق نجهز العجينة، وذلك بمزج المكونات الجافة (دقيق القمح الكامل، الدقيق الأبيض والملح) ثم إضافة الماء بدرجة حرارة الغرفة و عجن المقادير باليد حتى تصبح العجينة لينة تميل لأن تكون سائلة لكن متماسكة بعض الشئ، نسكب عليها بعض الماء ثم تترك لترتاح لمدة 15 دقيقة حتى تصبح بهذا الشكل.



عند جاهزية العجين نبدأ مرحلة تحضير الخبز الخاص لأكلة الفتات، وذلك بتسخين الطاجين الخاص بهذه العملية في حالة تحضيرها في الفرن المنزلي العادي، يسخن علي نار قوية تغمس اليدين في الماء قبلا كي يسهل التحكم في طرح العجينة ويستعان بالماء للمساعدة، تطرح العجينة ثم تخفض قوة النار لتنضج في هدوء، سمك العجينة يتوجب ألا يتجاوز الثلاث مليمترات كأقل تقدير.




عندما ينضج الخبز من القاعدة يقلب الطاجين ويمسك به جيدا في الهواء ليبقى على مسافة جيدة من النار لا يحترق إثرها ولا يكون بعيدا لضمان نضج الخبز.


عندما ينضج الخبز يفصل عن الطاجن بالقالب الذي يستخدم في قلب البيض كمثال أو بسكين لحم طويل وعريض بتحريكه بطريقة عرضية بطيئة ولطيفة لكي لا يقطع الخبز ويفسد شكله. 



ثم توضع أرغفة الخبر على فوطة فوق بعضها، وبعد أن ننهى عملية تحضير الخبز نقطعها لقطع متوسطة الحجم يسهل أكلها وإمساكها باليد لتكون لقمة واحدة كما في الصورة.

نقوم بإزالة الحواف التي نضجت أكثر من اللزوم فطعمها سيكون مرّا، ثم نقطع الخبز لقطع ،،  




نأخذ بعد ذلك خلاصة الزيت التي تطفو فوق المرق و نمسح بها على قطع الخبز ثم نوزع الخبز في طبق التقديم و يفضل أن يكون من الفخار، لجماليتهم وكلما كان الطبق بسيطا في التصميم كلما منح المشهد النهائي جمالا. 




ثم نصب عليها المرق الذي حضرناه، ومن ثم نوزع البصل والحمص على الخبز وقطع اللحم كالعادة في المركز.



ثم يقدم الطبق ساخنا ،، صحتين :)









Friday, February 14, 2014

الزواج مفاهيم ومبادئ وأسس ،،




لما تحب دكتورة ،، طبيبة ،، مهمتها إنقاذ حياة الناس بالعلم اللي ربي منحها القدرة أنها تتعلمه ،، قررت أنها تعطي وقتها وعقلها وجهدها لمساعدة الناس ،، إنقاذ حياتهم ،، تكون موجودة لما يكونوا بين الحياة والموت ومحتاجين لشخص يكون المنقذ لهم من الموت ،، فليش حضرتك تعترض و تنفخ راسها و تدير في جو زايد بالذات لما تقرروا تكونوا عيلة و يكون فيه أطفال ،، أعتقد أن الزواج مبني على هلبة عهود بينكم فترة الحب و الغرام و الخطوبة الخ الخ الخ الخ ،،

مش المفروض تقدّر وظيفة زوجتك؟ مش المفروض تعرف أنه ممكن حتى انت يوما ما (لا سمح الله) تصيرلك مصيبة و يجروا بيك من مكان لمكان و يكون المنقذ اللي ربي يبعتهولك هو دكتورة زوجها متفهم لشغلها منفخلهاش راسها لأنها تخدم لليل تحسبا أنه تجي حالة طارئة زيما صاير معك وتلقى من يستقبل حالتك و ينقذ حياتك؟

لما تفكر ترتبط بدكتورة ،، فكّر كويس هلبة ،، كويس هلبة ،،

كلامي مش محدد لحد ،، بس زمان عندي صديق تزوج طبيبة كيف متخرجة وكانت في فترة الامتياز وكان معترض عن تواجدها في المستشفى في الليل و مبيتها غادي، فسألني شن رأيي بحكم أن أختي دكتورة، قلتله لو صارت معك حالة طارئة نص الليل ولقيت دكتورة تسعفك ،، شن حيكون شعورك وقتها؟

الحمد لله ربي رزقهم بطفلة حلوة وحياتهم سعيدة

لو كل واحد قدّر شغل الثاني واحترمه من غير تفلسيف زايد و قدّر تعب الطرف الآخر، الحياة حتكون حلوة هلبة بين الشركاء والأزواج ،،

نتفلسف وأنا مش مرتبطة، بس لما نرتبط مش حننسى الموشحات اللي نقوللكم فيها، لأني نقول فيها باش نعلّم نفسي ونقوللكم اللي تعلمته ،،

وكلامي حول الدكاترة مش تلقيح على حد ،، بس بحكم أني مكسدة على Grey's Anatomy وهو من أعراض القعدة في البيت.


Saturday, September 21, 2013

ليس في الأمر انتقاص للرجولة!!



أتابع صفحتها منذ زمن ،، أعجبت بها للغاية لتحديها مجتمعا ذكوريا وأثبتت وجودها وأنها فعلا ناجحة وتستحق الاحترام والتقدير ،، السيدة منى أبو سليمان ،،

منذ يومين بينما كنت أتابع صفحتها التفتت صدفة ناحية الأصدقاء المتابعين لهذه الصفحة، لأفاجئ بأن أغلبهم كان من الرجال، المشهد غريب لكنه في ذات الوقت مبهج للغاية، اهتمامهم بمتابعة أخبار وآخر أعمال هذه السيدة الناجحة له معان ودلالات كثيرة .. أغلب أصدقائي إن لم يكن جميعهم كانوا خير عون لي في مسيرتي، تشجيعهم الدائم ومساندتهم لي عند حاجتي لهم كان له الأثر الطيب الذي لن أنكره يوما ،،

لكن في ذات الوقت هناك أمر يشغلني كثيرا فيما يخص السيدات الناجحات، فكلما بحثت في سيرة أغلبهن (ليس الجميع) وجدت الغالبية منهن غير مرتبطة أو قد أنهت زواجا دام لسنوات ونجحت مسيرتها بعد ذلك (ولا أعيًرها أبدا بالعكس فخورة بها للغاية لعدم اكتراثها بكلام مجتمعاتنا السخيف والغير مرضي لله) ،، لكن يجول في ذهني سؤال أبعده عني لكن يعود دائما ليحوم في الأجواء، لماذا لا تجد النساء رجالا يقفون إلى جانبهن لتحقيق أهدافهن؟ هل يعتقدون مثلا بأنهم هم فقط من لديهم طموح وأهداف؟ أو أنهم هم فقط من سينقذ العالم؟؟ لكن  للأسف ما نراه على أرض الواقع مناقض تماما لما يقولون، أعتقد أننا جميعا نعرف من يقوم بجمع السلاح وقتل الناس والتنكيل بهم في جميع دول الربيع الاسلامي (ولا أعمم لكن لنكن واقعيين في تحديد المذنب فيما نعاني منه جميعا، فالاعتراف بالحقيقة لا ينقص منا شيئا لكنه المرحلة الأولى نحو الاصلاح وإنقاذ ما يمكن إنقاذه)!!

لماذا لا تجد السيدات رجالا يحترمونهن في عالمنا الاسلامي من ناحية الطموح والاهداف؟

بعد أن أسست الشركة (الهاء للتصميم) لما يقارب العام التقيت على الانترنت بأحد قريباتي وهي صديقتي في ذات الوقت، اختفت منذ أن تزوجت العام الماضي، فسألت عن أحوالي فأخبرتها بآخر التطورات فكانت ردة فعلها بعد التشجيع "ولكن ماذا ستفعلين إن تزوجت؟" !!!

فكرة أن يكون هناك زوج يدعمك ويساندك ويشد على يديك لم تكون واردة في بالها ولا أخفي عليكم في بالي أيضا ،، فلم أعد مقتنعة بوجود مثل هذه الفئة في مجتمعنا (للأسف)،،

أفكر أحيانا في الأمر، لكن ما يجعلني غير مكترثة هو أن لدي أهدافا أخرى في حياتي أجدها لا تزال أسمى بكثير من الزواج والبقاء في البيت لهذا لم يعد الأمر مصيريا بالنسبة لي، فبعد أن رأيت مصير الناجحات وعدم نجاح زواج الكثيرات وأن الزواج كان السبب الرئيسي في تأخر نجاحهن وذلك لتدخل المجتمع فيما لا يخصه في حياتها (والتفلسيف والحشرية على أساس يفهموا في كل شئ) ،، فالأمر لم يعد يستحق التفكير فيه أبدا ،، أتمنى أن يتعقل الرجال ويفكروا بمنطقية ولو قليلا في هذا الموضوع، فهذا لصالحهم هم قبل أن يكون في صالح السيدات الطموحات، وأن يبتعدوا عن الوصف الذي كتبه الشاعر نزار قباني في أغنية غنتها ماجدة الرومي:

"ليس في الأمر انتقاص للرجولة، غير أن الشرقي لا يرضى بدور غير أدوار البطولة"

لمتابعة أعمال و أنشطة السيدة منى أبو سليمان يمكنكم زيارة صفحتها الخاصة على الفيس بوك

Monday, February 18, 2013

سامحيني .. مش قادرة نفرح!!



هذا علاش مش قادرة نفرح .. هذا علاش نتحشم لو نفكر حتى أني نفرح .. صح المفروض نفرحوا بس المفروض أكثر أننا نفرحوا مع بعض .. نحسوا ببعض ..

منبيش ننكد عليكم فرحتكم بالثورة وذكراها .. بس من يومين لما نسوق شفت شيباني يكرّ في برويطة يلم في الخبزة اليابسة .. شفت عيونه، قريت هلبة حاجات ،،، هلبة هلبة أكثر مما تقدروا تتخيلوا ،، كلمات كثيرة كانت تطلع منها مليون معنى ,,, أمس فس السيمافرو، ولد صغير ممكن 12 او14 سنة يبيع في الكلينكس حاط على راسه طاقية الفانيليا متعه و منزلها على قد ما يقدر، يلف بين السيارات زي اللي يهيم على وجهه، نظرات الحزن و التعاسة و الرغبة في البكاء و الصراخ في عيونه .. أني تحشمت منه .. تحشمت تجي عيني في عينه .. بكيت في السيمافرو .. إيه بكيت .. لما نشوف ناس تغش و تخنب و تضحك و تسافر على حساب الجرحى و ناس تلز في ناس من مدنها و عيشتهم في البراريك نتحشم من نفسي .. إيه أنا مش قادرة نفرح .. أنا مش قادرة نفرح و فيه ناس متبهدلة في بلادي و هي من شعبي و قبل كل شئ هما بشر زينا زيهم ..

آسفة يا ذكرى ثورتنا أنا حزينة ومش قادرة منحسش بالناس .. آسفة!


Sunday, February 17, 2013

كلّه من مدرّســــة الكيمياء!!



بعد الثورة قمت ببعض النشاطات ونتيجة لها ظهرت على شاشة التلفاز وسمع بي الأقارب من العيلة .. فكانت أحد التعليقات من ابنة عمي حيث قالت لأمي "هدى ناشطة ماشاء الله عليها عمها *** ديما يشكر في نشاطها، نتذكر زمان مرة في حوش خالها لما كانت صغيرة في الابتدائي كانوا الصغار يلعبوا في الدار مع بعض و هي مقعمزة في السرير اللي فوق (الدور الثاني للسرير) شادة في يدها قلم و مثبتة عليه من فوق كركوبة شخشير (جوارب مكورة) و شادة كتاب و تقرا على أساس مذيعة!! 

لما حكتلي أمي انصدمت في روحي وتذكرت أحلام وطموحات وأمجاد الطفولة، فعلا لما كنت في الإعدادي كان أحد أحلامي أني نكون مذيعة.

نتذكر مرة في المدرسة حصّة اللغة العربية وبعدها استراحة، المُدرِّسة طلبت منا نقروا الدرس، و كل شوية واحد يقرا مقطع ثم دور اللي بعده .. وصل دوري وبينما نقرا رنّ الجرس فالمدرسة كانت حتستعجلني بس كنت نبي نكمل مقطعي لأنه حشييتشي القراءة وقتها فقريته بسرعة رهيبة ورا بعضه صَلِي من غير ولا غلطة لدرجة الكل شبحولي مصدومين والمدرسة انبهرت بالسرعة و بدون أخطاء.

طبعا هذا كله كان أيام المجد لعند ما خشيت المرحلة الثانوية، وبدأت المعاناة الحقيقية من قبل أغلب المدرسات الفاشلات، والتي كانت أولهن مدرسة أكثر مادة نكرهها في حياتي (الكيمياء) .. كانت مصرّة أننا نحضّروا الدرس ونسّمعوا عليها، بعدها هي تعاود تقراه علينا (على أساس تشرح!!) وكان التحضير بالنسبة لي بالذات تحضير مادة أكرهها ولا أفهم فيها شئ من الحاجات المرفوضة تماما عندي..!

كلما مرّت حصة بسلام أحمد الله عليها وفي يوم من الأيام كان عندنا حصة كيمياء تأخرت المدرسة شعرت بسعادة غامرة معناها غايبة، لكنها لم تلبث إلا أن ظهرت أمامنا فجأة، وبما أنها مدرسة كسولة وفاشلة طلبت منا التوجه نحو المعمل (واحدة تبي تضيع وقت) .. توجهنا نحو المعمل ومن حظي التعيس أن تقسيم الطاولات محدد من بداية السنة وأنا في الطاولة الأولى بعد صديقتي، نظرت إلينا لتتصيد طريدتها وتطلب منها تسميع ما حفظت من الدرس، تظاهرت بأني محضرة و فاهمة كل شئ ههههههه (كلكم تعرفوا المسرحية هذي أكيد) ولكن كانت خبيثة واختارتني ..

المدرسة: شن حضرتي من الدرس؟
هدى (من الخلعة و الرعشة): أأأأأأأأ أأأأأ أأأأأأأأ أأأأأأأأأ أأأأأأأأأأأ أأأ  أأأأأأأأأأأأ أأأأأأأأ أأأأأ أأأأأأأأ أأأأأأأأأ أأأأأأأأأأأ أأأ  أأأأأأأأأأأأ أأأأأأأأ أأأأأ أأأأأأأأ أأأأأأأأأ أأأأأأأأأأأ أأأ  أأأأأأأأأأأأ أأأأأأأأ أأأأأ أأأأأأأأ أأأأأأأأأ أأأأأأأأأأأ أأأ  أأأأأأأأأأأأ أأأأأأأأ أأأأأ أأأأأأأأ أأأأأأأأأ أأأأأأأأأأأ أأأ  أأأأأأأأأأأأ .... 

نظرت إلي المدرسة و جميع الطالبات في دهشة وفي عقلهم سؤال واحد (نهار أحرف!! شن صار للبنت)!!! 

سألتني المدرسة مصدومة: هدى انتي بخير؟!!
هدى (في ارتعاش): هزت برأسها أنها بخير..
فلوحت المدرسة بيدها برفق (عن بعد طبعا مش تجي تطبطب عليا بعدما دمرتني) وأشارت بيدها بهدوء (كأنها تنومني مغناطيسيا) لكي أجلس!!

ومن يومها وعينك ما تشوف إلا النور، بدأت عندي عقدة التأتأة .. الله لا يوريكم هذيك الأيامات .. وصلت حالة التعقد عندي لدرجة أنني لم أعد أتحدث أمام الجموع أو حتى في الزيارات العائلية، أظل دائما صامتة مستمعة فقط لما يقولون لكي لا أحرج نفسي .. أثر هذا سلباً عليّ فلم أعد أخرج للزيارات الاجتماعية فيما مضى (على أساس توة نطلع هيهيهيهي) .. أتحاشى الحوارات وأكتفي بالكتابة مما أدى إلى امتناعي في التعبير عما أفكر أو ما أشعر به .. و كان لهذا الاثر السلبي علي فالمخزون كبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر جداً .. لكن الحمد لله تخلصت من تلك العقدة على مرّ السنين، بس بعد إيـــــــــــــــــــــه!!!

وكلّه من مدرســــة الكيمياء :(

Sunday, February 10, 2013

اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ..



كان لدي دورة تدريبية بدأت يوم الأمس، خرجت مسرعة من العمل لألتحق بها، فمقر مركز التدريب أقصى غرب طرابلس بينما مكان عملي في شرقها الأقصى!!

انتهى اليوم الأول على خير غير أنني تجمدت من شدة البرد في القاعة، لم أفهم لماذا لا يحبون تدفئة المكيف ففي الساعة الأخيرة فقدت التركيز من شدة البرد!!

عدت للبيت بعد أن وصلني خبر مزعج حاولت أن أكون بليدة قدر الإمكان ولم أكترث وقمنا بتنفيذ حل مؤقت للمشكلة، دخلت البيت وهجمت على الأكل فقد اشتريت بعض البطاطا المقرمشة أكلتها بنهم لأدفئ جسمي وأختي تنظر إلي في رعب (هههههه فقط لوصف المشهد ماهو متجمدة نبي ندفى!!) أنهيت الأكل واستعدت قواي العقلية وبعد أن أرتحت قليلا استأنفت رحلة العمل ومراجعة ما درسته كما قمت بتنفيذ بعض الأعمال، دخلت في شجار بين صديقتين لا علاقة لي به نتج عنه أنني طلعت اللي مننفعش في الأخير!! (نو كومنت خاااالص وأني مش ناقصة عراكات و نكد زايد)، وصلت الساعة الثانية عشر والنصف منتصف الليل ولا ازال أشعر بالنشاط فقد شربت قهوتي منذ ساعة تقريبا!! بينما أعلنت أختي رغبتها في النوم .. اضطررت لأن أغلق كل شئ وأنام على أمل أن أنعم بقسط جيد من الراحة استعدادا ليوم الغد .. 

تمر الساعات و أحلم بالكابوس تلو الآخر و فجأة توقظني أختي الساعة السادسة والنصف.

أختي: "هدى اكر اسو ارحغ ان الجامعة" 
الترجمة: هدى استيقظي اليوم سأذهب للجامعة!!

استيقظت من هول الصدمة ثم عدت للنوم من جديد هيهيهيي فعادت لتوقظني بعد ثوانٍ .. استيقظت مرغمة وبعد أن انتعشت مررت بالمطبخ فوجدتها تتناول إفطارها، رمقتها بنظرة ملؤها الحقد الأخوي المسالم وألقيت عليها تحية الصباح التي كانت "I HATE YOU" .. توجهت نحو غرفتي لأجهز نفسي، أفكار كثيرة كانت تجول في خاطري حينها، لست أعرف لماذا خطر على بالي الدعاء الذي يدعوه الأئمة دائما "اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا"، فكرت في حال الإسلام الآن، وكيف أنه براء مما يقوم به كل الطغاة والمتشددون باسمه، تذكرت ما يحدث في مصر، المعاكسات، التحرش، الاغتصاب العلني، المواطن المصري الذي تمت تعريته وضربه، ما يحدث عندنا من تعذيب وقتل باسم الاسلام والقضاء على الفساد، ما يحصل في تمبكتو، سوريا، تشريد الأبرياء، تقاعس الدول المسلمة العربية التي تصرف ملايينا على تفاهات الدنيا ولم تتحرك ساكنا لتقوم بشئ يذكر إزاء كل هذا .. شعرت أن ديني في خطر، شعرت بأنني بحاجة لأن أخذ ديني معي وأهرب من هذه البقعة من الأرض، ولا أقصد بهذا ليبيا فقط، بل الوطن  العربي بأكمله مع أنني أعترض على هذه التسمية فلنقل شمال أفريقيا و شبه الجزيرة العربية، شعرت بأن ديني سيكون بخير لو كنت أعيش في الغرب بعيدا عن كل هذا الجنون.

أفكر مرارا لماذا نعيش في هذا التخلف؟ بالأمس أخبرت صديقتي فلنفرض بأنه لا يوجد إسلام، هل سيكون لدى هؤلاء حجة لما يقومون به؟ هل سيكون الحال أسوأ أم أنه سيكون طبيعيا كباقي الأمم؟ 

أسئلة كثيرة تجول في خاطري كل يوم وكل لحظة، مرّ الوقت وخرجت من البيت مع أختي، شغلت الراديو هذه المرة و بحثت عن أغنية للسيدة فيروز لعلها تضفي بعض النعومة على صباح برائحة الندى الذي بلّل الأجواء .. انتهت الأغنية الأولى فكان بديلها أغنية مملة لمغنٍ آخر، فقلبت القنوات من جديد، فكانت أغنية سامي يوسف "مناجاة" رفعت صوت المذياع قليلا وبدأت وأختي نردد معه الصلاة و السلام على رسولنا الكريم بنفس اللحن .. كانت الأغنية قمّـــــة في السلام و الأمان، ومرة أخرى آلمني حال ديني كيف يفسرونه و يشوهون صورته كما يشاؤون بينما هو دين إفشاء السلام واليسر وليس دين عسر وظلم و جبروت.. 

أتمنى أن ينتهي كل هذا وألا يتدخل أحد في شؤون الغير تحت أي مسمى، أتمنى أن يهتم كل شخص بنفسه فقط وإن فكر في إصلاح الناس أن يبدأ بنفسه قبل كل شئ ولا يتخيل يوما بأنه كامل أو أنه أفضل من البقية في شئ، فامرأة بغي دخلت الجنة بسقيا كلب يلهث.. إن أراد إصلاح المجتمع فليصلحه باللطف واللين ، وليذهب إلى سبب الفساد الرئيسي ليعالج المشكلة بدلا من أن يدمر النتيجة، فالنتيجة جاءت نتيجة لمسلسل طويل إن كنت على قدرة لإيجاد حل لجذر المشكلة فأخبرنا به لكن لا تقتل الناس بحجة إنقاذ أناس آخرين أو معاقبتهم..


مجرد أفكار و خواطر خطرت ببالي صباح اليوم ..



صباحكم وطن أتمنى أن يكون سعيدا .. أتمنى