Saturday, September 21, 2013

ليس في الأمر انتقاص للرجولة!!



أتابع صفحتها منذ زمن ،، أعجبت بها للغاية لتحديها مجتمعا ذكوريا وأثبتت وجودها وأنها فعلا ناجحة وتستحق الاحترام والتقدير ،، السيدة منى أبو سليمان ،،

منذ يومين بينما كنت أتابع صفحتها التفتت صدفة ناحية الأصدقاء المتابعين لهذه الصفحة، لأفاجئ بأن أغلبهم كان من الرجال، المشهد غريب لكنه في ذات الوقت مبهج للغاية، اهتمامهم بمتابعة أخبار وآخر أعمال هذه السيدة الناجحة له معان ودلالات كثيرة .. أغلب أصدقائي إن لم يكن جميعهم كانوا خير عون لي في مسيرتي، تشجيعهم الدائم ومساندتهم لي عند حاجتي لهم كان له الأثر الطيب الذي لن أنكره يوما ،،

لكن في ذات الوقت هناك أمر يشغلني كثيرا فيما يخص السيدات الناجحات، فكلما بحثت في سيرة أغلبهن (ليس الجميع) وجدت الغالبية منهن غير مرتبطة أو قد أنهت زواجا دام لسنوات ونجحت مسيرتها بعد ذلك (ولا أعيًرها أبدا بالعكس فخورة بها للغاية لعدم اكتراثها بكلام مجتمعاتنا السخيف والغير مرضي لله) ،، لكن يجول في ذهني سؤال أبعده عني لكن يعود دائما ليحوم في الأجواء، لماذا لا تجد النساء رجالا يقفون إلى جانبهن لتحقيق أهدافهن؟ هل يعتقدون مثلا بأنهم هم فقط من لديهم طموح وأهداف؟ أو أنهم هم فقط من سينقذ العالم؟؟ لكن  للأسف ما نراه على أرض الواقع مناقض تماما لما يقولون، أعتقد أننا جميعا نعرف من يقوم بجمع السلاح وقتل الناس والتنكيل بهم في جميع دول الربيع الاسلامي (ولا أعمم لكن لنكن واقعيين في تحديد المذنب فيما نعاني منه جميعا، فالاعتراف بالحقيقة لا ينقص منا شيئا لكنه المرحلة الأولى نحو الاصلاح وإنقاذ ما يمكن إنقاذه)!!

لماذا لا تجد السيدات رجالا يحترمونهن في عالمنا الاسلامي من ناحية الطموح والاهداف؟

بعد أن أسست الشركة (الهاء للتصميم) لما يقارب العام التقيت على الانترنت بأحد قريباتي وهي صديقتي في ذات الوقت، اختفت منذ أن تزوجت العام الماضي، فسألت عن أحوالي فأخبرتها بآخر التطورات فكانت ردة فعلها بعد التشجيع "ولكن ماذا ستفعلين إن تزوجت؟" !!!

فكرة أن يكون هناك زوج يدعمك ويساندك ويشد على يديك لم تكون واردة في بالها ولا أخفي عليكم في بالي أيضا ،، فلم أعد مقتنعة بوجود مثل هذه الفئة في مجتمعنا (للأسف)،،

أفكر أحيانا في الأمر، لكن ما يجعلني غير مكترثة هو أن لدي أهدافا أخرى في حياتي أجدها لا تزال أسمى بكثير من الزواج والبقاء في البيت لهذا لم يعد الأمر مصيريا بالنسبة لي، فبعد أن رأيت مصير الناجحات وعدم نجاح زواج الكثيرات وأن الزواج كان السبب الرئيسي في تأخر نجاحهن وذلك لتدخل المجتمع فيما لا يخصه في حياتها (والتفلسيف والحشرية على أساس يفهموا في كل شئ) ،، فالأمر لم يعد يستحق التفكير فيه أبدا ،، أتمنى أن يتعقل الرجال ويفكروا بمنطقية ولو قليلا في هذا الموضوع، فهذا لصالحهم هم قبل أن يكون في صالح السيدات الطموحات، وأن يبتعدوا عن الوصف الذي كتبه الشاعر نزار قباني في أغنية غنتها ماجدة الرومي:

"ليس في الأمر انتقاص للرجولة، غير أن الشرقي لا يرضى بدور غير أدوار البطولة"

لمتابعة أعمال و أنشطة السيدة منى أبو سليمان يمكنكم زيارة صفحتها الخاصة على الفيس بوك