Saturday, August 27, 2011

الأمير – نيقولو مكيافيللي





لكل من هو مستغرب من جنون القذافي و تصرفاته، يمكنكم معرفة سبب تصرفاته من هذا الكتاب، فيبدو بأن هذا المتهالك طالب مجد ويحب تطبيق ما يدرسه عمليا كي تغرس المعلومة في عقله الصغير أو بالأحرى المنعدم الوجود!! ويمكنكم قراءة هذا النص البسيط لأخذ فكرة عن هذا الكتاب، فبصراحة بمجرد أن تفتح أي صفحة منه حتى و إن كان ذلك عشوائيا فإنك ستجد موضوعا مهما و ينطبق علينا ومع ما فعله المجنون بنا!






Thursday, August 25, 2011

القذافي الدجّال


جميعنا سمعنا بالمسيح الدجّال، لكن من منكم يعرف قصته أو وقت ظهوره، وما تأثيره على البشرية عند ظهوره و غير ذلك من أحداث نتمنى جميعا ألا نكون موجودين عند ظهورها، و ندعو الله أن يقينا فتنة المسيح الدجّال، بالأخص بعدما حصل في ليبيا في الآونة الأخيرة، فقد بتنا نتوقع أن يكون !!!!!!! هو فعلا المسيح الدجّال ممّا رأينا من هول في كيفية تصديق الناس له، شئ يصيبك بالذهول و الصدمة، إن شبه نفس العلامات قد ظهرت.

ظهور المسيح الدجّال هو أحد العلامات الكبرى ليوم القيامة، و تتتابع هذه العلامات كما في التالي:
  1. غياب الشمس، و شروقها من جهة الغروب.
  2. ظهور الدابة، عصى سيدنا موسى ، خاتم سيدنا سليمان "فليعمل كل منا ليحصل على اسمه".
  3. الدخان، يغشى الناس "الدنيا تظلم مرة أخرى" عذاب أليم.
  4. المسيح الدجّال، عندما تراه اقرأ عليه الآيات الأولى من سورة الكهف لتقيك فتنته، و يمكنك ان تعوّد نفسك على هذا و ذلك بقراءة هذه الآيات قبل النوم . و عوّد نفسك على التسبيح لكي تسبح عندما يظهر الدجال و التكبير و الحمد و التهليل.
  5. فيها بالعدل  "الطور"
  6. ظهور يأجوج و مأجوج و قصة بحيرة طبرية ، ويموتون بالدود ;ثم مطر يغسل ....
عن رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ قال:"غير الدجّال أخوفني عليكم" صدق رسول الله، و هذا يوضح بأن فتنة الدجال خطيرة جدا و من الممكن أن يقع فيها أي شخص .

ومن مواصفات الدجال:
  1. أنه شاب قطط "طويل".
  2. عينه اليسرى طافئة "جاحدة".
  3. من عرفه عليه أن يقرأ عليه فواتح سورة الكهف.
  4. يظهر بين الشام و العراق و يقرأ على جبهته "كــــــافر".
  5. يمكث أربعين يوما يدخل فيها إلى كل مكان.
  6. سرعة المسيح الدجّال كالغيث.

Tuesday, August 9, 2011

أمنية بسيطة


لكل إنسان أمنيات بسيطة و أخرى كبيرة و غيرها من الأماني التي من المستحيل تحقيقها بالنسبة له، ولكل منا أمنيات عبيطة أيضا، فمن أحد أمنياتي البسيطة و التي من الممكن أن تعتبروها عادية جدا ويمكن تحقيقها ببساطة، أن أقف على حافة جبل و أصرخ أصرخ أصرخ بكل ما أوتيت من قوة حتى أخرج كل التراكمات المختزنة في داخلي، ولكن هل تصدقون بأن تحقيقها صعب جدا، فمنذ سنتين لم أذهب إلى نالوت، وحتى إن ذهبت فقد مضت سنوات منذ آخر مرة ذهبنا فيها إلى حافة الجبل و استمتعنا بجلسة وقت الغروب، ولنفرض بأننا ذهبنا، فانا أريد أن أكون لوحدي و أصرخ كما أشاء دون أن يحاسبني أحد على حجم المخزون الذي اختزنته طوال سنوات عمري ، فلكل إنسان مخزونه الخاص من الغضب و الحزن و التعاسة و الكراهية و الكبت و الضغط و غيرها الكثير من المشاعر التي يشعر بها أي إنسان طبيعي!
ولكن و الحمد لله هناك بارقة أمل، فثورة السابع عشر من فبراير ستساهم في تحقيق حلمي قريبا، ولن أضطر للابتعاد عن الناس للتفريج عما يضايقني وما أختزن من مشاعر، بل أصبح بإمكاني مشاركة الشعب كاملا هذا الشعور، شعور الخلاص، لن أتمكن من وصفه فلم أجربه بعد ، فلا زلت في انتظار اللحظة المناسبة للخروج، فالوضع لا يزال مختلفا هنا في طرابلس، لا زالت طرابلس أسيرة و رهينة لدى هذا المجرم.
اليوم خرجت كالعادة للذهاب إلى العيادة ، مع حوالي الساعة الثالثة ظهرا، و كنت أتفرج على وجوه الناس و كيف ارتسمت الكآبة على ملامحهم، لا وجود للكهرباء مع فتح البعض لمحالهم التجارية، علما بأنها شبه خاوية من البضائع، و أغلبهم مجبر على هذا، هناك البعض ممن رأيتهم ارتسمت على وجوههم نفس ملامح الخبث أو الشر أو عدم الشعور بالأزمة التي نعانيها، وهناك من استغل الفرصة و أصبح يبيع لترات البنزين على قارعة الطريق، الشوارع متسخة للغاية، السيارات قليلة و تكاد تصبح معدومة، أغلب المحال التجارية في قرقارش و حي الأندلس مقفلة، و الخرابيش المقرفة تملأ الأسوار، حتى المساجد لم تسلم منها، لا أصدق بأنني سأصبح في يوم من الأيام جزءا من قصة مأساوية كهذه، لم أتخيل يوما بأن بلدي ستصل إلى هذه المرحلة أو حتى أفضل منها، هل يعقل أن يعاني آلاف الناس و يُشرد و يُهجّر عشرات الألوف و يستشهد و يموت و يقتل و يعدم الألاف غيرهم و يبحث البعض الآخر عن ملجأ لأنفسهم ليتعالجوا فيه، يا للهول... عندما أفكر بأن الليبيين تشردوا و انتشروا في بقاع الأرض خلال هذه الستة أشهر بسبب رجل واحد أعمى الله بصيرته و أغراه الشيطان حتى كاد يتبرأ منه أتوقف لأبحث عن وصف لما يحدث أو أبحث عن سبب له فلا أجد !!!!! لا يوجد ما يفسر ما يحصل معنا، لماذا يفعل بنا هذا الرجل ما يفعل ؟؟؟؟؟؟ لماذا يكرهنا؟؟؟؟؟؟ لماذا؟!


Sunday, August 7, 2011

ذكرى لطيفة خفيفة...


بفضل غباء و جهل القذافي و اتباعه مع أني متأكدة من أنه قد جن و انتهى أمره و بأن أتباعه هم من يديرون المعركة الآن بكل تخبط و تناقض في المواقف و التصريحات، و هذا أكبر دليل على ذلك، تم اتباع سياسة قطع التيار الكهربائي وبصفة مستمرة و أحيانا متقطعة بطريقة استفزازية، فأحيانا ينقطع لنصف يوم ثم يعود قليلا ثم يختفي من جديد، و في أحيان أخرى تستمر الكهرباء في العمل لنصف ساعة ثم يتم قطعها لساعات ثم تعود مرة أخرى لنصف ساعة أو أكثر ثم تنقطع مرة أخرى و هكذا، حتى وصلت مرة إلى تسع مرات في اليوم، تفنّن في إذلال الناس، ولكن في الوقت ذاته نسمع رصاصا يطلق من أكثر من مكان، مما يدل على أن شباب الثورة لم يتوقفوا على عملياتهم فنكرس جهدنا في الدعاء لهم ، و أحيانا يختم لنا النيتو يوما سيئا دون كهرباء بضربات محترمة جدا تشفي غليلنا و تطفئ نار لهيب غضبنا قليلا، ولكن الكابوس الأكبر كان يتمثل في النوم، إذ أنه أصبح شيئا مستحيلا، فمع حرارة الجو الرهيبة أحيانا بالذات داخل المنزل فلا يمكن مقارنتها بالخارج ، ومع درجات الرطوبة العالية بات من المستحيل الحصول على قسط متواصل من النوم، فالفواصل الإعلانية كثيرة جدا في الليلة الواحدة، و كأنك في حمام بخاري!!

أضف إلى ذلك أنك مضطر لفتح النوافذ ليس الزجاج فقط بل الشبابيك أيضا، معنى هذا الاستماع إلى الكلام الفارغ الذي يتبادله أولا د الجيران طوال السهرية المتمثلة في حصيرة مفرودة في الشارع يوميا حتى سطوع شمس الصباح، طبعا هؤلاء الجيران ليسوا من حملة القضية بل من أنصار الطاغية، فكم مرة قضوا لياليهم في باب العزيزية و كم مرة عادوا سكارى، أما في أيام شهر رمضان فقد كانوا ينامون أوقات النهار و يذهبون للبحر قبل وقت المغيب بساعات و يسهرون طوال الليل في المربوعة المتمثلة في الشارع، مع كسر اللوز و الشاي ولا يتذكرون بأن الافيكو الخاص بهم يحتاج للصيانة إلى مع منتصف الليل، وبهذا تجد نفسك متسطحا في سريرك و عيناك جاحظتان لا يمكنك إقفالهما وسط هذا الزخم ، "و اللي يقهر" أنه دائما لديهم كهرباء و نحن دائما ليس لدينا كهرباء.

و كأنهم في بيتهم ينادون على بعض في منتصف الليل و يحدثون بعضهم من آخر الشارع دون أن يخطر ببالهم ولو للحظة بأنهم ليسوا وحيدين على هذا الكوكب، لا أخفي عليكم كم مرة فكرت في أن أثقب إطارات الافيكو الخاص بهم كعقاب أو أن أكسر زجاجه و اترك لهم رسالة، لا يستحون على أنفسهم منذ خلقوا و هم يعتقدون بأن الشارع ملك لهم، لا يحسبون حساب أحد، طبعا أغلب شباب شارعنا من نفس الماركة "الطبع و الأسلوب"، لن أقصّ عليكم قصة العرس أبو أسبوووووعين!!!! أسبوعان و الموسيقى الصاخبة التي تكسر النوافذ تصدر من بيت جارنا الآخر، و السبب زواج اخته، و كأنهم "ما صدقوا افتكوا منها"!!!!!!!!!!!!!!! لدرجة أنني كنت أفكر في الهروب و اللجوء لبيت خالي لأنجو بنفسي!!!

حسبي الله و نعم الوكيل!!!


Friday, August 5, 2011

منعوا الكهرباء ؟؟ لا مشكلة، يمكن سرقتها!!


هناك أناس يعيشون بفكرة " كل مشكلة و لها حل"، كيف الحل ؟؟ ما عندكش مشكلة "فالحلول على قفا من يشيل"، طالما نحن نعيش في دولة اللاقانون فيمكن حل جميع المشاكل، ولكن كالعادة حل مشكلة بالترقيع من شأنه أن يعود عليك بنتائج لا يمكن أن تتوقعها ، فمثلا جيراننا الفتوّات اللي معبيين الحومة لقوا أن الضي يهرب عليهم ديما زيهم زي باقي الناس و هذا غير منطقي لانهم يبوا المختّش معمر، فالمفروض ميكونوش زي باقي الناس وبناء على هذا سعوا في أنهم ميكونوش زيهم و تمثل ذلك في أنهم يخنبوا الضي من خيط جارهم اللي ربي أكرمه و الضي ما انقطعش عنده بككككككككل، راجل محترم و أولاده لاهيين في روحهم وفي عمره حد ما قال عليهم كلمة ، وجو الفالحين و خنبوا منه الضي و ولى حوشهم الدور الثاني فيه ضي لأنه بانيينه مؤخرا، هو الحق مرقع ترقيع كل سنة يديروا فيه بلكة، على شني يحبوا الأهبل هذاكا مش عارفة .... المهم حوشهم فوق فيه كهرباء و الحوش لوطة مفيش !!!! وممشيين أمورهم، جي جارهم صاحبهم قرر ياخذ منهم حتى هو بالمرة عجباته الحكاية، و في ليلة ما فيهاش ضي قمر سهروا الشلة متع فتوات الحارة في الشارع لصبح ربي و الضي هارب عالشارع و هما يرقعوا في الخيوط، بالأحرى "يخنبوا " وفي رمضااااان، خنبة عيني عينك، وقلبوا الشارع في نص الليل بدوشتهم تقول في مربوعة مقعمزين، و احني و باقي الجيران مضطرين نفتحوا الرواشن باش نتبردوا من هواء ربي، ويا شينك نومة، وهما شادينها رغي و كلام و تفتفيت زايد، ليييييين نجحت عملية الخنبة و بدت الاحتفالات نهارهم الأحرف، عمرك شفت حد يخنب و يفرح بنجاح عمليته و يشهدر بيها قدام خلق ربي عيني عينك، لا ويعلموا في بعضهم كيف .......  بيني وبين نفسي نقول غير اصبروا شوية تتنظم الدنيا و نربيكم يا خنابين.

في اليوم الثاني استمر انقطاع الكهرباء وفاق الأربع و عشرين ساعة، و فجأة يرجع الضي، الحق ما استوعبتش الموضوع، فجأة بدي المكيف يهدر ومعاش عرفت شن هالصوت بالك صوت موطو برا قعدت لحظات لين استوعبت أنه جي، لأنه و الله لما هرب الضي على البلاد هرب عليا الضي معاه، حتى القدرة على التفكير أو التركيز انعدمت مع الصيام، نقول بندير حاجة نتلفت يمين ننساها، ندير حاجة بعد شوية ننسى شن درت، يعني بطاريتي حتى اني تبي تبديل، ناقصنا نحسوا بالحرية، مازال محسيتش بيها في طرابلس، المهم يا صحابي قلنا الضي رجع و فجاة يدب الحماس فينا كل واحد منا يجري يشحن في تلفونه، شحنت تلفوني الخاص بالاتصالات و الثاني الاحتياط متع التراويح ومعاهم اللابتوب، و أختي عجنت خبزة بسرعة و الفلتر بدي يخدم عبينا مية شرب لأننا استهلكنا من المخزون لما هرب الضي و هكذا، حالة استنفار قصوى عمت أرجاء البيت، و فجأة وبعد أقل من ساعة تقريبا هرب الضي مرة أخرى !!!!!!!
لكن المرة هذي مرّارة جيراننا انفجرت، فجأة طلعوا أغلب شباب جيراننا والعة فيهم النارويبوا يعرفوا السبب، كان فيه راجل كلهم ولعوا عليه مفهمتش شن قصته ومن هو أصلا، ونقاش و اتهامات منهم لجيراننا الثانيين اللي خنبوا الضي ولعبوا بالخيوط ، وقالوا أنه كله منهم وفجأة يجي من نهاية الزنقة شيباني ثاني و هو جار لينا وفي ايده "مكنسة" و خاش عليهم بغولته يكشخ من آخر الشارع و يسأل من طفى الضي، هني رد عليه واحد بكل "حنق" وقال: تي أنت الضي لما كان والع عندك مقلت شئ ولا فكرت فينا و مشيت خنبته شن جاي تتكلم توة؟؟ وتبكش الشيباني وتحول إلى حمل وديع معاه جيراننا الثانيين اللي خنبوا قبله، معاش طلع حسهم، وصارت نقاشات طويلة عريضة و هما حالة ، و فجاة يجي ولد جيراننا و ياخد عصا ملوحة في الشارع وشلك وشلك شلك "مؤثرات صوتية - صوت شبشب"جهة حوشنا "ويقتلع" باب صندوق الضي اللي رشقوه الكهرباء على حيط حوشنا من بره و يفتح التاكوات "تك تك تك تك " و يولع الضي في الحومة!!!!!

هذا شن قصده؟ كان يعرف أن الضي يولع من غادي، باهي أمالة شن اللي طفاه، شن صاير بالضبط!!! مفهمت شئ، ويلتموا الشباب قدام الصندوق يتأملوا فيه بالك يفهموا فيه حاجة.

وبعدها بأقل من نص ساعة جي نسيبهم اللي يخدم في الكهرباء "حامييها حراميها" و يرقع الخيوط اللي لعبوا فيها من غير ما ينحيها طبعا و يعطيهم على راسهم، بس زاد  عليهم لمساته الفنية بصفته متخصص! وبعدها انتشر الكل ورجعوا لحياشهم، و الضي قاعد صابر و مهربش، و استمر الوضع على هذا الحال حتى صلاة التراويح، الناس مشت تصللي في الجوامع وولاد الحومة جوا للصندوق السحري وبدوا يبربشوا ويرقعوا فيه ثاني، وأني و اختي في الدار نسمعوا في أصوات التبربيش، طلبنا من أختي تطلع تفنص فيهم بالك يتحشموا مع أنه مستحيل لكن قلنا آهو محاولة، طلعت دارت روحها تشوف شن صاير " فرمقوها بنظرة لا مبالية" وكملوا شغلهم!!!
ويادوب رجع أبي من التراويح و كيف قعمز عالتلفزيون هرب الضي !!! لكن ربك كبير، هرب الضي عالنزيه و الخناب، خليهم يقعدوا هكي اللي ما يتحشموش، عندهم خيارين يا الضي يا معمر !! و اعتقد أنه واضح جدا مين الأفيد بين الخيارين!


Wednesday, August 3, 2011

لا يوجد كهرباء


يوم كباقي الأيام ، طويييييييييييييل و ممل ، يبدو أن سياستهم الجديدة تتمثل في بعث الملل و الكسل في نفوس الناس إضافة إلى صيامهم، و قد تمثل هذا في انقطاع الكهرباء يوميا بطريقة غير منتظمة حسب ما يمليه عليهم مزاجهم ، لكنهم اليوم تمادوا كثيرا و قد كانت هذه أول مرة بالنسبة لمنطقتنا، فقد تم قطع الكهرباء ككل يوم مع الساعة العاشرة و الربع صباحا و استمر هذا حتى هذه الساعة، أي الواحدة منتصف الليل ، وقد سبب هذا حالة من الخمول القصوى سادت أرجاء البيت، إذ أنه لم يكن لدينا ما نقوم به غير الصلاة و قراءة القرآن و النوم!!! أما الطبخ فقد كان مقتصرا على الطبخ بالغاز فقط أي دون استعمال للآلات الكهربائية كوسيلة للاقتصاد، مما أدى إلى مواقف مزعجة و مضحكة في الوقت ذاته، فقد قامت أختي بتحضير وجبة الإفطار لهذا اليوم، ومن ضمن ما جهزت سمبوسة و طاجين دجاج و وجبة أخرى نسيت اسمها، المهم السمبوسة تحتاج للقلي و الطاجين و الطبق الآخر بحاجة للفرن، فقررت أختي استخدام الماكينات الكهربية، على أمل أن تعود الكهرباء كما يحدث كل يوم، فقامت بتجهيز كل شئ إلا أن الكهرباء لم تعد!! ولا يمكن حفظ ما طبخت في الثلاجة لأنها لا تعمل وسيفسد الطعام لأنه استخدمت فيه مواد لا تتحمل الحرارة كاللبن و التونة، و بقيت هذه الأكلات كابوسا جاثما على صدورنا، كيف نتخلص منها دون التضحية بالغاز؟؟ هههههههههه سبحان الله كيف الدنيا دارت بينا ، "شوفوا معمر شن دار فينا" ، ومع الساعة الثانية قررت أختي طبخهم بالغاز و قدمتهم فورا، وكنا نأكل في ضوء شمعة واحدة غير مبالين بما نأكل أو بالشكل ، كنا كمجموعة من العميان يأكلون ما وجدوه أمامهم و نضحك على الوضع السخيف البائس الذي وصلنا إليه بسبب ذاك الأخرق، مع أنه ليس من العدل استخدام هذه الكلمة المسالمة مع طاغية مثله.

مر اليوم ببطء شديد و كنت طول الوقت أتمنى سماع صوت انفجار أنفّس به عن نفسي، فلم تتوقف الطائرات عن التحليق في السماء منذ أن غابت الشمس و طائرات الحلف تحلق في السماء ورأيت إحداها فقد كانت كنجم هاو في السماء إلا أنها كانت تسير في خط مستقيم بسرعة كبيرة، ومع الساعة الثانية عشر و النصف بدأت أصوات الانفجارات تتوالى، حوالي ثمانية انفجارات ، كم فرحنا بها، وبدأ اطلاق النار بعد ذلك، لم نعرف من يقوم بذلك لكنني كنت أدعو أن يوفق الله الثوار إن كانوا هم المسؤولين عن هذا، الآن أسمع إطلاقا كثيفا جدا ولا أعتقد انه من رشاش أو بندقية ، فهذا الصوت جديد علي إضافة إلي أنه بعيد لكن صوته و صداه واضح جدا، لكن إطلاق النار يعود بين الحين و الحين، لست أعرف ما حصل اليوم و سبب هذا الانقطاع الغريب في خدمات ليبيانا و المدار فلا يوجد تغطية في المدار و ليبيانا بتغطيتها و لا تعمل، من المؤكد بأن هناك شيئا ما قد حصل أو سيحصل، فهم لا يتصرفون بغموض من فراغ، لم أسمع اليوم أي نشرة أخبار ولم تصلني أي مستجدات ولا يمكنني الاتصال بأحد فخط الهاتف أيضا قطع أثناء احتفال جيراننا بزفاف جارتنا، فقد أطلقوا النار بكثافة يومها مما أدى إلى قطع خط هاتفنا.

شحن جهازي يكاد ينفذ ولست أعرف إن كانت الكهرباء ستعود مرة أخرى أو لا لأتمكن من الكتابة مجددا، سأحافظ على ما تبقى لي في البطارية من كهرباء لعله سيحدث شئ جديد يستحق الكتابة أكثر مما حدث اليوم.. ألقاكم في يوميات جديدة من يوميات ثورة السابع عشر من فبراير.

تصبحين على سلام يا بلدي الحبيبة

التروايح في الظلام...


بالنسبة لمن يحفظ كتاب الله عن ظهر قلب فلا مشكلة في أن يصليها في الظلام، و لكن ماذا عن الذي لا يحفظ الكثير منه، عندما درست في الجامع في الماضي لم أستمر في حفظ القرآن، فقد كنت ألتحق به فترة العطلة الصيفية فقط، و كلما عدت إليه يصر من يدرسنا على أن يبدأ بنا من جزء (عـــــم) و هكذا، و لكن أتذكر تقريبا عندما كنت في الصف السادس من المرحلة الابتدائية التحقت بالمسجد القريب من بيتنا ، و قد كان مسجد "عثمان بن عفّان" حيث تم بناء مدرسة خاصة  لتحفيظ القرآن الكريم تدعى " منارة الرحمن" أتذكر الشيخ الرائع الذي درسنا حينها أنا و أختي و أخي ، الشيخ "شعبان" حفظه الله ووفقه أينما كان، الشيخ شعبان حببنا جدا في حفظ القرآن، فقد  كانت طريقة تعليمه لنا رائعة، و قد كان فصلنا جامعا لجميع الفئات العمرية ، و كان أخي أصغرهم، استمرينا في الدراسة معه حتى أنبأنا بعد فترة و قبل أن أنهي جزء عم بأنه سيسافر إلى يوغوسلافيا للدراسة، كان الخبر صدمة كبيرة، كان لها التأثير الأكبر علينا إذ أن الشيخ الذي جاء ليدرسنا بعده (مع احترامي الشديد له) لم يكن قريبا ولو قليلا من الشيخ شعبان، الشيخ شعبان تلاوته قريبة جدا من تلاوة الشيخ سعد الغامدي، وهذا ما جعلني أفضل الاستماع أكثر لتلاوة الشيخ الغامدي، نعود إلى موضوعنا وهو الشيخ الجديد الذي جاء ليدرسنا نيابة عن الشيخ شعبان، إذ أننا استمرينا معه طوال فترة الشتاء فقد كنت أدرس في السنة الأولى من المرحلة الإعدادية و أذهب للجامع مع الساعة الرابعة تقريبا أو الثالثة ظهرا، ووصلت إلى نهاية جزء تبارك و لم أتمكن من الاستمرار فالدافع الذي كنت أحصل عليه من الشيخ شعبان لم يعد موجودا، و أسلوبه في التدريس و تعليمنا أحكام التجويد و التلاوة يختلف كثيرا عن الشيخ الذي تلاه، مع انه أيضا علمنا الكثير ولا زلت أتذكر ما علماني إياه، لكنني أنهيت جزء تبارك وقررت أن أتوقف، و منذ ذلك الحين توقفت عن الالتحاق بالمسجد لحفظ القرآن و قد كان هذا السبب الرئيسي لعدم قدرتي على إقامة صلاة التراويح في الظلام، ولكن هيهات يا معمر، هيهات أن أسمح لك بأن تفسد عليّ أن أؤدي صلاتي.

أديت صلاة التراويح ذلك اليوم في الظلام مستعينة بالمصحف و الدنيا مظلمة و لكن مع اختراع اسمه " نقال البيللا " و الذي يعرفه جميع الليبيين، ههههههه ، أقفلت شفرة ليبيانا الخاصة بي خصيصا لأخزن هذا النقال للطوارئ كما حدث اليوم، و أرجو أن تكون صلاتي و صلاة جميع الليبين و دعواتهم مستجابة في هذا الشهر الكريم.
" اللهم إنك عفوّ كريم تحب العفو، فاعفُ عنا "