Tuesday, November 6, 2012

هل أنا أصنف من البشــــر؟!!!!!


ألهذه الدرجة نحن شعب لا يستحق أن يجد مكانا يتمشى فيه عندما يشعر برغبة في الجلوس لوحده او حتى في التفكير أو التأمل؟؟؟ ألهذه الدرجة بات من الصعب او المستحيل أن أجد حديقة بها أشجار و ورود لأتمشى فيها و أريح عيني من تعب العمل .. أن أرى مشاهد مريحة .. هل يتوجب علي أنا الفتاة التي لا أستحق أن أذهب للبحر لأن المخلوق الرجل احتكره لنفسه و إن خصصت إدارة المصيف يوما للنساء فهم أيضا بكل وقاحة يراقبون المكان بالمنظار و بكل ما لديهم من قدرات للتجسس !!

 أليس من حقي أن أقف أما البحر لأريح عيني من زحام المدينة، أن ترى عيني أفقا واسعا يمتد إلى ما لا نهاية ؟!!! عيناي متعبتان، مجهدتان لأنهما دائما في وضع توتر و تركيز ، فالازدحام يحيط بي من كل مكان .. عندما أخرج من البيت أرى سيارات كثيرة مرصوفة أمام بيتنا و من ثم تواجهني أسوار عالية تمتد لطوابق لبيوت الجيران .. أركب سيارتي أستعد للانطلاق نحو زحمة المدينة، أرى السيارات و الناس التي تصرخ بوجه بعضها، ثم يأتي مجنون و يضرم النار في كومة القمامة تلك التي يلقي بها الناس و غيرهم الكثيرون بالقرب من الرصيف،و يملأ الجواء بالدخان .. أشعر بالاختناق أسرع حتى أتخطى الدخان أفتح نافذة سيارتي لأجدد الهواء ولكن للأسف بعد أن أفسد صباحي ذلك الأحمق .. ثم أستمر في القيادة فيبدأ الزحام المعتاد .. و أصوات زمامير السيارات المزعج .. ثم أصل لقلب المدينة حيث الإزدحام المميز جدا و الذي يشعرك في بعض الأحيان إلى أن الطريق لن ينتهي ... أدخل الزقاق لأتخطى كل ذاك الزحام .. ترتطم سيارتي بالمطب تلو المطب ، فبلدي هي "بلد المليون مطب".. أعود للطريق بعد أن أكون قد تخطيت جزء من الازدحام .. أصل المكتب بشق الأنفس .. الشمس حارقة، هواء المكتب يحتاج للتجديد أفتح كل النوافذ فللأسف حاولت زرع نباتات طبيعية بالمكتب لكنها لم تنج بفعل الرطوبة ربما أو لأن حر هذا الصيف كان شديدا و لم تقوى نباتاتي على تحمله .. أجلس بمكتب فارغ لا يحتوي على أي جزء من الطبيعية هاربة من الزحام بالخارج .. طليت الجدران بألون منعشة لعلّ هذا يريح العين لمن يلجأ إلى المكتب .. و بالفعل كلما زارني شخص عبر عن شعوره بالراحة فور دخوله فالأجواء مريحة في المكان .. لكن الوقت يمضي و سأضطر للخروج للعودة للبيت .... سأعود لذاك الزحام من جديد و سأصل لبيتنا الصغير المزدحم أيضا بالاثاث في كل مكان ..

 مرة كنت قد زرت صالة انترنت لأحد الاصدقاء اشتريت كرت انترنت و عندما خرجت و شغلت السيارة نظرت من أمامي و إذ بالبحر قبالتي نهاية الشارع .. نظرت إليه نظرة المشتاق، ترددت .. هل أتوجه نحوه او أعود لزحمة الطريق و اتناسى انني بحاجة ماسة للراحة ... عزمت أمري وتقدمت بالسيارة نحوه .. أقود و أنظر إليه في ذات الوقت بشوق ملأت به الدموع عيني ... إنها عشر سنين مستمرة و نحن مفترقون، فرّق بيننا ذاك المخلوق الذي يدعى رجلا .. حرمني من أن أستمتع بنعمة منحني الله إياها .. حرمني من أن أستمتع عند زيارتي لك ... وصلت للشاطي، استمريت في قيادة السيارة على جانب الطريق و البحر بجانبي .. أنظر إليه متنمية أن أتمكن من أن أترجل عن السيارة و أقف أمامه لأريح عيني ، ان أشم رائحة عطرة، رائحة البحر، صوت الموج المريح للأعصاب، لكن للأسف، فور وصولي للطريق المطل على البحر بدأت أرى تلك النظرات، نظرات الرجال الذين كانوا بالمنطقة، و هم ينظرون نظرات ماذا تفعل هذه الفتاة هنا؟؟ هذا مكان للرجال (أغربي عن وجهنا يا امرأة) فتحت نافذتي لأشم رائحة البحر اقفلت المذياع لأسمع صوت الموج، لكن نظراتهم كانت مرعبة ، أقفلت قفل الباب تحسبا، لكن النظرات استمرت بينما كنت أقود السيارة اضطررت في النهاية لإقفال نافذتي و العودة للبيت و الحزن يعتليني من جديد لأشعر بالقهر و الكره و الحقد عليهم و أفتح حسابي على الفيس بوك وبكل ما امتلكني من حزن كتبت على حائطي ... Bad Mood و استمر يومي التعيس حتى خلدت للنوم لأعود و استيقظ من جديد لأواجه هذا الحقد الذي يحرمني من حق المشي في الشارع دون مضايقة أو معاكسة او سماع كلمات بذيئة .. السيناريو يعاد كل يوم .. لا يملّون و لا يكلون ...

 من يقول بأن المرأة المسلمة مكرمة أكثر من الأجنبية "الكاااافرة" (يطلع من راسي) لأنكم تكذبون و أنتم أكثر من يعرف و يدرك هذه الحقيقة ... إن كان المشي في بلادي المسلمة دون إزعاج بات أمرا مستحيلا بينما أراه في الغرب يتجلى أمامي بأن لكل إنسان احترامه و كيانه و يشعر بالأمن و الأمان في وطنه و إن تجرأ أحد و اقترب منه فهناك شرطة و قانون يحميه ... ناهيك عن أن رجالهم يحترمون نسائهم في العلن، لا يهمني ما يحدث في السر فهو يحدث أيضا عندنا .. و لكن متى سأتمكن من أن أمارس رياضة المشي في وطني من دون أن يزعجني أحد؟ أو أن أحتاج لرجل معي ليحرسني منكم معشر الرجال ؟؟؟

 عذرا ... فقلبي لا يزال مليئا بالكثير الكثير .. و هذا ما تمكنت من التنفيس عنه .. و لا رغبة لي في تصحيحه أو مسحه .. لربما وصل شعوري و استيائي للبعض و قرروا أن يغيروا أو أن يتخلصوا من أنانيتهم ... لعلّ و عسى .... لعلهم يدركون يوما بأننا أيضا بشر و بحاجة بما هم يخرجون دوما للاستمتاع مع أصدقائهم ..

 و حسبي الله و نعم الوكيل فيكم .