Wednesday, March 23, 2011

Death Note


 قبل نصف ساعة من الآن و بينما كنت أحضر أحد أفضل رسوم الكرتون و التي كم تمنيت لو كان لدي نفس القوة التي يمتلكها بطل القصة ،ألا و هي " مذكرة الموت Death Note" ، سمعت صوتا فأبعدت سماعات الأذن كي أسمع بوضوح فإذ بسيارتين مركونتين مقابل بيتنا و تحت نافذة غرفة المعيشة وبها بعض الأشخاص يتبادلون الحديث ، حاولت كالعادة استراق السمع ولم أتمكن فلم يكن الصوت واضحا، فقررت العودة لمشاهدة الحلقة ، لكن أحدهم ترجل من السيارة فعدت للمراقبة، كان الشخص الذي ترجل هو جارنا ،أو بالأحرى ابنه، كان يشعر بالحنق فقد كان بقية الشباب يحاولون تهدئته و تهوين شئ عليه، يبدو أنه قد حصل له موقف بينما كانوا يناصرون القذافي، لك تكن الأصوات واضحة، لكنه تكلم وقال ما معناه بأنه أهين هناك، وبعدها أصدر قراره بأنه سيصبح مع المعارضة !

الخبر كان صدمة لي، فهذا الشاب كان يعود كل يوم وهو مفعم بالنشاط من هتافه مع المجانين الذين يرافقونه، كان من أوائل من خرجوا هاتفين بعد خطاب سيف الأول، كان قلبا و قالبا مع القذافي، السبب ( أنه لم يتأذى بعد، و لم يؤذَ شخصيا ) ، هكذا يفكر أغلب مناصريه، تفكير أناني من الدرجة الأولى، فطالما هم لم يؤذوا ولم يُغِر عليهم أحد فلماذا يقفون ضده؟!!!!

الأنانية، و حب النفس فقط و المصالح هي التي كانت تحرك تفكيرهم، لا العقل و لا الحس الإنساني ولا الدين و لا الأخلاق ، ولا حتى الإسلام أو النخوة.... لم يكن يحركهم شئ إلا المصلحة الشخصية ... تبا لهكذا رجال... أيها الأغبياء ممن وقفوا مع القذافي ، أيها الأغبياء ممن سانده، أيها الأغبياء ممن قتلوا أبناء شعبهم، أيها الأغبياء الذين اختطفتم الجرحى  و اعدمتموهم، و غير ذلك الكثير مما فعلتم .... أنتم لا تمتون للرجولة بصلة.

الرجولة ليست بشوارب أو عضلات منتفخة هي مجرد لحم في نهاية الحال ليس إلا ، الرجولة ليست في إقناع فتاة في الخروج معك أو اللعب بمشاعرها، الرجولة ليست بالوقوف في الشارع و التدخين و تضييع الوقت، الرجولة ليست في أن تسرق سيارة أبيك كي تتباهى بها ، الرجولة ليست أن ينفق عليك الآخرون ، الرجولة ليست أي شئ إلا أن يكون لك مبدأ حقيقي تعيش لأجله.

المبدأ للأسف اتضح جليا لأغلبنا من تصرفات العديدين ممن نعرف و قد صدمت بالكثيرين و أحتقرت العديد منهم، لم يكن لديهم مبدأ في الحياة ، يتغيرون من موقف لموقف حسب الطريق المؤدي إلى مصلحتهم فقط، أما عن الأخلاق، فعدم اكتراثك لموت الناس  و تفكيرك في الذهاب إلى العمل في اليوم التالي غير مبال بأي شئ يكفي لأن تصبح شخصا غير مرغوب فيه في أجندتي، و ثق بأنك في سلة المحذوفات التي سيتم تفريغها قريبا مع باقي عديمي المبادئ و الأخلاق.

الآن، و نحن في خضم البدء في مرحلة جديدة قريبا بإذن الله ، أتعهد بأنني سأكون في خدمة الوطن، و سأساعد قدر الإمكان و سأبذل قصارى جهدي في أن يكون وطني مصدر فخر و اعتزاز لجميع الليبين و الليبيات، فدم الشهداء الذي سطر هذه المسيرة دين علينا، إن تهاوننا في حماية وطننا و التفريط فيه بعد نيلنا لحريتنا فنحن لا نستحق تضحيتهم ، رحمهم الله و أسكنهم فسيح جنانه و ألهم أهلهم الصبر و السلوان.



Tuesday, March 22, 2011

متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا


هناك أمر مريب يحدث في الخارج، أعني بهذا خارج المنزل، بعض الأشخاص مجتمعون أمام بيتنا و بالتحديد تحت نافذة غرفة المعيشة التي أنا فيها الآن، يخططون لشئ ما لا أعرف ما هو ، فقد سمعتهم يقولون ساطور و دبوس، للأسف لم أتمكن من الاستماع للحوار كاملا، غير أن الجملة الأخيرة أثارت انتباهي، فقد قال لهم أحدهم نهاية النقاش " لمّا نقوللكم انقزوا، انقزوا" ، هنا شعرت برعب كبير، فيم يفكر هؤلاء؟ وما هو مخططهم؟ و علام هم مقبلون؟؟

السيارات التي تقل الشباب لم تتوقف حتى أثناء الليل، فبين الحين و الحين أسمع صوت سيارة البعض منها يمشي ببطء مريب، ويتوقف ثم يكمل مسيرته، و البعض الآخر يسرع في القيادة غير مبال بالناس النيام.
كنت أختلس النظر من النافذة كل برهة، ومع الساعة الثالثة جاءت سيارة ركبها بعض الأشخاص الذين كانوا يقفون بالشارع، وما إن تحركت السيارة أقبل شابان يتمشيان ببطء و يتبادلان الحديث لتمضية الوقت، يبدوا أنهما يعتزمان السهر حتى الفجر فأحدهما كان يحمل سلاحا في يده، لم أعرف نوع السلاح إن كان بندقية أو رشاشا فالظلام لم يساعدني إلا على رؤية جيداً.

تصرفات كثيرة أصابتني بالصدمة حدثت خلال هذه المحنة، و جعلتني أكتشف بأن سبب عدم رغبتي في التعامل أو التعارف على جيراننا منطقي جدا، فبعد أول خطاب لزيف الأحلام ، و الذي كان تهديدا علنيًا للشعب أمام العالم خرج جيراننا فجأة بعد خطابه يهتفون له، ركب  الجميع السيارات بمن فيهم البنات أيضا، ذلك المشهد أصابني و عائلتي بصدمة كبيرة، لم نكن نتوقع أن يكون وضعهم مزريا لهذه الدرجة، و قبل أسبوع من الآن و قد كنت أستعد للخروج لموعد لي في العيادة، إذ أنني أجّلت الموعد لأسبوعين لعدم رغبتي في الخروج من المنزل على أمل أن تنتهي هذه الأزمة، إلا أنها قد طالت فاضطررت للخروج، لكنني سمعت صوتا من بيت جيراننا من زوارة، فمطبخهم مجاور لغرفتي فسمعت ابنتهم تهتف "الله،معمر، ليبيا و بس"!!! ثم شاركتها أمها في الهتاف علما بأن الكتائب قد بدأت الهجوم على زوارة في ذات اليوم!!!! غريب أمر الناس، هل وصلت الحقارة إلى هذا الحد، هل يحق أن يسمى هؤلاء مسلمين، هل حقا يتبعون دين الإسلام؟؟ يهتفون بحياة من قتل إخوتهم في الدم و الدين و الإنسانية؟؟؟؟؟ ما الذي يحدث هنا؟ كيف انقلبت موازين الإنسانية إلى هذا الحد و أصبح الكذب حلالا و الصدق و كلمة الحق حراما؟؟ كيف أصبحت كلمة أتباع الشيطان هي التي تصدق؟ و كلمة أصحاب الحق هي التي تكذب؟؟؟ فليشرح لي أحدكم ، أريد أن أفهم !!