لنضع عشرة أشخاص مدخنين في غرفة و لنقفل عليهم الباب شرط أن يدخنوا باستمرار أثناء تبادلهم الأحاديث كما يفعلون في معظم جلساتهم، وبعد ساعة لتلقي نظرة عليهم إن كانوا لا يزالون على قيد الحياة أو دخلوا في غيبوبة نتيجة الاغماء من التلوث الذي أحدثوه في أجواء الغرفة.... من ثمّ حاول إدخال طفل صغير إلى تلك الغرفة، هل سييبقى طبيعيا ، ألن يشعر بالاختناق أو يشعر بحرارة في جسدة إثر الاختناق تجبره على السعال المستمر حتى تمتد له يد المعونة لإخراجه أو أن يجد منفذا من هذا الجحيم الذي كوّنه أولئك الأشخاص ذوي العقول العاقلة و البالغة!!!
إن ما حدث في تلك الغرفة المغلقة هو بالضبط ما يحدث في الكرة الأرضية.. موطننا الذي نعيش عليه، لا تحاول أن تقنع نفسك بأن مناخ الأرض لن يتوقف على سيجارة تدخنها!
ثق و تأكد بأنك لو جمعت جميع المدخنين في العالم في بقعة واحدة فإن هذا سيكون كفيلا بقتل الكائنات الموجودة فيه بسبب الاختناق أولا و بسبب ضرره ثانيا سواء أكان هذا عاجلا أم آجلا.
لا تستهن بصغائر الأمور الخاطئة لأنها تؤدي إلى الكوارث لاحقا ...
يمكنك أن تضع سيجارتك مكان المداخن الصادرة من المصانع و التي تطلق الأدخنة المسممة للجو يوميا ..... أعتقد أن الجميع لاحظ أن بأن الشتاء لم يأت بعد، و قد تغير موعد قدومه عن الماضي، يا ترى هل أدركتم السبب وراء تأخره هذا؟؟؟
إن مناخ الأرض يتغير بسبب التلوث الذي نحدثه نحن بنوا البشر و بسبب استنزافنا لمصار الطاقة الرئيسية و التي أهمها المياه الجوفيه، و التي تعتبر مصدرا للطاقة غير المتجددة، فما ستسرفه من مياه لن يعود و مخزوم المياه على الأرض في تناقص مستمر ...
لا تقل بأنني أتحدث كالعجائز ، هذا واقع حالي يحتاج لبعض التفكر و التأمل و اتخاذ القرارات الصحيحة لإصلاح سلوكياتنا الخاطئة.
كلنا نرتكب الأخطاء ولكن من هو الذي سيفكر و يقوم بتصحيح أخطائه لتوفير غد سليم و آمن لأطفالنا الذي نسعى الآن لتربيتهم و منحهم العيش و الحياة الصحيحة و السليمة ... إنني جادة في كل ما قلته، أعيروا بيتنا الأرض بعضا من الاهتمام و الاحترام ولنتوقف عن بعض التصرفات اللامسؤولية و لنحافظ عليها نظيفة خالية من مسممات الجو سواء أكان بسببنا نحن البسطاء أو بسبب المصانع الكبيرة.. فكل لديه طريقته في تصحيح الوضع.