Saturday, September 21, 2013

ليس في الأمر انتقاص للرجولة!!



أتابع صفحتها منذ زمن ،، أعجبت بها للغاية لتحديها مجتمعا ذكوريا وأثبتت وجودها وأنها فعلا ناجحة وتستحق الاحترام والتقدير ،، السيدة منى أبو سليمان ،،

منذ يومين بينما كنت أتابع صفحتها التفتت صدفة ناحية الأصدقاء المتابعين لهذه الصفحة، لأفاجئ بأن أغلبهم كان من الرجال، المشهد غريب لكنه في ذات الوقت مبهج للغاية، اهتمامهم بمتابعة أخبار وآخر أعمال هذه السيدة الناجحة له معان ودلالات كثيرة .. أغلب أصدقائي إن لم يكن جميعهم كانوا خير عون لي في مسيرتي، تشجيعهم الدائم ومساندتهم لي عند حاجتي لهم كان له الأثر الطيب الذي لن أنكره يوما ،،

لكن في ذات الوقت هناك أمر يشغلني كثيرا فيما يخص السيدات الناجحات، فكلما بحثت في سيرة أغلبهن (ليس الجميع) وجدت الغالبية منهن غير مرتبطة أو قد أنهت زواجا دام لسنوات ونجحت مسيرتها بعد ذلك (ولا أعيًرها أبدا بالعكس فخورة بها للغاية لعدم اكتراثها بكلام مجتمعاتنا السخيف والغير مرضي لله) ،، لكن يجول في ذهني سؤال أبعده عني لكن يعود دائما ليحوم في الأجواء، لماذا لا تجد النساء رجالا يقفون إلى جانبهن لتحقيق أهدافهن؟ هل يعتقدون مثلا بأنهم هم فقط من لديهم طموح وأهداف؟ أو أنهم هم فقط من سينقذ العالم؟؟ لكن  للأسف ما نراه على أرض الواقع مناقض تماما لما يقولون، أعتقد أننا جميعا نعرف من يقوم بجمع السلاح وقتل الناس والتنكيل بهم في جميع دول الربيع الاسلامي (ولا أعمم لكن لنكن واقعيين في تحديد المذنب فيما نعاني منه جميعا، فالاعتراف بالحقيقة لا ينقص منا شيئا لكنه المرحلة الأولى نحو الاصلاح وإنقاذ ما يمكن إنقاذه)!!

لماذا لا تجد السيدات رجالا يحترمونهن في عالمنا الاسلامي من ناحية الطموح والاهداف؟

بعد أن أسست الشركة (الهاء للتصميم) لما يقارب العام التقيت على الانترنت بأحد قريباتي وهي صديقتي في ذات الوقت، اختفت منذ أن تزوجت العام الماضي، فسألت عن أحوالي فأخبرتها بآخر التطورات فكانت ردة فعلها بعد التشجيع "ولكن ماذا ستفعلين إن تزوجت؟" !!!

فكرة أن يكون هناك زوج يدعمك ويساندك ويشد على يديك لم تكون واردة في بالها ولا أخفي عليكم في بالي أيضا ،، فلم أعد مقتنعة بوجود مثل هذه الفئة في مجتمعنا (للأسف)،،

أفكر أحيانا في الأمر، لكن ما يجعلني غير مكترثة هو أن لدي أهدافا أخرى في حياتي أجدها لا تزال أسمى بكثير من الزواج والبقاء في البيت لهذا لم يعد الأمر مصيريا بالنسبة لي، فبعد أن رأيت مصير الناجحات وعدم نجاح زواج الكثيرات وأن الزواج كان السبب الرئيسي في تأخر نجاحهن وذلك لتدخل المجتمع فيما لا يخصه في حياتها (والتفلسيف والحشرية على أساس يفهموا في كل شئ) ،، فالأمر لم يعد يستحق التفكير فيه أبدا ،، أتمنى أن يتعقل الرجال ويفكروا بمنطقية ولو قليلا في هذا الموضوع، فهذا لصالحهم هم قبل أن يكون في صالح السيدات الطموحات، وأن يبتعدوا عن الوصف الذي كتبه الشاعر نزار قباني في أغنية غنتها ماجدة الرومي:

"ليس في الأمر انتقاص للرجولة، غير أن الشرقي لا يرضى بدور غير أدوار البطولة"

لمتابعة أعمال و أنشطة السيدة منى أبو سليمان يمكنكم زيارة صفحتها الخاصة على الفيس بوك

Monday, February 18, 2013

سامحيني .. مش قادرة نفرح!!



هذا علاش مش قادرة نفرح .. هذا علاش نتحشم لو نفكر حتى أني نفرح .. صح المفروض نفرحوا بس المفروض أكثر أننا نفرحوا مع بعض .. نحسوا ببعض ..

منبيش ننكد عليكم فرحتكم بالثورة وذكراها .. بس من يومين لما نسوق شفت شيباني يكرّ في برويطة يلم في الخبزة اليابسة .. شفت عيونه، قريت هلبة حاجات ،،، هلبة هلبة أكثر مما تقدروا تتخيلوا ،، كلمات كثيرة كانت تطلع منها مليون معنى ,,, أمس فس السيمافرو، ولد صغير ممكن 12 او14 سنة يبيع في الكلينكس حاط على راسه طاقية الفانيليا متعه و منزلها على قد ما يقدر، يلف بين السيارات زي اللي يهيم على وجهه، نظرات الحزن و التعاسة و الرغبة في البكاء و الصراخ في عيونه .. أني تحشمت منه .. تحشمت تجي عيني في عينه .. بكيت في السيمافرو .. إيه بكيت .. لما نشوف ناس تغش و تخنب و تضحك و تسافر على حساب الجرحى و ناس تلز في ناس من مدنها و عيشتهم في البراريك نتحشم من نفسي .. إيه أنا مش قادرة نفرح .. أنا مش قادرة نفرح و فيه ناس متبهدلة في بلادي و هي من شعبي و قبل كل شئ هما بشر زينا زيهم ..

آسفة يا ذكرى ثورتنا أنا حزينة ومش قادرة منحسش بالناس .. آسفة!


Sunday, February 17, 2013

كلّه من مدرّســــة الكيمياء!!



بعد الثورة قمت ببعض النشاطات ونتيجة لها ظهرت على شاشة التلفاز وسمع بي الأقارب من العيلة .. فكانت أحد التعليقات من ابنة عمي حيث قالت لأمي "هدى ناشطة ماشاء الله عليها عمها *** ديما يشكر في نشاطها، نتذكر زمان مرة في حوش خالها لما كانت صغيرة في الابتدائي كانوا الصغار يلعبوا في الدار مع بعض و هي مقعمزة في السرير اللي فوق (الدور الثاني للسرير) شادة في يدها قلم و مثبتة عليه من فوق كركوبة شخشير (جوارب مكورة) و شادة كتاب و تقرا على أساس مذيعة!! 

لما حكتلي أمي انصدمت في روحي وتذكرت أحلام وطموحات وأمجاد الطفولة، فعلا لما كنت في الإعدادي كان أحد أحلامي أني نكون مذيعة.

نتذكر مرة في المدرسة حصّة اللغة العربية وبعدها استراحة، المُدرِّسة طلبت منا نقروا الدرس، و كل شوية واحد يقرا مقطع ثم دور اللي بعده .. وصل دوري وبينما نقرا رنّ الجرس فالمدرسة كانت حتستعجلني بس كنت نبي نكمل مقطعي لأنه حشييتشي القراءة وقتها فقريته بسرعة رهيبة ورا بعضه صَلِي من غير ولا غلطة لدرجة الكل شبحولي مصدومين والمدرسة انبهرت بالسرعة و بدون أخطاء.

طبعا هذا كله كان أيام المجد لعند ما خشيت المرحلة الثانوية، وبدأت المعاناة الحقيقية من قبل أغلب المدرسات الفاشلات، والتي كانت أولهن مدرسة أكثر مادة نكرهها في حياتي (الكيمياء) .. كانت مصرّة أننا نحضّروا الدرس ونسّمعوا عليها، بعدها هي تعاود تقراه علينا (على أساس تشرح!!) وكان التحضير بالنسبة لي بالذات تحضير مادة أكرهها ولا أفهم فيها شئ من الحاجات المرفوضة تماما عندي..!

كلما مرّت حصة بسلام أحمد الله عليها وفي يوم من الأيام كان عندنا حصة كيمياء تأخرت المدرسة شعرت بسعادة غامرة معناها غايبة، لكنها لم تلبث إلا أن ظهرت أمامنا فجأة، وبما أنها مدرسة كسولة وفاشلة طلبت منا التوجه نحو المعمل (واحدة تبي تضيع وقت) .. توجهنا نحو المعمل ومن حظي التعيس أن تقسيم الطاولات محدد من بداية السنة وأنا في الطاولة الأولى بعد صديقتي، نظرت إلينا لتتصيد طريدتها وتطلب منها تسميع ما حفظت من الدرس، تظاهرت بأني محضرة و فاهمة كل شئ ههههههه (كلكم تعرفوا المسرحية هذي أكيد) ولكن كانت خبيثة واختارتني ..

المدرسة: شن حضرتي من الدرس؟
هدى (من الخلعة و الرعشة): أأأأأأأأ أأأأأ أأأأأأأأ أأأأأأأأأ أأأأأأأأأأأ أأأ  أأأأأأأأأأأأ أأأأأأأأ أأأأأ أأأأأأأأ أأأأأأأأأ أأأأأأأأأأأ أأأ  أأأأأأأأأأأأ أأأأأأأأ أأأأأ أأأأأأأأ أأأأأأأأأ أأأأأأأأأأأ أأأ  أأأأأأأأأأأأ أأأأأأأأ أأأأأ أأأأأأأأ أأأأأأأأأ أأأأأأأأأأأ أأأ  أأأأأأأأأأأأ أأأأأأأأ أأأأأ أأأأأأأأ أأأأأأأأأ أأأأأأأأأأأ أأأ  أأأأأأأأأأأأ .... 

نظرت إلي المدرسة و جميع الطالبات في دهشة وفي عقلهم سؤال واحد (نهار أحرف!! شن صار للبنت)!!! 

سألتني المدرسة مصدومة: هدى انتي بخير؟!!
هدى (في ارتعاش): هزت برأسها أنها بخير..
فلوحت المدرسة بيدها برفق (عن بعد طبعا مش تجي تطبطب عليا بعدما دمرتني) وأشارت بيدها بهدوء (كأنها تنومني مغناطيسيا) لكي أجلس!!

ومن يومها وعينك ما تشوف إلا النور، بدأت عندي عقدة التأتأة .. الله لا يوريكم هذيك الأيامات .. وصلت حالة التعقد عندي لدرجة أنني لم أعد أتحدث أمام الجموع أو حتى في الزيارات العائلية، أظل دائما صامتة مستمعة فقط لما يقولون لكي لا أحرج نفسي .. أثر هذا سلباً عليّ فلم أعد أخرج للزيارات الاجتماعية فيما مضى (على أساس توة نطلع هيهيهيهي) .. أتحاشى الحوارات وأكتفي بالكتابة مما أدى إلى امتناعي في التعبير عما أفكر أو ما أشعر به .. و كان لهذا الاثر السلبي علي فالمخزون كبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر جداً .. لكن الحمد لله تخلصت من تلك العقدة على مرّ السنين، بس بعد إيـــــــــــــــــــــه!!!

وكلّه من مدرســــة الكيمياء :(

Sunday, February 10, 2013

اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ..



كان لدي دورة تدريبية بدأت يوم الأمس، خرجت مسرعة من العمل لألتحق بها، فمقر مركز التدريب أقصى غرب طرابلس بينما مكان عملي في شرقها الأقصى!!

انتهى اليوم الأول على خير غير أنني تجمدت من شدة البرد في القاعة، لم أفهم لماذا لا يحبون تدفئة المكيف ففي الساعة الأخيرة فقدت التركيز من شدة البرد!!

عدت للبيت بعد أن وصلني خبر مزعج حاولت أن أكون بليدة قدر الإمكان ولم أكترث وقمنا بتنفيذ حل مؤقت للمشكلة، دخلت البيت وهجمت على الأكل فقد اشتريت بعض البطاطا المقرمشة أكلتها بنهم لأدفئ جسمي وأختي تنظر إلي في رعب (هههههه فقط لوصف المشهد ماهو متجمدة نبي ندفى!!) أنهيت الأكل واستعدت قواي العقلية وبعد أن أرتحت قليلا استأنفت رحلة العمل ومراجعة ما درسته كما قمت بتنفيذ بعض الأعمال، دخلت في شجار بين صديقتين لا علاقة لي به نتج عنه أنني طلعت اللي مننفعش في الأخير!! (نو كومنت خاااالص وأني مش ناقصة عراكات و نكد زايد)، وصلت الساعة الثانية عشر والنصف منتصف الليل ولا ازال أشعر بالنشاط فقد شربت قهوتي منذ ساعة تقريبا!! بينما أعلنت أختي رغبتها في النوم .. اضطررت لأن أغلق كل شئ وأنام على أمل أن أنعم بقسط جيد من الراحة استعدادا ليوم الغد .. 

تمر الساعات و أحلم بالكابوس تلو الآخر و فجأة توقظني أختي الساعة السادسة والنصف.

أختي: "هدى اكر اسو ارحغ ان الجامعة" 
الترجمة: هدى استيقظي اليوم سأذهب للجامعة!!

استيقظت من هول الصدمة ثم عدت للنوم من جديد هيهيهيي فعادت لتوقظني بعد ثوانٍ .. استيقظت مرغمة وبعد أن انتعشت مررت بالمطبخ فوجدتها تتناول إفطارها، رمقتها بنظرة ملؤها الحقد الأخوي المسالم وألقيت عليها تحية الصباح التي كانت "I HATE YOU" .. توجهت نحو غرفتي لأجهز نفسي، أفكار كثيرة كانت تجول في خاطري حينها، لست أعرف لماذا خطر على بالي الدعاء الذي يدعوه الأئمة دائما "اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا"، فكرت في حال الإسلام الآن، وكيف أنه براء مما يقوم به كل الطغاة والمتشددون باسمه، تذكرت ما يحدث في مصر، المعاكسات، التحرش، الاغتصاب العلني، المواطن المصري الذي تمت تعريته وضربه، ما يحدث عندنا من تعذيب وقتل باسم الاسلام والقضاء على الفساد، ما يحصل في تمبكتو، سوريا، تشريد الأبرياء، تقاعس الدول المسلمة العربية التي تصرف ملايينا على تفاهات الدنيا ولم تتحرك ساكنا لتقوم بشئ يذكر إزاء كل هذا .. شعرت أن ديني في خطر، شعرت بأنني بحاجة لأن أخذ ديني معي وأهرب من هذه البقعة من الأرض، ولا أقصد بهذا ليبيا فقط، بل الوطن  العربي بأكمله مع أنني أعترض على هذه التسمية فلنقل شمال أفريقيا و شبه الجزيرة العربية، شعرت بأن ديني سيكون بخير لو كنت أعيش في الغرب بعيدا عن كل هذا الجنون.

أفكر مرارا لماذا نعيش في هذا التخلف؟ بالأمس أخبرت صديقتي فلنفرض بأنه لا يوجد إسلام، هل سيكون لدى هؤلاء حجة لما يقومون به؟ هل سيكون الحال أسوأ أم أنه سيكون طبيعيا كباقي الأمم؟ 

أسئلة كثيرة تجول في خاطري كل يوم وكل لحظة، مرّ الوقت وخرجت من البيت مع أختي، شغلت الراديو هذه المرة و بحثت عن أغنية للسيدة فيروز لعلها تضفي بعض النعومة على صباح برائحة الندى الذي بلّل الأجواء .. انتهت الأغنية الأولى فكان بديلها أغنية مملة لمغنٍ آخر، فقلبت القنوات من جديد، فكانت أغنية سامي يوسف "مناجاة" رفعت صوت المذياع قليلا وبدأت وأختي نردد معه الصلاة و السلام على رسولنا الكريم بنفس اللحن .. كانت الأغنية قمّـــــة في السلام و الأمان، ومرة أخرى آلمني حال ديني كيف يفسرونه و يشوهون صورته كما يشاؤون بينما هو دين إفشاء السلام واليسر وليس دين عسر وظلم و جبروت.. 

أتمنى أن ينتهي كل هذا وألا يتدخل أحد في شؤون الغير تحت أي مسمى، أتمنى أن يهتم كل شخص بنفسه فقط وإن فكر في إصلاح الناس أن يبدأ بنفسه قبل كل شئ ولا يتخيل يوما بأنه كامل أو أنه أفضل من البقية في شئ، فامرأة بغي دخلت الجنة بسقيا كلب يلهث.. إن أراد إصلاح المجتمع فليصلحه باللطف واللين ، وليذهب إلى سبب الفساد الرئيسي ليعالج المشكلة بدلا من أن يدمر النتيجة، فالنتيجة جاءت نتيجة لمسلسل طويل إن كنت على قدرة لإيجاد حل لجذر المشكلة فأخبرنا به لكن لا تقتل الناس بحجة إنقاذ أناس آخرين أو معاقبتهم..


مجرد أفكار و خواطر خطرت ببالي صباح اليوم ..



صباحكم وطن أتمنى أن يكون سعيدا .. أتمنى






Sunday, January 27, 2013

أمازيغي حاول إهانة عربي!




لستُ أعرف ما دفعني للتوجه نحو ذاك المحل، فقد مضت فترة طويلة على أخر مرة اشتريت منه غرضاً .. إنه محل المواد الغذائية الموجود بشارعنا، أعتبره الغير مفضل لدي فأسعاره كانت أغلى من باقي المحلات مع أن البضاعة هي ذاتها ..

سعيدة أن الله وجهّني للشراء منه اليوم، فقد كنت المحامي عن جاري "العربي".

ركنتُ سيارتي و اشتريت بعض الخضار، ثم خطر ببالي أن أشتري عصيراً فتقدمت نحو المحل ثم تراجعت لألغي الفكرة، لكن فجأة غيرت رأيي و توجهت نحو المحل، دخلت فلفت نظري رجل كان قبالتي يفحص المعلبات والأغذية الموجودة بالمحل، لم أكترث و أكملت بحثي عن ما أريد، عندما توجهت نحو الجهة الأخرى التقيت بذاك الرجل مرة أخرى، ومرة أخرى لم أكترث (أساساً ما عندي ما ندير هو كل شوية ينط في وجهي!!) أكملت اختياري لما أريد و توجهت نحو البائع (ابن جيراننا بحكم أنه وجهه مألوف بس مش عارفة وين يسكن) ولاحظت وجود عدة علب أمامه ..

أثناء حصره لما اشتريت كان ذاك الشخص يسأله كل مرة حول أحد الأغذية المعلبة، فرفع علبة بسكويت صفراء أمام البائع (شاب صغير خجول) و سأله: 

الزبون: هذا تركي؟
البائع: بخجل أومأ برأسه على أنه لا يعرف.

فوضع الزبون العلبة و أخذ علبة أخرى مرسوم عليه بسكوت عليه شوكولا و بداخله كريما، و سأل البائع مرة أخرى بطريقة أو بالأحرى بملامح كان من الواضح فيها رغبته في أن يستفز البائع، سأله:

الزبون: هذا بشكوتي؟!
البائع: نظر إلى الرجل نظرة عادية و كأنه يقول في سره (يا شينك حصلة و خلاص)!!

في تلك الأثناء كنت قد سددت ثمن فاتورتي، شكرت البائع و فجأة يسأل الزبون البائع في حركة علنية كان الغرض منها إحراجه أمام المتواجدين.

الزبون: مش عارف أني كيف عندك بضاعة مش عارف عنها شئ.

و كان ينظر إلي متوقعاً أن أضحك على البائع أو أن أشاركه استهزائه، كان ينتظر مني ردًّا، فكان ردي..

هدى: نقولك ليش بس متضايقش؟
الزبون: قولي.
هدى: كل شئ مكتوب على العلبة تقدر تقرا!!
الزبون: آآآآآه  أنـــــي هكي زعلت.

و فجأة وفي تصرّف فجائي بدأ يتحدث بالأمازيغية!!

لستُ أعرف السبب، هل عرف بأنني أمازيغية فغير اللغة فجأة أم أنه يحاول (بطريقة غبية جدا لا تمت للعقل بصلة بالمطالبة بأن تكون الأمازيغية لغة رسمية بهذه الأسلوب الجاهل) .. كان ردي عليه عند تغييره للغة الحوار.

هدى: لو سمحت تكلم بالعربي لأنه فيه طرف ثالث معنا في النقاش.
البائع في خجل ممزوج بالسعادة أن هناك من دافع عنه: صحيتي بارك الله فيك.
الزبون (و قد رفع من نبرة صوته): أني نبي نتكلم أمازيغي حر باهي، و أصلا العرب نحتقرهم، هكي أنا نحتقرهم!!

علامات التعجب كلها كانت فوق رأسي و رغبة جامحة في ضرب هذا الأخرق و صفعه لوقاحته، فرددت عليه.

هدى: لأخــــذ العلم أعز أصدقائي و أفضلهم كلهم عرب..
الزبون: قعد يلعلع و يخرّف.
التفتت هدى نحو البائع و قالت: متعطيش أهمية هذا يمثل نفسه بس، ولا يمثل الأمازيغ.

ابتسم البائع وكان متفقا معي في هذا بوضوح، و توجهت نحو الباب بينما كنت أقول جملتي السابقة، فناداني الزبون قائلا: شن قلتي؟!!

فأجبته: قلت للبائع أنت لا تمثل إلا نفسك ولا تمثل الأمازيغ.

و خرجت من المحل (والشياطين بتتنطط قدام وشي) اعتراني الغضب، مخلوق مثل هذا يهيننا و يدعي أنه شئ ليس له مثيل ليتجرأ و يستحقر الناس!! أيدّعي هذا الاسلام؟؟ هل هذه أخلاق الإسلام يا ترى!! 

و بماذا اعتقد أنه أفضل من ذاك العربي؟ في الوقاحة مثلا؟ أو في الأخلاق و التعالي الذين كانا واضحين جدا في تصرفاته.

كان من الواضح أن البائع لم يكمل دراسته الثانوية و أنه من الناس التي تعمل لأجل العيش و قوت يومها، مهذب محترم و خجول..

في رأيكم شاب مثله ولنفرض أنه لم يكن يهتم بقضية الأمازيغ أو أنه ملمّ وضدها، في اعتقادكم، موقف كهذا كيف ستكون  ردة فعله؟؟ هل سيحبّنا؟ هل سيفكر في احترامنا أصلا؟!! أم أنه سيكرهنا لأن العينة التي اضطر للتعامل معها كانت أبعد ما يكون عن ما بناها أجدادنا من أخلاق حميدة سطّرت تاريخ هذه الحضارة..

لا أقصد بمقالتي هذه أن أسوّق لشئ، لكن كلنا بشر ولم يفضل الله أحداً على الآخر، و لأخذ العلم فقط، هذه الأرض ليست ملكنا، فهي لله عز و جل، ونحن نعيش في ملك الله، ولا حق لأحد أن يتجمل على الآخر في شئ، جميعنا سواسية وجميعنا لنا نفس الحقوق وكذلك الواجبات.


بسم الله الرحمن الرحيم

 "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" 

صدق الله العظيم


نعم أنا ليبية أمازيغية الأصل فخورة جدا بأن أعز أصدقائي من مختلف مدن ليبيا ومن العرب أيضاً...

و هذه قائمة بالمدن التي ينتمي لها أعز الأصدقاء على قلبي.. فليبيا واحدة أمازيغاً و عرب ولن يتجرأ أي مخلوق أن يفسد هذه العلاقة ..


(بــــــــدر - الصيعان) صديقتي العزيزة جدا ريما
(بنغـــازي) تيمور - مالك - خالي ابراهيم - فراس
(الرجبــان) هيام
(درنـــــــه) محمد - موفق
(الرقيعات) عبد الرؤوف - عبد الرزاق
(اجــدابيا) عمي عبد الله
(مصــراتة) محمد - مريم
(صبراتـــه) حـــازم
(طرابلس) حسين - مهند - أبو بكر - جمانة
(قماطة - قصر الأخيار) أميرة - وليد
(سبهـــه) سمية
(تاجــوراء) منال
(ترهـــونة) حنان - نجوى
(غريـــــان) ســــراج




مصطلح مخلوق: أستخدم هذه الكلمة لوصف كل من تجرد من عقله و إنسانيته.