Wednesday, December 26, 2012

تِمِغضَــــــال


تِمِغـضَــــال، أكلة أمازيغية تطبخ في ذكرى عاشوراء، في اللغة العامية نسميها هريسة و تطبخ حمراء في العادة، لكن نحن الامازيغ نطبخها بيضاء أي بدون طماطم و مرحي "شطّـــة"، لم أطبخها من قبل فهذه الوجبة مقدسة عندنا و نطبخها على أصولها في عاشوراء و إن صدف و طبختها أمي في موعد آخــر فإنها لا تشبه أبدا التي تطبخها في عاشوراء، فاللحم المقدد له نكهة خاصة حينها.

أحببتُ أن أجرب طبخ هذه الأكلة وكانت هذه المرة الأولى في حياتي، أمي لازالت مسافرة و كنت أريد التأكد من الوصفة لكن لم أجد مصدرا أتأكد منه، مع أن أمي شرحت لي الطريقة منذ سنوات لكن من باب الاحتياط أحببت التأكد، خجلت من الاتصال بخالتي فتكتشف بأنني لا أعرف، فحفظت كرامتي و لم أتصل بأحد، لكن صدفة راسلتني أحد المشتركات في أحد مجموعات الفيس بوك الأمازيغية التي أشرف عليها فانتهزت الفرصة و سألتها عن الطريقة فاتضح بأنها تسكن حاليا بكندا بعد أن تزوجت، فتوقعت أن تكون حديثة الزواج لهذا لم تعرف الطريقة، لكنها أخبرتني بأن الطريقة بأن نضع كل شئ فوق بعضه.. و فعلا هذه هي الطريقة.

جربت طبخ الأكلة و عندما وجدت أن النتيجة مرضية جدا أحببت مشاركتكم إياها.

كانت الخطوة الأولى بوضع الشعير بدون قشور و الذي نشتريه جاهزا من المحلات في طنجرة عميقة ذات قاعدة سميكة، ثم نضيف البقوليات، (حذار من إضافة الحلبة فلا علاقة لها بهذه الوجبة أبدا)، قمت بإضافة الحمص المنقع مسبقا المجمد، مع البازلاء المجمدة أيضا وأضفت كمية جيدة من الماء، أوقدت الفرن و خفضت من قوة النار إلى أقل درجة و غطيت الطنجرة وتركتها تطبخ ببطء.



هذا هو أساس هذه الأكلة، أن تكون درجة الحرارة منخفضة مع عدم تحريك محتويات الطنجرة أبـــــــــــــــــــــــداً، حذار من تحريكها ففي هذه الحال ستكون قد ساهمت في حرق قاعدة الطنجرة و تكون قد فشلت في طهي الأكلة.

عندما يبدأ الشعير في النضج أو الانتفاخ قليلا أضيفي قطع طماطم كاملة او قطعيها أنصافاً كبيرة، أنا أضفت ثلاث حبات طماطم، و قطعي حبة بصل وأضيفيها، ثم اللحم وفي العادة في عاشوراء تخصص والدتي قطعة من فخذ الخروف تقددها لكن لا تقليها كما نفعل بالقديد في العادة، هذه القطعة تم تمليحها مع بعض البهارات الخفيفة ثم تم تجفيفها تحت أشعة الشمس، لن أصف لكم روعة نكهتها عندما تطهى مع التمغضال.

كذلك أضفت بعض القديد و أعدت غطاء الطنجرة و تركتها تنضج على نفس قوة النار و أضفت الماء تفاديا لأي خسائر.



لا تضيفي الملح منذ البداية فهو يؤخر عملية نضح اللحم، أضيفيه في النهاية بعد أن ينضج كل شئ، و فيما يخص البهارات في الحقيقة لا أعتقد بأن والدتي تضيف البهارات لهذه الأكلة فلم أرغب في التضحية وتركتها هكذا و كانت النتيجة لذيذة ومرضية للغاية.

عندما ينضج كل شئ يكون شكل الطبخة في الطنجرة كهذه الصورة.


 و تقدم ساخنة .. و صحتين ...


Sunday, December 23, 2012

بَعبُـــــوت تِمــِرفِس - الخبزة المرفوسة!!


عدتُ للبيت بعد قضاء يوم مميز في العمل، و بعد أن أنهيت صلاة المغرب خطرت ببالي فكرة أن أطبخ لوالدي العشاء، لكن ماذا يتوجب علي أن أحضّر له في هذا الشتاء، قلبت الأفكار فأحببت أن أحضر أكلة أمازيغية كمساهمة مني لنشر ثقافتنا بالطريقة الصحيحة بجميع تفاصيلها، فقمت و حضرت المقادير الخاصة بأكلة اسمها "بعبوت تمرفس" أي الخبزة المرفوسة!!

المرفوسة المقصود بها (حسب تفسيري) الخبز الذي تم رفسه مع الزيت رفسا مبرحاً حتى يستغيث :D

المكونات: 
  • دقيق قمــح كامل
  • دقيق أبيض
  • ملـــــح
  • ماء للعجن
الكمية: عينك مقدارك انتي و إياها!!

قمت في البداية باستخدام المنخل لفصل الدقيق عن النخالة، فقد مزجت المكونات الجافة معاً، لكنني لم أكثر من الملح لأجل أبي.




بعد هذه العملية نضع الدقيق بصحن عميق لتسهيل عملية العجن، يصب الماء المعتدل الحرارة و تعجن العجينة جيدا لكي لا يسمح بتكون (كلاكيع)، العجينة ليست سائلة و لا متماسكة، بين الحالتين كما في الصورة.





حسب لهجتي الأمازيغية من نالوت أحب أن اعلمكم بعض الكلمات، لست أعرف إن كان هناك فرق بينها و بين مدن جبل نفوسة الأخرى، لهذا سأكتفي بتعليمكم مصطلحات مدينتي الحبيبة نالوت.

  • دقيق: آرِنّ
  • المــاء: آمِــــنّ
  • يــــد: أُوفِــــسّ
  • المَنخَـــــل: تالُّــــــومت
  • عجـــين: آرِيـتِي
  • خبــز: بَعبُــــوت
  • الطاجين الخاص بهذا النوع من الخبز: حمَّـــاس
  • النار: تِمسِي
  • زيت: دّي
  • طعام: أُوتشُــو
  • لذيذ: يَحلَاو
بعد أن ننتهي من العجن نصب القليل من الماء على العجين نغطيه و نتركه لبعض الوقت لترتاح العجينة.


في هذه الأثناء نجهز الطاجين الذي سنطهو الخبز عليه، و طنجرة لكي نجهز فيها الخبز للأكل، و زيت الزيتون، شاي أحمر خفيف فهو الأفضل لتقديمه مع هذه الأكلة.




بعد أن مرت نصف ساعة على الأقل على راحة العجينة نوقد النار و نرفع من درجة حرارتها بعض الشئ لتسخين الحمّاس، و نجهز أيضا طبقا عميقا نضع به بعض الماء لتسهيل عملية طرح العجين أثناء طهوها، مع استخدام القلاب الخاص بقلي البيض لانتزاع العجينة من الحماس لأنها ستلتصق به.

نضع قطرات من زيت الزيتون على قطعة خبز و ندهن بها بسرعة الحماس، مجرد لمسات تفاديا لالتصاق العجينة، فإن أكثرتي فإن العجينة لن تلتصق حتى تقومي بغسله من جديد للتقليل من نسبة الزيت، مجرد لمسة زيت فقط، و يفضل أن تقومي بمسحها جيدا بعد ذلك للتقليل منها قدر الإمكان.

عندما يسخن الحماس جيدا بللي يديك بالماء الموجود بالصحن الذي جهزته لأجل طهي الخبز ثم خذي غرفة من العجين بيدك و ضعيها على الحماس، و مرري بيدك بشكل دائري حول قطره لكي تنتشر العجينة بتساوٍ.






حسب طريقة والدتي، فهي تقوم بطهي عدة أرغفة و تغلفها لكي تحافظ على دفئها ثم تسكب عليها زيت الزيتون و تقطعها لقطع صغيرة كي يتغلغل الزيت في الخبز، و عندما يبرد الخبز تسخن لأجل التقديم، لكني فضلت أن أقطع الارغفة فورا في الطنجرة فالجو بارد و من المتوقع أن يبرد الخبز قبل أن أقدمه، فاختصرت الخطوات.




 بعد الانتهاء من تجهيز كامل الكمية تقدم دافئة مع الشاي الأحمر الخفيف ...



صحتين .. لا أعرف كيف تقال بالأمازيغية، أعذروني!!


Tuesday, December 4, 2012

جلسة مع صوت المطر ..



اضطررت للعودة متأخرة للبيت بسبب مشكلة حصلت مع أحد الأصدقاء فبقيت متابعة لها حتى اطمأننت على أن المشكلة قد حلت .. سلكت الطريق السريع اختصارا للزمن، و في ذات الوقت بدأت قطرات المطر تتساقط بلطف على زجاج السيارة، تتساقط حينا و تتوقف حينا آخر .. حتى وصلت إلى الكوبري المجاور لمستشفى الدرن حيث الزحام المعتاد، بدأت أقود ببطء و في ذات الوقت استمع لاغانٍ لطيفة لفرقة كايروكي المميزة للغاية و التي تلامس كلماتها و تعابيرهم وجدانك عند استماعك لها .. بعد ذلك بدأت أغاني زياد الرحباني فقد جهزت قرصا به كل ما تتخيل من تقلبات الموسيقى الكلاسيكية و الصاخبة، تماشيا مع الحالة النفسية نهاية كل يوم :D

بدأت الشمس تغرب و السماء ملبدة بالغيوم، و في ذات الوقت كانت تهطل الأمطار بخفة، أقفلت مسجل السيارة لأستمتع بصوت الطبيعة، لقطرات المطر و هي تتساقط بخفة على زجاج سيارتي الأمامي، كان صوتا مريحا للأعصاب عذباً .. و في ذات الوقت كنت مسترخية (لأنها زحمة و الطريق واقفة!!) أتأمل سيلان قطرات الماء على زجاج السيارة الأمامي و ضوء السيارة الأحمر التي تسبقني ينعكس فينشأ تمازج مميز في ال ألوان .. الأزرق و الأحمر، الرمادي و الوردي .. و الأبيض ..

بينما كنت في قمة الاسترخاء أحببت أن استمتع أكثر بصوت المطر فقد كان يهطل بخفة فأحببت أن أسمعه بصوت أعلى و أقوى فتوجهت بأصبعي نحو زر الصوت لأزيد من قوة الصوت و هنا تجمدت لثانية أقول لنفسي (فجوة فيك، على أساس التكنولوجيا مقطعاتك تقطيع و حياتك كلها تطور و هاااااااي هاااااااااي ) ... انتبهت إلى أنني أريد أن أزيد من قوة صوت المطر معتقدة بأنه بإمكاني فعل هذا من خلال زر مذياع السيارة!!

عدت للمنزل و انا أضحك على خيبتي المتنيلة على عيني، و تأكدت بأن وضعي يعلم الله بيه وين ماشي .. و عاشت ليبيا حرة أبية !!

:D

Tuesday, November 6, 2012

هل أنا أصنف من البشــــر؟!!!!!


ألهذه الدرجة نحن شعب لا يستحق أن يجد مكانا يتمشى فيه عندما يشعر برغبة في الجلوس لوحده او حتى في التفكير أو التأمل؟؟؟ ألهذه الدرجة بات من الصعب او المستحيل أن أجد حديقة بها أشجار و ورود لأتمشى فيها و أريح عيني من تعب العمل .. أن أرى مشاهد مريحة .. هل يتوجب علي أنا الفتاة التي لا أستحق أن أذهب للبحر لأن المخلوق الرجل احتكره لنفسه و إن خصصت إدارة المصيف يوما للنساء فهم أيضا بكل وقاحة يراقبون المكان بالمنظار و بكل ما لديهم من قدرات للتجسس !!

 أليس من حقي أن أقف أما البحر لأريح عيني من زحام المدينة، أن ترى عيني أفقا واسعا يمتد إلى ما لا نهاية ؟!!! عيناي متعبتان، مجهدتان لأنهما دائما في وضع توتر و تركيز ، فالازدحام يحيط بي من كل مكان .. عندما أخرج من البيت أرى سيارات كثيرة مرصوفة أمام بيتنا و من ثم تواجهني أسوار عالية تمتد لطوابق لبيوت الجيران .. أركب سيارتي أستعد للانطلاق نحو زحمة المدينة، أرى السيارات و الناس التي تصرخ بوجه بعضها، ثم يأتي مجنون و يضرم النار في كومة القمامة تلك التي يلقي بها الناس و غيرهم الكثيرون بالقرب من الرصيف،و يملأ الجواء بالدخان .. أشعر بالاختناق أسرع حتى أتخطى الدخان أفتح نافذة سيارتي لأجدد الهواء ولكن للأسف بعد أن أفسد صباحي ذلك الأحمق .. ثم أستمر في القيادة فيبدأ الزحام المعتاد .. و أصوات زمامير السيارات المزعج .. ثم أصل لقلب المدينة حيث الإزدحام المميز جدا و الذي يشعرك في بعض الأحيان إلى أن الطريق لن ينتهي ... أدخل الزقاق لأتخطى كل ذاك الزحام .. ترتطم سيارتي بالمطب تلو المطب ، فبلدي هي "بلد المليون مطب".. أعود للطريق بعد أن أكون قد تخطيت جزء من الازدحام .. أصل المكتب بشق الأنفس .. الشمس حارقة، هواء المكتب يحتاج للتجديد أفتح كل النوافذ فللأسف حاولت زرع نباتات طبيعية بالمكتب لكنها لم تنج بفعل الرطوبة ربما أو لأن حر هذا الصيف كان شديدا و لم تقوى نباتاتي على تحمله .. أجلس بمكتب فارغ لا يحتوي على أي جزء من الطبيعية هاربة من الزحام بالخارج .. طليت الجدران بألون منعشة لعلّ هذا يريح العين لمن يلجأ إلى المكتب .. و بالفعل كلما زارني شخص عبر عن شعوره بالراحة فور دخوله فالأجواء مريحة في المكان .. لكن الوقت يمضي و سأضطر للخروج للعودة للبيت .... سأعود لذاك الزحام من جديد و سأصل لبيتنا الصغير المزدحم أيضا بالاثاث في كل مكان ..

 مرة كنت قد زرت صالة انترنت لأحد الاصدقاء اشتريت كرت انترنت و عندما خرجت و شغلت السيارة نظرت من أمامي و إذ بالبحر قبالتي نهاية الشارع .. نظرت إليه نظرة المشتاق، ترددت .. هل أتوجه نحوه او أعود لزحمة الطريق و اتناسى انني بحاجة ماسة للراحة ... عزمت أمري وتقدمت بالسيارة نحوه .. أقود و أنظر إليه في ذات الوقت بشوق ملأت به الدموع عيني ... إنها عشر سنين مستمرة و نحن مفترقون، فرّق بيننا ذاك المخلوق الذي يدعى رجلا .. حرمني من أن أستمتع بنعمة منحني الله إياها .. حرمني من أن أستمتع عند زيارتي لك ... وصلت للشاطي، استمريت في قيادة السيارة على جانب الطريق و البحر بجانبي .. أنظر إليه متنمية أن أتمكن من أن أترجل عن السيارة و أقف أمامه لأريح عيني ، ان أشم رائحة عطرة، رائحة البحر، صوت الموج المريح للأعصاب، لكن للأسف، فور وصولي للطريق المطل على البحر بدأت أرى تلك النظرات، نظرات الرجال الذين كانوا بالمنطقة، و هم ينظرون نظرات ماذا تفعل هذه الفتاة هنا؟؟ هذا مكان للرجال (أغربي عن وجهنا يا امرأة) فتحت نافذتي لأشم رائحة البحر اقفلت المذياع لأسمع صوت الموج، لكن نظراتهم كانت مرعبة ، أقفلت قفل الباب تحسبا، لكن النظرات استمرت بينما كنت أقود السيارة اضطررت في النهاية لإقفال نافذتي و العودة للبيت و الحزن يعتليني من جديد لأشعر بالقهر و الكره و الحقد عليهم و أفتح حسابي على الفيس بوك وبكل ما امتلكني من حزن كتبت على حائطي ... Bad Mood و استمر يومي التعيس حتى خلدت للنوم لأعود و استيقظ من جديد لأواجه هذا الحقد الذي يحرمني من حق المشي في الشارع دون مضايقة أو معاكسة او سماع كلمات بذيئة .. السيناريو يعاد كل يوم .. لا يملّون و لا يكلون ...

 من يقول بأن المرأة المسلمة مكرمة أكثر من الأجنبية "الكاااافرة" (يطلع من راسي) لأنكم تكذبون و أنتم أكثر من يعرف و يدرك هذه الحقيقة ... إن كان المشي في بلادي المسلمة دون إزعاج بات أمرا مستحيلا بينما أراه في الغرب يتجلى أمامي بأن لكل إنسان احترامه و كيانه و يشعر بالأمن و الأمان في وطنه و إن تجرأ أحد و اقترب منه فهناك شرطة و قانون يحميه ... ناهيك عن أن رجالهم يحترمون نسائهم في العلن، لا يهمني ما يحدث في السر فهو يحدث أيضا عندنا .. و لكن متى سأتمكن من أن أمارس رياضة المشي في وطني من دون أن يزعجني أحد؟ أو أن أحتاج لرجل معي ليحرسني منكم معشر الرجال ؟؟؟

 عذرا ... فقلبي لا يزال مليئا بالكثير الكثير .. و هذا ما تمكنت من التنفيس عنه .. و لا رغبة لي في تصحيحه أو مسحه .. لربما وصل شعوري و استيائي للبعض و قرروا أن يغيروا أو أن يتخلصوا من أنانيتهم ... لعلّ و عسى .... لعلهم يدركون يوما بأننا أيضا بشر و بحاجة بما هم يخرجون دوما للاستمتاع مع أصدقائهم ..

 و حسبي الله و نعم الوكيل فيكم .


Thursday, October 25, 2012

اطمئن .. لم أصب بالجنون بعد!!



خلال الآونة الأخيرة أو بالأحرى قبيل الثورة لأكثر من سنة بدأت تظهر علي أعراض الاكتئاب، لأسباب كثيرة سأذكر البعض منها في هذه المقالة.

منذ سنوات ربما من 2008 كنتُ كلما تابعت نشرات الأخبار و رأيت البؤس الذي تعيشه الأمة الإسلامية والاضطهاد والظلم الذي تتبعه الحكومات العربية، فقر المواطنين، معاناتهم و الكثير مما لا يسعد القلب ولا الخاطر، قررت أن أبتعد عن كل هذا و أتوقف تماما عن متابعة أي نوع من الأخبار أو البرامج السياسية، و السبب أنني كلما حضرت إحداها أو سمعت خبرا تعيسا دخلت في حالة اكتئاب رهيبة، تقيدني و تمنعني من الرغبة في فعل أي شئ من فرط التعاسة و الإحباط و الدمار النفسي الذي كنا نعيش فيه.

غير أني متفوقة في عملي و الحمد لله وأملك من الإيجابية و الرغبة في تعلم الجديد والأمل ما يكفي تلك الفترة لأفكر في أن أؤسس عملا خاصاً إبان حكم "المجنون" لكن الاستعدادت لم تكن كافية حينها ولا التشجيع، أساسا لم أطرح الفكرة على أحد ولم أطلب مشورة أحد بخصوصها!!

اعتزلت تماما العالم الخارجي لا أعرف شيئا عن ليبيا أو عن فلسطين او دولة أخرى، لا شئ .. وبهذه الطريقة حافظت على قواي العقلية طوال السنين الماضية، لكن مع مواقف محبطة و خيبات أمل كثيرة وانكسار للقلب كان السبب الرئيسي في حالة الاكتئاب التي استمرت لخمس سنوات متتالية، للأسف كانت كل العوامل المحيطة مساعدة جدا في تأزمها (ميمشيش خيالكم بعيد و تديروا فيلم هندي تعيس، نعرفكم عندكم خيال جامح)!!

شئ آخر هو أنني لا أعبّر عمّا أشعر به، بالذات عند الشعور بالحزن، الكبت، لا أعبر عن شعوري و أكتم في قلبي أو أبكي في غرفة مقفلة بصوت مكتوم حتى (أتخمد و أنام) فلا أحب البكاء أمام أحد و أريد أن يرى مخلوق دموعي، لهذا دائما أكتم و أكتم و أكتم في قلبي.

ظروف الحياة التي عشناها في ظل حكم أو بالأحرى قمع "المجنون" كان لها دور فعال جدا في تغيير مسار حياة الإنسان وفرض أشياء لا نريدها كانت السبب الرئيسي في تغير تفكيري وأسلوبي في الحياة مع الناس، وكانت السبب الرئيسي في بناء قناعات تخصني ولم أكترث لرفض الناس لها وعدم قناعتهم بها طالما أنني مقتنعة بما أفعل (علما بأن هلبة أجزاء من هذه القناعة غلط -اجتماعيا- لكنني عثرت على حجة لأفرض صحة قراري)،  ومن هنا بدأت البلادة تسيطر على حضرة جنابي، عدم الاهتمام بأي شئ قد يكون مثيرا لدى الناس .. كل شئ حاجة عادية ومش مهم.

ثم حان الموعد الحاسم (ثورة الياسمين) بدأت أسارير الأمل تلوح في الأفق، عندما سمعت بثورة تونس كان أول ما خطر ببالي "قصدكم يعني فيه أمل يتنحوا المجانين اللي يحكموا فينا"!! اكتشفت أنني كنت فاقدة تماما لأي أمل، مع أنني كنت  وأسرتي دائما ننتظر اليوم الذي نتوجه فيه نحو جبل نالوت من دون أن يكون هناك تلك المقولات السخيفة على جدران "الشريوني".. بعد انتهاء ثورة تونس كنت أترقب، ترى هل الدور علينا الآن، لكن خيبة الأمل كانت أن كان الدور على مصر.

حتى يوم الخامس عشر (تقريبا) من فبراير 2011 لم نكن واثقين من أن هناك ثورة في السابع عشر، لكن فجأة تم قفل موقعي الفيس بوك و التويتر فأدركت بأنه هناك ثورة ستحصل في البلاد، جمعت كل ما لدي في المكتب مما سأحتاج أثناء غيابي، توجهت نحو مكتب المدير وأخبرته بأنني لن آتي بعد الأن حتى تستقر الأوضاع.

و فعلا بدأت الثورة، لم نكن نتوقع أن تكون بهذه القسوة، و هنا بدأت الصدمات تتوالي و تذرف الدموع في منتصف الليل مرة أخرى ولوحدي، حتى في عز الألم و كل الشعب يبكي لم أتمكن من أن أبكي أمام أحد!!

استمر الوضع و تتوالى الأخبار، الشهداء يتوجهون نحو الجنة الشهيد تلو الآخر و مرة نسمع بشهيد من أقربائي، ثم جريح منهم فسجين و هكذا ... مرت تلك الشهور بطيئة سمعنا فيها ما يبهج من أخبار وما يفطر القلب، لكني لم أفقد الأمل يوما وكنت متأكدة من أننا الرابحون بإذن الله و إن طال الزمن..

انتهت الثورة أو بالأحرى تحررت طرابلس، و لم أخرج ما كنت أكتم أو حتى لم اتمكن من أن أعبر أو أخرج ما كنت أشعر به، لنفس السبب لم أتعود يوما على التعبير عن مشاعري أو حتى كيف أقوم بفتح القفص و الإفراج عنها .. مرت الأيام ثم يصلنا خبر قتل "المجنون" فرحت خرجت يومها من العمل توجهت نحو مركز طرابلس بالقرب من قصر الملك لأحتفل مع الناس لكني لم أستطع، كنت أمشي في الشارع أنظر للناس يحتفلون و يرقصون وسط الشارع، يغنون كالمجانين من فرط السعادة، النساء يقدن السيارات و يزغرتن، و أنا أنظر إليهم من دون أي مشاعر، للحظة فكرت شن مصيبتي، هل أنا طحلوبة لكي أتصرف هكذا!! كان الناس ينظرون لي نظرات تساؤل و في أعينهم سؤال واحد، لماذا ليست سعيدة؟؟ في هذا اليوم اكتشفت بأنه هناك مشكلة كبيرة بحاجة لحل فوري، لكن لم أعرف ما هو الحل!!

صرت كلما كان مزاجي جيدا فرحت وحاولت أن استمتع به قدر الإمكان، لكن كلما تصفحت الانترنت وواجهني خبر عن الشهداء او عن وضع البلد أو حتى صورة شهيد عدت و انقلب مزاجي 180 درجة، أبدأ بتصفح صور الشهداء وأدخل في ذاك المزاج التعيس فأتوجه للنوم على أمل أن يكون غدا يوما أفضل.. و أكتب في حسابي على الفيس بوك Bad Mood!

خيبات الأمل المتوالية و كبت المشاعر منذ الماضي و الصدمات النفسية كانت نتيجتها أن كل الصمود الذي كنت أتباهى به في الماضي و الجبروت (مجرد تقريب للصورة هيهيهي) قد انهار تماما، لم أعد قادرة على المقاومة، مشهد بسيط، كلمة بسيطة بإمكانها أن تكون سببا في سيل الدموع من جديد و انقلاب المزاج...

هناك مسلسل تركي أتابعه كل جمعة، عندما أحضره لا أجلس لأحضر الحلقة كاملة، لأنني أتابع القليل ثم أخرج عندما تمتلئ عيناي بالدموع لأنني لن أتمكن من أن أتفرج و أفجر تلك الدموع براحتي، كما أنه ليس منطقيا أن أبكي على كل شئ!! مقطع رسوم كرتون مؤثر كفيل بأن يجعلني أبكي!! مهزلة!!

أعرف بأن بعض الأقرباء سيقرأون مقالتي و يحللونها كما شاؤوا، لست مهتمة بما سيقولون، فما يهمني أن أخبر الجميع بأنني لم أجن بعد، فقد اتصل بي أحد الأصدقاء عندما أقفلت حسابي على الفيس بوك منذ يومين و سألني ما مشكلتي بالضبط، يوما أكتب بأنني سعيدة و بعدها بساعات أكتب أنني حزينة و فجأة يجدني قد اقفلت حسابي، سألني: "هل أنتِ في الطريق نحو الجنون؟؟" ، لهذا أحببتُ أن أوضح لكم بأن حالتي النفسية لم تعد تحتمل تعاسة العالم و البؤس و القتل و الدمار الذي يعيشه البشر بسبب من يمسكون بالسلطة و من يسرقون أموال و تعب و جهد الآخرين ...


خلاصة القول .. هدى لم تجن بعد و الحمد لله ... اطمئنوا يا شعبي العزيز التعيس :)





Friday, September 21, 2012

حوار .. لماذا لم تتزوجي بعد؟!!



تبادلت مرة حوارا مع أحد الأصدقاء محاولا إقناعي بالزواج معتقدا بأنني أرفضه لأني لم أتزوج بعد!!

تبادلنا وجهات النظر و هو يحاول جاهدا و لايزال يتسائل ِلمَ لمْ تتزوجي بعد، فأخبرته عن السبب فاستغرب معتبرا إياه سببا غير مقنع .. فقد كان السبب أنني أبحث عن رجل (يحترمني) .. استغرب إذ انه في نظره الاحترام متواجد عند الغالبية وطلبي ليس بمنطقي، فإذا اعتُبِر رفضي هو عدم اعتراف باحترام الرجال للمرأة فهذا يعني بأنه لا يوجد رجل يحترم زوجته على وجه الأرض طالما عمتك هدى لم تجد رجلا يحترمها كما تريد!!

كان ردي بأن مبدأ الاحترام لا يعرفه الكثيرون بل نادرون جدا هم حقا من يدركون معناه الحقيقي و كيفية التعامل به مع المرأة ... ثم انتقلنا بالحوار و تناولنا عدة نقاط كانت إحداها ماذا يريد الرجل من المرأة و ما هو أهم شئ عنده من ضمن شروطه للزواج و هذا ما صدمني ... أخبرني بأن ما يهمه هو (الطـــــاعة) !!!

للحظة شعرت بأنه يتحدث عن مخلوق متمرد يريد ترويضه، أو أنه يريد جارية تخدمه و توافقه عندما يقول لها بأن اللبن لونه أسود، او تلك الطاعة التي يفرض فيها رأيه في آخر المطاف رغما عنها معتقدا بأنه مدرك لحقائق كل الأمور و هي ما تفهم في شئ؟؟!!

الكلمة في حد ذاتها أعتبرها مهينة في هذا الموقف، هناك ما يسمى بطاعة ولي الأمر فلها مواصفات محددة، لكن طاعة الزوجة، بغض النظر عن أخلاق الزواج التي علمنا إياها رسولنا الكريم و غير ذلك، لكن الطاعة هنا و التي نعرفها جميعا عند الرجل الشرقي تدركونها جميعا و تعرفون المقصود منها ...

لننتقل لنقطة أخرى، لماذا كلما رأيت فتاة ناجحة متميزة أجدها عزباء غير متزوجة؟؟ ولماذا عندما أرى شابا ناجحا منظما متفوقا أجده متزوجا أو أنه الزواج ليس عائقا أمامه؟؟ (الغالبية العظمى) وليس الجميع.. لماذا لا تجد الفتاة زوجاً (ليبيّا) يقف بجانبها و يشجعها لتحقيق أهدافها و يساندها ليخفف عنها التعب كما تفعل الزوجة مع زوجها (هنا أتحدث عن النساء اللاتي يشجّعن أزواجهن و ليس العينة التعيسة اللي في بالكم) ؟؟؟ لماذا لا أجد فتاة متفوقة تزوجت رجلا ساعدها ووقف بجانبها لتزيد من تفوقها و تحقق أهدافها؟؟ والتفوق الذي اتحدث عنه هو التفوق بعد الزواج، فالتفوق قبل الزواج لا علاقة للزوج به فهو من توفيق الله وجهد الفتاة وتشجيع الأهل... لماذا تنتكس بعض السيدات بعد الزواج خصوصا بعد إنجاب الأطفال؟؟ ألأنهن فضلن البقاء مع أولادهن؟؟ حسنٌ، ألا توجد هناك حلول بديلة أو حتى بعض المرونة من الرجل ليساعدها؟؟ أو أنه تزوج خادمة ولا يصح له المساعدة؟؟؟ فهذا عيب "إنت رااااااجل"!!!

حسب ما أعرف بأن الزواج ميثاق بين شخصين ليكونا معا في السراء و الضراء، في الفرح و الحزن .. فلماذا ما أراه أمامي متناقض مع هذه المبادئ، بل أراه مجرد أشياء أخرى لا علاقة لها بأي احترام من طرف لآخر، بل بدون استعداد لهذه المؤسسة الجديدة التي سيتم إنشاؤها على أساس و مبادئ سليمة..


Sunday, September 9, 2012

إن كنتم تعتقدون بأن ليبيا بخير ، فأحب أن أعلمكم بأنها قد ضاعت...

بينما كنت أحضّر وجبة الفطور في المطبخ كانت أختي معي، فحدثتني عن حادثة حدثت يوم الأمس، كانت بطلة أحداثها زميلتها في الصيدلية، إذ قالتبينما كانت بالأمس هي و أختها متجهتين نحو الصيدلية بالسيارة في الشارع المطل على مصرف ليبيا المركزي بالسياحية لمحت هي و اختها فتاة ملقاة على الأرض غائبة عن الوعي، و يحيط بها الرجال يتفرجون عليها د ون أن يتجرأ أحدهم على إسعافها إلى العيادة التي لا تبعد سوى 80 أو 100 متر من هناك!!

ترجلّت صديقة أختي من السيارة و توجهت نحو الفتاة هي و اختها و سألتهم لما لم يرفعوها فلم ينطق أحد، طلبت منهم مساعدتها لوضعها في السيارة و كانت العملية شبه قد وقعت على عاتق الفتاتين فقط، اما هم فكانوا من المشجعين أو المتفرجين بالأحرى "سحيقة".

توجهت الفتيات نحو عيادة الشفاء في غوط الشعال و أدخلتا الفتاة، لم يهتم أحد من العاملين بالموضوع، لم يفحص نبضها أحد، ولا ضغطها ولا معدل السكر في الدم .. لم يلمسها أحد!!

سألتا الطاقم افحصوها لنعرف سبب غيابها عن الوعي، فتحججوا بأنه تم إدخالها للملاحظة، ومرة أخرى لم يقترب منها أحد!! عرضتا على العيادة المال في حال رفضوا إجراء الفحوصات دون ضمان فلم يكترثوا ..و ما كان من الفتيات إلا إخراجها و التوجه بها إلى عيادة الفردوس المطلة على الطريق السريع.

فور وصولهما العيادة توجه طاقم الإسعاف و اسعفوا الفتاة بكل سرعة و أجروا لها الفحوصات، في تلك الأثناء فحصوا هاتفها ليتصلوا بأهلها و للأسف كان هاتفها مشفرا برقم سري، و كانت الفتاة قد استلمت رسالة حينها و لكن للأسف لم يتمكنوا من الاطلاع عليها، لعلها تساعدهم في الوصول لأحد من أهلها..

عرضت الفتيات على العيادة ترك مبلغ من المال لكن العيادة رفضت و قامت بواجبها على أكمل وجه، فتركت الفتيات رقم هاتفهن في العيادة ليتصلوا بهن في حال جد أي جديد و عادت كل واحدة منهن لعملها.

بعد مدة زمنية استيقظت الفتاة و اتصلت بوالدتها، فاتصلت والدة الفتاة بالفتاتين لتشكرهما جزيل الشكر على مساعدتهما لابنتها، و أخبرتهما بأن ابنتها كان لديها امتحان و لم تتناول فطورها فحصل هبوط في معدل السكر في الدم فأغمي عليها بينما كانت تعبر الشارع.

"نهاية الحادثة".....

ما عندي ما نقول غير "سحـــــــــيقة" في الرجالة اللي ماتوا و ربي يستر على اللي مازال في قلبهم شوية او ذرة نخوة ... الله لا يربحكم دنيا و آخرة، أبصم بالعشرة ان نصهم يعاكسوا، و اللي منهم مداير بلاوي مع بنات الناس و لاعب بعقلهم و عنده حبيبته او عشيقته يتصل بيها كل شوية شوية أو صاحبته في الجامعة و كلنا نعرفوا شن يصير في الجامعة من عار و حقارة فاقت كل ما يمكن أن يتخيله أحد...

جت توة على بنت ملوحة في الشارع درتوا روحكم تعرفوا الشرف... 

ليست مجرد علبة وحسب...


نعـــم، إنها ليست مجرد علبة عادية، اشتريتها لأستعمالها وانتهى الأمر، كلا... إنها علبة اشتريتها منذ آخر مرة زرت فيها معرض طرابلس الدولي، ربما قبل سنتين من ثورة السابع عشر من فبراير، أعتقد أنه مضى على شرائي لها ما يقارب الأربع سنوات.. و لكن هل تعرفون ماهو سبب عدم استخدامي لها طوال هذه الفترة؟ فقد وضعتها في خزانتي منذ ذلك الوقت منتظرة تلك اللحظة التي سأتمكن فيها من استخدامها لنفس الغرض الذي اشتريتها لأجله.



هذه العلبة الصغيرة منقوش عليها البسملة، فعند شرائي لها كنت اتمنى ان يأتي يوم أضع فيها كروتي الخاصة، ليس كروت المكان الذي أعمل به فحسب، بل كروت عملي الخاص الذي كنت أحلم به منذ سنين .. مرت السنون و قدّر الله أن يتحقق هذا الحلم و تأتي تلك اللحظة التي أصبح لي كروت خاصة كما تمنيت، ولكن لسوء حظي عندما طبعت الكروت اتضح أنها أكبفي الحجم من العلبة :(

نسيت أن آخد قياساتها ههههه ، لكن لا مشكلة، يقولون عند حصول مثل هذه المواقف "باش تطيّر العين" صحيح أنها خزعبلات لكنها عذر يسد تلك الثغرة.

Sunday, August 26, 2012

قصقاصة و قطعة بسكوت!


الإربعاء الماضي...

لقاء في فندق الودان... وصلت قبل الموعد بخمس دقائق، جلست بالقرب من النافورة الرخامية، أخرجت جهازي و مذكرتي لأستكمل عملي في البحث عن فكرة شعار لاحد الزبائن بينما أنتظر، انسجمت في الرسم... و في ذات الوقت كان هناك امراة تجلس
 على مقربة مني لكن يفصل بين طاولتينا ما يقارب العشرة أمتار ... كانت تضع مساحيق التجميل علنا!! للحظة خجلت من تواجدي هناك وانزعجت من هؤلاء النسوة اللاتي يشوهن صورتنا بسبب تصرفاتهن المخجلة و اللامسؤولة أمام الآخرين، فمن المتعارف عليه بأن مثل هذه التصرفات التعيسة تعمّم على الجميع :'(

المهم، و بينما كنت غارقة في الرسم اقتربت مني و فجأة وجدتها تقف بجانبي تعزمني على قطعة بسكوت، و في ذات الوقت "تقصقص" انتي مهندسة؟؟ شن تديري؟؟ شن ترسمي؟؟ و تنظر لما كنت أرسم!! (قصدي يا قصقاصة من سمحلك تفنصي في اللي نكتب فيه أو اللي نخربش فيه؟؟ هل استأذنتي أو حاجة؟؟) أجبتها مهندسة، فسألتني: شن تديري؟ أجبتها أرسم!! و بعد أن أمعنت النظر جييييييييدا في المذكرة انسحبت و عادت لمكانها (فضول قاتل نهار أحرف)!!




و بعد دقائق أخرى عادت إليّ طالبة استعارة هاتفي لكي تتصل بشخص و تخبره بأنه ليس لديها رصيد فيرسل لها رصيدا!!!! (وين وذنك يا جحا!!) توجست من أمرها خيفة (إن شاء الله نكون كتبتها صح) فاعتذرت و رفضت فذهبت تنادي على أحد العاملين بالفندق لتستعير هاتفه!!

لم أفهم طبعها و ما قصدها و لما تتصرف بهذه الغرابة و لا كأنها في فندق، حسستني أنها في حوشها و مقعمزة قدام (عالة الشاهي)!



Wednesday, June 27, 2012

ضيفة في عزاء و ذكرى أليمة..



اليوم .. و بينما كنا نجلس في خيمة العزاء في ساعات المساء المتأخرة، أطلّت علينا ضيفتان.. انحنت الأولى نحوي لتسلم عليّ ولكن الإضاءة كانت خلفها فلم أميّز ملامحها جيدا، فاكتفيت بالسلام من دون معرفة هويتها.. ظللت أراقبها و هي تسلم على البقية لأعرف من تكون (على أساس نعرف أقربائي كلهم!!!!) و إذ بها سمية ابنة الدكتور عمر النامي...

بعد أن أكملت السلام جلست بجانب صديقتها صفية، و بعد برهة أقبلت سيدة أخرى تسلّم علينا، لفتت عينيها انتباهي، لانهما تشبهان جدا عيني سمية، سألت قريباتي من تكون هذه السيدة، فأجابوني هذه زينب، ابنة الدكتور عمر النامي... كانت هذه اول مرة أرى زينب ... سمعت عنها الكثير، و أخيرا التقيت بهذه الشخصية التي لطالما تمنيت التعرف عليها شخصيا .. لكنها جلست بعيدة عني مع بعض السيدات فلم أتجرأ على الاقتراب منهن و قطع جلستهن ... و في ذات الوقت كانت خالتي تجلس بالقرب منا، فروَت لنا قصة تفجير بيت الدكتور ..

قالت خالتي انه في ذلك اليوم كان لديهم امتحان في المدرسة و سمية أو حنان اختها و زينب كنّ في المدرسة .. عندما أكملت خالتي الامتحان و بينما كانت في طريق العودة للبيت وجدت جنودا وصفتهم بالمرعبين، حجمهم كبير و شعرهم (شفشوفة) و كانوا يضعون الديناميت حول البيت .. و كلما اقترب احد من المنطقة يطردونه ليعود أدراجه .. فعادت خالتي مسرعة إلى المدرسة لتخبر المعلمات بما رأت ..... و فجأة يسمع صوت انفجار رهيب، فصرخت الطالبات و تطايرت أوراق الامتحان في المكان من هول الانفجار ...

وصفت خالتي حال المدير بأنه توجه مسرعا نحو موقع الحدث ... اما حنان أو سمية فأخذتها خالتي لحجرة الإدارة لتكمل امتحانها و كانت تبكي منهارة ... أما بالنسبة لزينب فقالت خالتي بأن الصدمة لم تكن سهلة عليها فقد كانت في بعض الأحيان تحتاج لحبوب مهدئة لتخفيف هول الصدمات التي تعرضت لها أسرتها...

ظللت أفكر في تلك اللحظة في المعاناة التي قاستها زوجته و أبناؤه... و رويدا انتقلت بتفكيري لكل الأسر و الأطفال الذين فقدوا أهلهم و عاشوا تلك المعاناة .. فأضافت ابنة خالتي زوجة المرحوم ابن عمي.. أضافت قائلة بأن صديقة عمرها، والدها كان معارضا و يعيش في مصر و طوال فترة صداقتهما لم تخبر أحد قط بهذا و ابنة خالتي لم تعرف شيئا حتى توفي والد صديقتها فأخبرتها على الهاتف و هي منهارة تبكي .. يا للهول، نعيش في رعب حتى من أن نقول سبب وجود والدنا بعيد عنا؟؟؟

تذكرت عزات المقريف و أبنائه الذين تركوا أطفالا في ظل اختفاء والدهم بسبب الطاغية و تذكرت من عاش حياته في الخارج مرغما ليحارب هذا المجنون .. من آثر التضحية و العيش خارج وطنه لأجل وطنه!!

البعض أحيانا يستهزئ بكل هذا، و يتهمهم بأنهم عاشوا في الخارج و استمتعوا .. أرد عليهم ... أبدا .. من الممكن أن يكون ردي عاديا بالنسبة لكم، لكنه يعني لي الكثير.. عندما سافر خالي و زوجته و اطفاله لغرض استكمال دراسته، كان المخطط أربع سنين فقط، كانت بالنسبة لنا دهرا، لم نتمكن من استيعاب فكرة أن نفارق أبناء خالي طوال هذه المدة.. بكينا قبل سفرهم و بعد سفرهم شعرنا نحن من نعيش داخل وطننا بالغربة ممزوجة بالكآبة و الحزن .. لأن أحبابنا بعيدون عنا، فما بالك بمن هو خارج وطنه مرغما و غير قادر على العودة إليه؟!

لعنة الله عليك يا معمر .. لعنة الله عليك

Tuesday, May 8, 2012

الجريمة الحقيقية في حق الشباب


أرسل إليّ أحد الأصدقاء رابط فيديو على اليويتيوب و طلب مني الاستماع للاغنية المعروضة فيه، و من تلك اللحظة اكتشفت الكثير من الحقائق التي تحدث معنا يوميا في هذه الحياة و التي كانت السبب الرئيسي في الحال الذي وصل إليه الشباب الآن.

ما سأقوله ليس ناتجا عن دراسة و لا أي أبحاث، إنها فقط وجهة نظري التي أعتقد بأنها صحيحة، في رأيكم ماهو السبب الذي يجعل الشباب المسلم في دول (العرب و الأمازيغ) غير قادر على الحصول على وظيفة، لبناء مستقبله أو ليفكر جديا في تأسيس أسرة و في الاستقرار؟ لماذا أساسا يمحورون تفكيرهم فقط في الحصول على وظيفة؟ لماذا لا يسعون لتأسيس عمل خاص بهم؟ هل من الضروري أن ألتحق بأحد الجهات الحكومية لأكسب رزقي؟ ولماذا يفكر الكثير منهم في الجهات الحكومية و يتفادون الشركات الخاصة؟

بعد أن شاهدت هذه الأغنية استنتجت الكثير من الحقائق، يمكنكم متابعة الأغنية أولا بعنوان "قطار الحياة" ثم سأقوم بتوضيح ما أدركته بعد ذلك.


منذ أن سمعت هذه الأغنية و انا أكررها و أعيد الاستماع لها، حقيقة مرّة أراها أمامي، جريمة نفذها أهلنا في حقنا بسبب جريمة أخرى كان السبب فيها الحكومات المختلسة التي لم تكن تهتم لشعوبها و تلهف أموال و حقوق الشعب بدون وجه حق، و من دفع الضريبة  هم (الشباب).

يتبع...

Thursday, May 3, 2012

المسلم للمسلم..



هل وجدت يوما شخصا يتسول أو يقوم ببعض علب المحارم الورقية في الطريق، فبدل أن تمنحه بضعة قروش يسد بها رمقه قمت بالبحث عن وظيفة له؟ و إن كانت تنظيف السيارة أو حراسة بوابة، او أي وظيفة تطبق بها المقولة التي تقول "لا تعطني سمكة، بل علمني كيف أصطاد السمك"..
 يا ترى كم شخصا قمت بمساعدته في الحصول على عمل يكسب به قوت يومه، و يسد به حاجاته و يعيل بها بيته و أهله.. و يدعو لك بالخير و الصلاح لما قدمته له...
 فلنساعد بعضنا البعض، لكي نكبر و نرتقي معا إكراما لشهدائنا و حبا لوطننا.. فالمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص.. يشد بعضه بعضا


Wednesday, May 2, 2012

علبة الطباشير...!



علبة الطباشير.. و ما أدراك ما علبة الطباشير، قصة حدثت معي عندما كنت أدرس بالمرحلة الثانوية و بالتحديد الشهادة الثانوية، كنت كغيري من الطلبة و الطالبات مشاكسة و أعشق اللعب و الاستمتاع باللهو في المدرسة كلما سنحت لنا الفرصة، و كانت قصة علبة الطباشير أحد القصص المضحكة التي لازلت حتى الآن كلما تذكرتها أبتسم و أضحك على غباءنا نحن الطلبة الذي فاق المنطق في بعض الأحيان.
قصة الطباشير جرت أحداثها في معمل الكيمياء بمدرسة "مسعود زيدان" الثانوية بحي الأندلس بالعاصمة طرابلس، حيث أننا كنا في المعمل ننتظر قدوم المعلمة، لكنها تأخرت، فما كان منا إلا أن نستغل الوقت في اللهو، فبدأت بعض الطالبات برمي الطباشير على الأخريات كوسيلة للتسلية و المنابشة، و ما لبثت أن تحول هذه المشاكسة إلى حرب بين جبهتين!!
بدأنا نرمي قذائف الطباشير في محاولة لهزيمة الجبهة المقابلة و أثناء الحرب وجدت صندوق طباشير جديد مقفل في المعمل فأخذته معي لنكمل المعركة في الفصل عند خروجنا من المعمل.
انتهت حصة الكيمياء "المادة التي لا احبها و لن أحبها ما حييت"، و عدنا للفصل، عندها أخرجت علبة الطباشير لنستأنف المعركة، فرأتني صديقة و أصيبت بالدهشة، مستغربة من تصرفي، أدركت أن تصرفي كان خطأ، فقررت أن أعيد العلبة لمكانها.
حاولت الدخول للمعمل لأعيدها ولكن منذ ذلك اليوم لم نعد نحضر حصصا فيه، فكرت أن أسلم العلبة للمدرسة وأن أعتذر منها، لكن مصيري كان معروفا في تلك الحالة، فقررت أن أنتظر الفرصة المناسبة لأعيده للمعمل، فكرت في أن أترك العلبة على سبورة الفصل لتستخدمها باقي المدرسات، لكن مصيرها أيضا كان معروفا، سيستخدمها الطلبة في حروبهم الطاحنة من جديد.
وجدت نفسي مضطرة لاصطحاب العلبة معي كل يوم للمدرسة في انتظار الفرصة السانحة لإعادتها للمعمل، ولكن للأسف لم أتمكن من هذا.. بدأت الامتحانات النهائية و انتهت الدراسة و تخطيت المرحلة الثانوية و علبة الطباشير لا تزال بحوزتي، ظللت محتفظة بها في خزانتي، كنت أراها كل يوم عندما أفتح الخزانة و أتسائل يا ترى متى سأتمكن من إعادتها.
التحقت في السنة التالية بكلية الطب البشري، ثم أوقفت قيدي بها و درست "بالمعهد البائس" لأربع سنوات و لازالت علبة الطباشير في نفس الزاوية بالخزانة.
تعرفت على صديقتي المقربة عندما درست بذاك الصرح البائس،  و رويت لها قصة العلبة، و كانت تذكرني بها و تضحك على القصة، وفي السنة الأخيرة من مرحلة الدراسة أي بعد خمس سنوات من وجود العلبة في خزانتي قررت أن أعيدها، فتوجهت في الصباح إلى المدرسة، و قد مضت سنوات لم أمر فيها من تلك الزقاق، دخلت المدرسة فوجدت بعض الطلبة الذين أنهوا امتحاناتهم فقد كانت فترة الامتحانات النهائية.. توجهت نحو الإدارة و إذ بالمدير شخصيا عمر، الملقب بــ"شقيف" يجلس على مقعد أمام الإدارة بنفس الهامة المرعبة، لكن ذلك الرعب زال فقد كبرت، و تلك الهالة الإجرامية التي كانت تحيط به أيام الدراسة لم تعد تخيفني ... سأروي لكم أحد المواقف الإجرامية التي رأيتها منه أثناء فترة الدراسة.


المهم .. توجهت نحوه و قمت بتحيته، و قلت له التالي:  قبل خمسة سنوات قمت بتصرف غبي و هو أنني أخذت علبة طباشير لكي نلعب بها، لكنني خجلت من نفسي و أردت أن أعيدها فلم أجد الفرصة المناسبة، فأردت أن أعيدها اليوم، ها هي العلبة هي نفسها كما أخذتها لم تنقص منها قطعة واحدة، أرجو أن تسامحني على هذا التصرف، تفضل العلبة!
 فمد يده مصدوما و فمه مفتوح ههههههههه. وضعت العلبة بيده و استأذنته و خرجت دون أن ينطق بحرف واحد من الصدمة!!
خرجت من المدرسة و ابتسامة راحة عريضة مرسومة على وجهي، و أخيرا تخلصت من حمل مزعج كان يرافقني كل يوم طوال تلك السنوات.
هذا بالنسبة للعلبة، أما بالنسبة لمواقف المدير التي رأيتها والتي كان أكثرها إجرامية، في السنة الأخيرة من الشهادة الثانوية، كنت بالقرب من الإدارة، و إذ بطابور من الشباب من المدرسة أوقفهم المدير و تركهم مستندين على الحائط و هو يصرخ في وجوههم، و كانت خطأهم أنهم قد خالفوا الزي العسكري، ثم توجه "شقيف" نحو أحد الطلبة و كان متفوق جدا في المدرسة، و هادئ الطباع و من أكثر الطلبة المهذبين  والمميزين دراسيا وأخلاقيا، و صرخ في وجهه لأنه خالف الزي العسكري، ثم و فجأة صفع الطالب صفعة على وجهه رن صداها في المكان و سقط الطالب مغشيا عليه على الأرض..
هنا شعرت بالغضب يتأجج بداخلي، و كنت أريد التوجه إليه و أن أصرخ في وجهه، كنت أنظر للمدرسات لعلّ واحدة منهن أو من المدرسين سيتحرك، لكن لا أحد منهم تجرأ على أن ينطق بحرف واحد، تقدمت نحوه، فأمسكت بي أحد المدرسات و أمرتني بالتراجع .. تقدُّمي هذا لم يكن معناه أنني سأذهب إلى شقيف، فقد كانت خطواتي تتقدم و تتراجع من الخوف و الغضب، فلو تقدمت لكان مصيري أسوأ من مصير ذاك الطالب المسكين.
شعرت يومها بأنني لست في مدرسة، بل في ثكنة عسكرية، كرهته، احتقرته، تمنيت لو انشقت الأرض تنشق وابتلعته.. هل تركنا أهلنا في المدراس أمانة لكي يتصرف هؤلاء المجرمون بنا كما يحلوا لهم.. حسبنا الله و نعم الوكيل.


Tuesday, May 1, 2012

أذكار الصباح .. صباحكم مبارك :)



"أصبحنا و أصبح الملك لله ، و الحمد لله ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد وهو على كل شئ قدير ، رب أسألك خير ما في هذا اليوم و خير ما بعده ، و أعوذ بك من شر ما في هذا اليوم و شر ما بعده ، رب أعوذ بك من الكسل ، و سوء الكبر ، رب أعوذ بك من عذاب في النار و عذاب في القبر ".

"أصبحنا و أصبح الملك لله رب العالمين ، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم : فتحه ، و نصره و نوره و بركته و هداه ...، و أعوذ بك من شر ما فيه و شره ما بعده ".

" اللهم عافني في بدني ، اللهم عافني في سمعي ، اللهم عافني في بصري ، لا إله إلا أنت... . اللهم إني أعوذ بك من ا............لكفر ، و الفقر ، و أعوذ بك من عذاب القبر ، لا إله إلا أنت - ( ثلاث مرات ) ".

" اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني و أنا عبدك ، و أنا على عهدك و وعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صن...عت ، أبوء لك بنعمتك علي ، و أبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ".

" رضيت بالله ربا ، و بالإسلام دينا ، و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا - ( ثلاث مرات ) ".

" اللهم إني أسألك العفو و العافية في الدنيا و الأخره ، اللهم إني أسألك العفو و العافية ، في ديني و دنياي و أهلي ، و مالي ، اللهم استر عوراتي ، و آمن روعاتي ، اللهم احفظني من بين يدي ، و من خلفي ، و عن يميني ، و عن شمالي ، و من فوقي ، و أعوذ بعظمتك إن أغتال من تحتي ".

" أصبحنا على فطرة الإسلام وعلى كلمة الإخلاص ، و على دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى ملة أبينا إبراهيم ، حنيفا مسلما وما كان من المشركين ".

" اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك ، فلك الحمد ولك الشكر"

" حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم - ( سبع مرات ) ".

" بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض و لا في السماء وهو السميع العليم - ( ثلاث مرات ) "

" رضيت بالله ربا ، و بالإسلام دينا ، و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا - ( ثلاث مرات ) ".

" اللهم إني أصبحت أشهد ك و أشهد حملة عرشك ، و ملائكتك و جميع خلقك ، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، و أن محمدا عبدك و رسولك - ( أربع مرات ) ".

" أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( قراءة آية الكرسي ) ، قراءة ( سورة الإخلاص - ثلاث مرات ) ، قراءة ( سورة الفلق - ثلاث مرات ) ، قراءة ( سورة الناس - ثلاث مرات ) "

اللهم اجعل ليبيا بلدا امنا مطمئنا بلد سلام وحريه وخير واستقرار اللهم امين.. أميــــــــــــن



Thursday, April 19, 2012

خالتي خالتي!


"خالتي خالتي" ، لعبة تلعبها جميع الفتيات على وجه الأرض، مهما تغيرت الإمكانيات أو ما يتوفر لهن لكي يلعبن به. فكرة هذه اللعبة تتمثل في أن تعيش الفتيات في عالم أو مجتمع من صنع خيالهن، يتبادلن فيه الأحاديث، الحوارات، الأفكار، و الأحداث اليومية التي يحلمن بها في حياتهن كما يفعل الكبار.

هذه اللعبة يمكن لعبها بطريقتين، إما أن تكون الفتيات هن بطلات المسلسل أو القصة، أو أن يلعبن بالدمى، و في صغري كنا نلعب بالدمى أكثر..كنا نجتمع معا أنا و أخواتي و بنات خالي و بنات خالاتي، و تحضر كل منّا دميتها و ما لديها من أغراض لتستخدمها في بناء منزل لدميتها، ومن لديها أكثر من دمية فإنها ستجد مرونة أكثر و أحداثا أكثر تشويقا في قصتها..


كنا نلتقي في بيتنا في طرابلس أو بيتنا بنالوت، و في غالب الأحيان في بيت جدي بنالوت، نجلس في حجرة المؤن بعد أن نكون قد خصصنا جزءا منها لمملكتنا الخاصة، و تختار كل منا زاوية في الحجرة و تبدأ في بناء بيتنا مما تجد من أغراض البعض منها لا معنى له، لكن الخيال الذي كان متواجدا في جلستنا كان له الأثر الكبير ليشعرنا أن تلك البيوت الصغيرة أشبه بالقصور.. نصنع الوسائد الصغيرة للأسرّة، و في بعض الاحيان نخيط الفراش و غطاء السرير، معدات المطبخ أيضا، هل تصدقون ما هو الغرض الذي كنا نستعمله كفرن؟ الصورة التالية ستوضح لكن أجمل فرن يمكن أن تحظى به في خيالك الطفولي الجميل..


هل تتخيلون كيف أصبح لوح الدومينو هذا بالنسبة لنا فرنا للطبخ؟!! استخدموا خيالكم، فمن المؤكد بأنكم ستستمتعون بالجلسة عند لعبكم مع بناتكم، و بهذا سينمى خيالهن، و هذا مهم جدا لكي لا تحصر أفكارهم في الموجود فقط، و ليتمكنّ من الإبداع و الابتكار.

شئ آخر تميزت به جلساتنا معا و نحن نلعب، وهي اللغة التي نستخدمها في حواراتنا بين الدمى، من المؤكد بأنكم تعتقدون بأننا نستخدم اللغة العامية "العربية".. امممم، كلا!! لا نستخدمها، ولا الأمازيغية!!... من المؤكد بأنكم الآن مستغربون و تتساؤلون فيما بينكم، إذا بأي لغة تتحدثون أثناء اللعب؟؟

هل تصدقون بأننا نلعب بالدمي و نتبادل الحوارات بيننا "باللغة العربية الفصحى" ؟!! سمِعتُك، قلت مستحيل!! كلا، الأمر ليس مستحيلا، فعلا كنا نتكلم الفصحى و نحن نلعب معا، و السبب وراء هذا هو أننا في الماضي كنا دائمات التفرج على الرسوم المتحركة، و آباؤنا كانوا يشترون لنا القصص و نحن صغار، أضف إلى ذلك أن والدي مثلا كان دائما يدربنا على الكتابة الصحيحة و تحسين خطّنا، و كان يأخذ أي كتاب يخطر بباله من مكتبته من الكتب التي تفوق مستوانا بمسافات، كان أحيانا يأخذ كتاب "تفسير ابن كثير" و يقرأ علينا و نحن نكتب،  وفي بعض الأحيان، كان يستعين بكتب السياسة ذات المصطلحات الصعبة علينا نحن الصغار، و هكذا..

عندما كنا صغارا كان حلما بالنسبة لنا أن يكون هناك قناة خاصة فقط بالاطفال كما هو الحال الآن مع سبيس تون  و الجزيرة أطفال و غيره الكثير من القنوات... ولكن، هناك فرق كبير بين رسوم الأمس و رسوم الآن، فرق في اللغة و المصطلحات، فرق في النطق، و في الحركات.. سعيدة بأني كنت جزءا قد تأسس في الماضي ولم أتأسس في الحاضر.

شئ آخر مضحك، عندما كنت في المرحلة الإعدادية، كانت أمي تحب الخياطة، و كانت تستخدم مجلة بوردا في التفصيل، كنت أراقبها و اساعدها في هذا، أحيانا أمسك القماش عندما تقوم بقصه، و في أغلب الأحيان كنت أدخل الخيط في الإبرة عندما ينقطع، فتعلمت منها رويدا رويدا، و بدأت أستخدم أسس التفصيل و الخياطة لأخيط الملابس لدميتي!!


اللعب مهم جدا للأطفال، لست أعرف إن كانت الفتيات لازلت يعترفن بهذه الألعاب في هذا الزمن أم لا، لكن ما أعرفه بأنه لهذه الألعاب أهمية كبيرة في نشأة الطفل، أتمنى أن تحاول كل أم أن تعود بناتها على مثل هذه الألعاب المسالمة و البعيدة عن الأشياء المؤ1ية، و عن ألعاب الكمبيوتر التي تمادى الآباء في شرائها لأبنائهم متجاوزين بذلك كل حدود مصلحة النمو العقلي الصحيح لأطفالهم.


Thursday, March 29, 2012

الرجل ناقص عقل و دين!


أغلب الرجال يعيدون جزءا من حديث الرسول الكريم صلاة الله و سلامه عليه و هو "ناقصات عقل و دين"، الغريب في الموضوع هو أنني أرى أن ناقص العقل و الدين هو (الرجل)!!

سأوضح لكم، مثلا، من هو الذي يمسك بالسلاح الآن و يخيف و يرعب الأهالي؟ الرجل!!
من الذي يطالب بمال مقابل حمايته بلده هذا إن كان فعلا قد حماها؟ الرجل!!
من الذي يسب الدين كلما انفعل؟ الرجل!!
من الذي لا يغض بصره و إن كانت المراة لا ترتدي لبسا محتشما علما بأن الله قد (أمر) بغض البصر في القرآن الكريم؟ الرجل!!
من يترأس الحكومة الحالية ولا يسيطر عليها؟ الرجل!!
و القائمة تطول .. بس نيتي صافية منبيش نزيد ...

لهذا يا رجال و أخص بهذا (الفئة الناقصة العقل و الدين) منكم، يا ريت لو تحترموا أنفسكم و تشوفوا دينكم الأول و تفكيركم شن وضعه، و تلهوا في روحكم الأول و تصلحوا او ترقعوا منها، بعدين تعالوا تفلحوا بتكرار أحاديث الرسول الكريم من غيرما تفهموا منها شئ!!!

وربي يثبت عقولكم لين توصلوا قبوركم!!

"الكلام موجه لناقصي العقل و الدين فقط"


Tuesday, March 13, 2012

ماذا حدث قبل 42 سنة؟

تخيل أنك تمشي في صحراء قاحلة تبحث عن مخرج عن بر الامان يائسا محبطا .. و فجأة تبصر من بعيد كوب ماء بارد ، فتركض إليه مسرعا .. تركض نحو الفرج و الراحة، و فجأة بدأت أفكار عديدة تجول في عقلك حول كيفية إكمال مسيرة طريقك للبحث عن الطريق الصحيح لعبور هذه الصحراء .. بينما تبقت أمتار قليلة فقط بينك و بين الكوب البارد المنعش، ازداد نشاطك و اقتناعك بقدرتك على الاستمرار، فقد لاح أمامك بريق أمل، و عندما مددت يدك لتمسك بالكوب لتروي عطشك و تستعيد نشاطك و قدرتك التي ظهرت عندما قررت الاستمرار لتحقيق الهدف... أمسكت بالكوب و أنت في قمة السعادة، و بعد أو رشفت رشفة منه، فإذ بيد قاسية تصفعك  فيسقط الكوب على الأرض و تتناثر قطرات الماء البارد في الهواء حتى تسقط على الرمال الساخنة و تجف و تختفي ... و تقف مصدوما غير مدرك لما حصل ... 

هكذا أرى ليبيا قبل 42 عاما .. كانت على بعد شعرة واحدة من الحضارة، لكن يدا حقودة امتدت نحوها فسلبتها كل تلك الخيرات و الأحلام و الطموحات، ودمرت كل من واجهها و كل فكر أن يواجهها .. 

و الآن و بعد هذه السنين، هل ستأتي يد أخرى و تسلب من ليبيا ما تبقى فيها؟ و إن جاءت مثل هذه اليد، هذا في حال لم تأتي بعد، ما الذي سنفعله لردعها؟ ما واجبنا؟ و الذي يتوجب علينا القيام به لصفع هذه اليد كي لا تتجرأ على الاقتراب منا من جديد؟!!


Monday, March 5, 2012

لم أعد قادرة على تحمل المزيد ...






بالأمس .. قمت بتشغيل جهازي و بدأت أتصفح الانترنت لمتابعة آخر الأخبار .. خبر مفرح ثم خبز محزن، ثم ردات فعل سيئة و أخرى أسوأ .. الخبر تلو الخبر تلو الخبر .. كانت معنوياتي مرتفعة لكنها ما لبثت أن بدأت تهوي بسرعة رهيبة .. ولم أجد نفسي في نهاية اليوم إلا جالسة أعمل و أتنهد ... أعمل و أتنهد .. و استمريت على هذا الوضع طوال الليل .. كان هذا متعبا ومرهقا للغاية، أن تشعر بأنك تريد اقتلاع ذاك الجزء المرهق بداخلك .. ذاك القلب الذي أدمته مشاهد القتل و التنكيل و التشريد و الجثث و الاسرى و الجرحى و المقابر الجماعية و استهتار الناس بحقوق البعض و سرقة الأموال و الخداع التستر على الغير ممن أجرموا بحقنا و غير ذلك الكثير الكثير مما أعرف ومما لا أعرف .. يا ترى، إلى متى سيستمر الوضع على هذا الحال؟؟ كيف يمكن أن يصبح قلب الإنسان قويا قادرا على تحمل الصدمات و الأخبار المفجعة كل يوم و كل ساعة و في كل لحظة أيضا؟ هل هناك وصفة لهذا ؟؟ إن كانت الوصفة متوفرة فأسعفوني بها فلم أعد قادرة على احتمال المزيد ...


Saturday, February 11, 2012

سؤال لطالما كرهت الإجابة عليه .. من وين متخرجة؟!!...


كأي فتاة أو شاب ليبي، قراراتنا دائما غير معترف بها في أغلب الأحيان إن لم يكن كلها، فدائما نعتبر غير مدركين لمصلحتنا الشخصية، و لا ندرك مدى خطورة قراراتنا، بالذات عندما تكون جريئة و لا تتطابق مع نظرة أهلنا الحذرة جدا والمتخوفة من المستقبل، طبعا كل هذا كان نتيجة للحياة التي قاسوها في عهد معمر، و بناء على هذا الخوف "للأسف" المبرر والذي يعتبر تبريره غير مقنع البتة بالنسبة لي، نتج عن ذلك أن أغلب الشباب لم يعملوا على تحقيق أهدافهم أو حتى السعي لتحقيقها، وذلك لأن ميولهم في أغلب الأحيان غير معترف بها أو يعتبرونها كلاما فارغا و"مبتأكلش عيش" على قول إخوتنا في مصر.

القصة بدأت مذ كنت صغيرة، فقد كنت أعشق الرسم، فجميع كراساتي و كتبي معروف فيها بأن الصفحة الأخيرة و الأولى كلها خرابيش و رسمات، ففي كل صفحة من كتبي المدرسية تجدني رسمت شيئا فيها، مقعدي أيضا لم ينجُ من هذا، فقد كان دائما مليئا بالرسومات و الشخصيات الكرتونية و غيرها من الشخصيات التي كنت أطمح لأنفذ كرتونا لها مستقبلا "حلم حياتي".. المضحك في الماضي "الأيام المغبّرة" أنه كان هناك نقص في المقاعد بالمدرسة، فكنا شبه يوميا عندما نتوجه للصف في الصباح نجد أن أغلب المقاعد قد تمت مصادرتها من قبل طلبة الفصول الأخرى، فنسرع متجولين بين الفصول لإجراء عمليات تمشيط للبحث عنها و استرجاع أملاكنا.. المضحك في الموضوع أن الجميع يتعبون في هذه المهمة عداي، لماذا؟؟ لأن مقعدي مميز بخرابيشه هههههه!!!

قصة أخرى تقريبا في الصف السادس من المرحلة الإبتدائية، فقد كدتُ أقود مدرسة التاريخ للجنون، فقد كنت دائما أسرح أثناء الحصة و أنا أرسم بينما تشرح هي الدرس، فكانت تقف أمامي و تصرخ "هنا حصة تاريخ، إذا كنتي تريدين حصة الرسم، فاذهبي إليها" بيني و بين نفسي كنت أقول "يا ريت!!" لكن إن قلت ذلك فمصيري معروف!! 

ثم وصلت الشهادة الثانوية و أحمد الله أنني كنت آخر دفعة من الثانوية العامة و لم أدرس الثانوية التخصصية، نجحت بتقدير ممتاز، و كان حلمي منذ الصغر أن أدرس بكلية الفنون و الإعلام، و لكن من ذا الذي يتجرأ و يعبر عن رأي كهذا، لم أخبر والديّ بهذا لأنني أعرف مسبقا مصيري المحتوم!! و قررت أن أدرس بكلية الزراعة و أن أتخصص لاحقا في البستنة فقد كنت أهوى النباتات وكنت دائمة التحدث مع النباتات التي كنت أعتني بها بالمنزل، ليست كثيرة أبدا ولكن علاقتي بها كانت ممتازة.

رفض أبي رغبتي بشدة، بحجة أنه مهندس زراعي و يعرف مصير هذه المهنة في ليبيا، هنا سُدّت الأبواب في وجهي، ولم يعد لدى مجال أحبه لأدرسه برغبة، و بدأ الجميع يطرح أفكاره، اقترح أبي أن أدرس بكلية الأسنان و أحمد الله أن الكلية تلك السنة قد أقفلت أبواب القبول و ذلك لاكتفائها و عدم قدرتها على قبول أي طالب تلك السنة.. فاقترحت أمي كلية الهندسة فرفضت، فلا رغبة لي أبدا فيها ولا في التشرد الذي يصحبها فلدينا نموذج حيّ في البيت ألا و هو أختي التي تخرجت من "كلية الهندسة- قسم جيولوجيا"، عندما رفضت الهندسة بقي أمامي خياران الطب أو الصيدلة، الطب لا أحبه لأنني أساسا لا أحتمل رؤية الدم، إذ أن ذلك يشعرني بالقشعريرة، أما عن الصيدلة فكراهيتي لمادة الكيمياء و عدم فهمي لها كفيل بأن يكون السبب كي لا أدرس بها.. لكن للأسف، لا يمكنني قول هذا لأنه لن يستمع لي أحد.. ستقولون ما هذه السلبية؟ لماذا لم تحاولي؟؟ لكنني سأقول لكم بأنه بعد أن تخرجت أخبرت أبي و أمي بأنه سيأتي يوم و أدرس بكلية الفنون لأحقق حلمي فنظر إلي أبي نظرة المصدوم!!! بتفكيري و قراري غير مستوعبٍ لما أقول!!

بناء على المعطيات أمامي و المجبرة عليها قدم والدي طلبا للتسجيل باسمي لكلا الكليتين، و خلال هذه الفترة طلب مني أن أسجل في معهد الحاسوب "غوط الشعال" تحسبا، فلربما رفضت الكليتان طلبي، و بالفعل قمت بالتسجيل بالمعهد و بدأت الدراسة، وطبعا كنت أكره الاختراع الذي اسمه "حاسوب - كمبيوتر" ، و لم أكن أطيق العمل عليه حتى اللعب لم يكن يستهويني!!

و بعد شهر تم قبولي في كلا الكليتين "الطب و الصيدلة" فكنت مخيرة بينهما فاخترت الطب، تسألون لماذا؟ فأنت أساسا لم تكوني ترغبين في دراسة أي منهما!! سأرد، بأن سؤالكم هو الإجابة في حد ذاته، في جميع الأحوال لا رغبة لي في أي واحدة منهما، و أنا مجبرة على الدراسة بالجامعة فلا فرق بالنسبة لي!!!

درست سنة الإعداد بالطب البشري، و يا لها من سنة مريرة، دخلت فيها الامتحانات النصفية دون رغبة، درست القليل و لم أفهم الكثير أبدا و لم أرغب أساسا في دراسته أو حتى فهمه، صحيح أنني تعلمت الكثير من الأشياء و لم أخسر تلك السنة تماما، لكن أظل أُعتبر قد خسرت سنة من حياتي، و في الامتحانات النهائية وصلت إلى قناعة بعدم رغبتي في الاستمرار، لم أقرأ حرفا واحدا، كنت أدخل قاعة الامتحانات غير مبالية بينما الجميع يدرسون و يتبادلون النقاشات، ثم يخرجون من الامتحان منهارين أو يتباكون و غيرهم السعيد و البعض الآخر غير مبالي كما في حالتي!!!

انتهت الدراسة و توجهت إلى نالوت، و بعد فترة جاء والدي لنالوت محملا "بالشيتات" و قال لي بأني رسبت في أربع مواد و نجحت في مادتين و طلب أن أدرس لكي ألتحق بامتحانات الدور الثاني، فأخبرته بأنني لا أريد الرجوع للكلية و لا أرغب في دراسة الطب أصلا، فاستشاط غضبا "إذا لماذا درستي و ضيعتي السنة؟؟!!" يا ترى إن كنت أخبرته بأنني أرغب في دراسة الفنون و الإعلام ماذا كان من الممكن أن يحدث؟؟!! لم أتجرأ على قول شئ و اكتفيت بإقفال الغرفة و البكاء و عدم الجلوس مع أبي لفترة جيدة جدا!!!

عدنا لطرابلس و توجهت للجامعة لأنهي إجراءات خروجي من الكلية فقالت لي صديقتي بأنني رسبت فقط في مادتين و نجحت في أربعة!! صُدمت ولم أفهم، طلبت مني التوجه للنتيجة للتأكد لكنني لم أرغب في ذلك، فلم أكن مهتمة بالموضوع لا الآن ولا قبل ذلك.. استلمت أوراقي و عدت للبيت، و كان يتوجب علي حينها أن أبحث عن مجال لأدرسه!!!

هنا، تدخلت والدتي بعد أن أُقفِلت جميع الحلول أمامي، و اقترحت أن أدرس بمعهد المعلمات، لم أزر يوما معهدا للمعلمات، وبصراحة لم يكن لدي خيار آخر، و صرت أُقتاد من مكان لمكان دون أن أتمكن أو تجرأ على أن أعبر عن ما أحب :( ، أخبرتني أمي بأن المعهد فقط للبنات، أعجبتني الفكرة، و أقنعت نفسي قدر الإمكان بالفكرة، و تسجلت بالمعهد الذي أسميه "المعهد البائس" فقد اكتشفت الكثير من الكوارث في التعليم في ليبيا عندما التحقت بالمؤسسة المنتجة للبنة الأساس للتعليم ألا و هي "المعلم" ... هنا كانت الكارثة، معهد للبنات يطلق عليه "معهد آخر فرصة"!! أنا هدى الناجحة بتقدير امتياز وجدت نفسي فجأة في مكان بهذا الاسم و بهذه السمعة!! كارثة وجدت نفسي فيها، أربع سنوات و أنا أتعايش مع فئة "تافهة" من البنات هدفهن في الحياة الزواج قبل الشهادة، الشهادة عادي حتى و إن كانت ضعيفة أو بالواسطة لا مشكلة، فهناك من سيتحصل لهن على تعيين في مدارس الدولة بالراتب الفلاني و سيتعلمن أسس التدريس الخاصة بهن على الطلبة المساكين الذين هم في الحقيقة حقل تجارب لهذه الفئة الفاشلة من الخريجات!!

خلال الأربع سنين العجاف، ظهرت قناة اسمها"Smarts Way" عشقت هذه القناة "قناة النجاح" باتت قناتي المفضلة، فكلما أردت التفرج على التلفاز كنت أفضلها بين جميع القنوات، و عن طريقها تعرفت على الدكتور المرحوم "إبراهيم الفقي" ، تابعت برامجه و محاضراته، و غيّر طريقة تفكيري السلبية و غرس في نفسي التفكير الإيجابي، و هناك الكثير من الخبراء في القناة كالدكتور "صلاح الراشد"و غيرهما الكثيرون.


في المعهد "البائس" حين تتسائل الطالبات عن مصيرهن بعد التخرج و يخترن الزواج كحل وحيد، كنت أقول لهم بأنني على ثقة تامة بأنني سأحصل على عمل بعد أن أتخرج، و لم تهتز هذه الثقة أبدا.. كنت أقولها و كلّي ثقة في هذا متبعة في هذا "قانون الجذب" .

نقطة أخرى أخافتني كثيرا أثناء دراستي بهذا الصرح البائس، و هي مستوى اللاتي سيدرسن أبنائنا في المستقبل، منذ كنت في المعهد و أنا أفكر في مصير أطفالي "المستقبليين!!"... كنت أحادث نفسي و أقول "يا للهول، هل سأسمح لمثل هذه العاهات أن يقمن بتدمير أطفالي؟!!" .. لم ولن أسمح بهذا، فقررت أن أجهز نفسي لهذه المرحلة، إذ كنت أدوّن أية فكرة لصالح أطفالي في كراسة خاصة لأكون جاهزة في المستقبل لتدريسهم  و ترقيع البؤس الذس سيدرسونه في المدارس الليبية، كنت أتابع برامجا حول تربية الطفل و تعليمه و الأساسيات التي يجب اتباعها و ما يتوجب الابتعاد عنه، تابعت برنامجا مميزا اسمه Art Attack  من أجمل برامج الأطفال التي تابعت، كان يعلم العديد من التقنيات في الرسم و في صنع المجسمات و كان يستخدم عدة تقنيات في أمور لها علاقة بدراسة الأطفال، أكثر ما أعجبني عندما صنع مجسما لأحفورة و مرة صنع مجسما رهيبا للمجموعة الشمسية و غير ذلك الكثير من الأفكار المميزة جدا .. كنت أتابع البرنامج يوميا وقت الظهيرة على قناة المستقبل في تلك الفترة، و أدون تلك الأفكار لأجهزها لأجل أطفالي .... من الممكن أن تقولوا بأن هذه الفتاة قد جنّت وفقدت عقلها، لكن صدقوني ما رأيته من تدنٍّ في مستوى تعليم و تدريب و تأهيل من هن مربيات الأجيال قد أقنعني جديا بهذا...



لكن و بحمد من الله، و فور انتهاء امتحاناتي النهائية بالسنة الأخيرة توجهت لنالوت للاستعداد لزفاف خالتي، لكن قبل انتهاء الامتحانات قمت بتجهيز سيرتي الذاتية التي كانت شبه فارغة هههههه و أرسلتها للكثير من الشركات، ولم أطلب منهم قبولي للعمل، بل طلبت أن أتدرب، أن يسمحوا لي بمراقبة ما يفعلون، فقد كنت عديمة الخبرة في مجال العمل ومن المستحيل أن تقبل شركة توظيف خريجة معهد معلمات فلا علاقة لما درسته بعالم العمل أي الشركات، فلم أفكر أبدا بالالتحاق بالمؤسسات الحكومية.

توجهت لنالوت و كنا نستعد لزفاف خالتي و قبل الزفاف بيومين اتصلت بي سكرتيرة مدير شركة الثقة للتأمين و طلبت مني الحضور لإجراء مقابلة، كانت مفاجأة سارة جدا بالنسبة لي .. قمت بزيارة الشركة بعد عودتي من نالوت، و عندما دخلت لمكتب المدير كان هناك ثلاث سكرتيرات مكاتبهم بجانب بعضهن، أول فكرة تبادرت إلى ذهني، هي "الحاج متولي و زوجاته" هيهيهيهيهيهيهي.

كان المدير صارما مرعبا !! أنهيت المقابلة لكنه طلب مني استمارة التخرج التي لم تكن قدر صدرت بعد، وعدت للمنزل و مرت الأيام و معدل الكآبة يزداد بسبب البقاء في المنزل دون جدوى، أيام تضيع و أنا في البيت دون فائدة!!! و في أحد الأيام أخبرتني  أختي بأن هناك وظيفة لي، كنت نائمة من الغضب بسبب الفراغ، توجهت إليها متظاهرة باللامبالاة!! فأخبرتني بأن هناك شركة تريد توظيف فتاة درست الكمبيوتر، فأخبرتهم عني، توجهت للشركة لإجراء مقابلة فأخبروني بأنهم سيدربونني لشهر ثم سيقررون، أنتهى الشهر و عملت بشركة "شركة العنكبوت الليبي"، ورويدا وريدا صرت المصممة الرئيسية بالشركة، أي أنني أعمل مصممة مواقع  و هذا هو المجال الذي كنت منذ طفولتي أحبه و أعشقه "الرســـــم"، حاولت أن أحقق هدفي بالموجود، فكل ما أريده موجود على الانترنت، ولا عذر أمامي، و ليس أمامي إلا الاجتهاد، ولا زلت في بداية الطريق لكنني سأستمر ولن أتوقف و إن واجهتني العقبات، و رجائي أن أكون قوية و أن يقف أصدقائي بجانبي لتشجيعي للاستمرار.


بداية شهر فبراير من سنة 2012 قررت أنه حان وقت بدأ مشروع جديد، حان وقت التغيير والانتقال للمرحلة التالية، فقد اكتسبت خبرة لا بأس بها ستساعدني على أن أخطو الخطوة التالية، جهزت ملفاتي و حاولت تصفية المشاريع التي أعمل عليها وما لم أكمله أخذته معي للبيت لإكماله، في آخر يوم من شهر فبراير سنة 2012 أرسلت استقالتي للمدير الذي كان مسافرا حينها، ومن هنا بدأت المغامرة المجنونة، نعم هكذا أسميها، مغامرة تأسيس عمل خاص في بلد خرج للتو من حرب مجنونة ولازال يعاني من تبعاتها والتي تنعكس نتائجها سلبا على مغامرتي هذه، لكنها مغامرة ولا بد أن تتوفر كل العناصر المجنونة فيها،، مغامرتي العزيزة هي "شركة الهاء للتصميم" شهر سبتمبر القادم سيكون قد مر عام منذ أعلنا على تأسيسها، الفرق بين أول يوم أسسناه فيها والآن لن أقول أنه فرق كبير فقد بدأناها بإمكانيات بسيطة للغاية بدون أي دعايات حتى الآن، بمحاولات متواضعة، لكن يكفيني شرفا أن منحنا الكثير من الزبائن ثقتهم وتعاملوا معنا وكسبنا معرفتهم وأتمنى أن يكونوا سعداء بخدماتنا، صحيح أن المؤسسات الحكومية تعاملت معنا بتعال لأننا شركة حديثة التأسيس ولم تكترث أبدا بتاريخ عملنا لكن لا مشكلة فهذه بداية كل مغامرة ورحلة، لست مستعجلة فلا بد أن أسير كل خطوة وأمنح كل لحظة حقها.


ربي خالقي من يكرمني بكرمه حتى وإن شغلني العمل وأبعدني عنه (ولست فخورة بنفسي أبدا)، أهلي وابن عمي وسام الذي وقف بجانبي عندما أخبرته بأنني أطمح لتأسيس عمل خاص وكان شريكا لي لدعمي في مرحلة التأسيس لهذا المشروع ولا يزال، أصدقائي وصديقاتي "لن أذكر الاسماء فكل واحد منكم يعرف مقدار معزته عندي وأنه كان خير عون لي" الذين كانوا عونا لي ورافعين لمعنوياتي طوال الوقت بكل السبل التي أتيحت لهم، وطني الذي يتمنى أن أصبح أفضل وأنجح لولا المزعجون ممن يسدون الطرق في وجهي بشتى الطرق، الأشخاص الذين ينتظرون فشلي بفارغ الصبر ليشمتوا، جميعكم أشكركم الشكر الجزيل فكل واحد منكم قدم لي سببا ودافعا للاستمرار، سعيدة بوجودكم في حياتي، سعيدة جدا.

خلاصة القصة.. 
  1. خوف أهلنا مبرر، و لكن هذا ليس عذرا لكي يحرمونا من حق أن نقرر مصيرنا، فكما كان لهم الحق في أن يقرروا مجال دراستهم، فمن حقنا نحن أيضا أن نقرر هذا بأنفسنا... بسبب خوفهم ضاعت خمس سنوات من حياتي، إحداها بالطب و الأخريات في ذاك "المعهد البائس".
  2. أدركت بأن قانون الجذب فعلا صحيح، فبعد شهرين فقط من تخرجي توظفت و حصلت على وظيفة بشركة مرموقة حسنة السمعة و الخدمات، و بها فريق عمل ودود رائع منتقى بعناية خاصة.

رحمك الله يا دكتور "إبراهيم الفقي" و الشكر الجزيل لقناة "Smarts way" التي افتتحت في الوقت المناسب جدا بالنسبة لي.