Monday, February 18, 2013

سامحيني .. مش قادرة نفرح!!



هذا علاش مش قادرة نفرح .. هذا علاش نتحشم لو نفكر حتى أني نفرح .. صح المفروض نفرحوا بس المفروض أكثر أننا نفرحوا مع بعض .. نحسوا ببعض ..

منبيش ننكد عليكم فرحتكم بالثورة وذكراها .. بس من يومين لما نسوق شفت شيباني يكرّ في برويطة يلم في الخبزة اليابسة .. شفت عيونه، قريت هلبة حاجات ،،، هلبة هلبة أكثر مما تقدروا تتخيلوا ،، كلمات كثيرة كانت تطلع منها مليون معنى ,,, أمس فس السيمافرو، ولد صغير ممكن 12 او14 سنة يبيع في الكلينكس حاط على راسه طاقية الفانيليا متعه و منزلها على قد ما يقدر، يلف بين السيارات زي اللي يهيم على وجهه، نظرات الحزن و التعاسة و الرغبة في البكاء و الصراخ في عيونه .. أني تحشمت منه .. تحشمت تجي عيني في عينه .. بكيت في السيمافرو .. إيه بكيت .. لما نشوف ناس تغش و تخنب و تضحك و تسافر على حساب الجرحى و ناس تلز في ناس من مدنها و عيشتهم في البراريك نتحشم من نفسي .. إيه أنا مش قادرة نفرح .. أنا مش قادرة نفرح و فيه ناس متبهدلة في بلادي و هي من شعبي و قبل كل شئ هما بشر زينا زيهم ..

آسفة يا ذكرى ثورتنا أنا حزينة ومش قادرة منحسش بالناس .. آسفة!


Sunday, February 17, 2013

كلّه من مدرّســــة الكيمياء!!



بعد الثورة قمت ببعض النشاطات ونتيجة لها ظهرت على شاشة التلفاز وسمع بي الأقارب من العيلة .. فكانت أحد التعليقات من ابنة عمي حيث قالت لأمي "هدى ناشطة ماشاء الله عليها عمها *** ديما يشكر في نشاطها، نتذكر زمان مرة في حوش خالها لما كانت صغيرة في الابتدائي كانوا الصغار يلعبوا في الدار مع بعض و هي مقعمزة في السرير اللي فوق (الدور الثاني للسرير) شادة في يدها قلم و مثبتة عليه من فوق كركوبة شخشير (جوارب مكورة) و شادة كتاب و تقرا على أساس مذيعة!! 

لما حكتلي أمي انصدمت في روحي وتذكرت أحلام وطموحات وأمجاد الطفولة، فعلا لما كنت في الإعدادي كان أحد أحلامي أني نكون مذيعة.

نتذكر مرة في المدرسة حصّة اللغة العربية وبعدها استراحة، المُدرِّسة طلبت منا نقروا الدرس، و كل شوية واحد يقرا مقطع ثم دور اللي بعده .. وصل دوري وبينما نقرا رنّ الجرس فالمدرسة كانت حتستعجلني بس كنت نبي نكمل مقطعي لأنه حشييتشي القراءة وقتها فقريته بسرعة رهيبة ورا بعضه صَلِي من غير ولا غلطة لدرجة الكل شبحولي مصدومين والمدرسة انبهرت بالسرعة و بدون أخطاء.

طبعا هذا كله كان أيام المجد لعند ما خشيت المرحلة الثانوية، وبدأت المعاناة الحقيقية من قبل أغلب المدرسات الفاشلات، والتي كانت أولهن مدرسة أكثر مادة نكرهها في حياتي (الكيمياء) .. كانت مصرّة أننا نحضّروا الدرس ونسّمعوا عليها، بعدها هي تعاود تقراه علينا (على أساس تشرح!!) وكان التحضير بالنسبة لي بالذات تحضير مادة أكرهها ولا أفهم فيها شئ من الحاجات المرفوضة تماما عندي..!

كلما مرّت حصة بسلام أحمد الله عليها وفي يوم من الأيام كان عندنا حصة كيمياء تأخرت المدرسة شعرت بسعادة غامرة معناها غايبة، لكنها لم تلبث إلا أن ظهرت أمامنا فجأة، وبما أنها مدرسة كسولة وفاشلة طلبت منا التوجه نحو المعمل (واحدة تبي تضيع وقت) .. توجهنا نحو المعمل ومن حظي التعيس أن تقسيم الطاولات محدد من بداية السنة وأنا في الطاولة الأولى بعد صديقتي، نظرت إلينا لتتصيد طريدتها وتطلب منها تسميع ما حفظت من الدرس، تظاهرت بأني محضرة و فاهمة كل شئ ههههههه (كلكم تعرفوا المسرحية هذي أكيد) ولكن كانت خبيثة واختارتني ..

المدرسة: شن حضرتي من الدرس؟
هدى (من الخلعة و الرعشة): أأأأأأأأ أأأأأ أأأأأأأأ أأأأأأأأأ أأأأأأأأأأأ أأأ  أأأأأأأأأأأأ أأأأأأأأ أأأأأ أأأأأأأأ أأأأأأأأأ أأأأأأأأأأأ أأأ  أأأأأأأأأأأأ أأأأأأأأ أأأأأ أأأأأأأأ أأأأأأأأأ أأأأأأأأأأأ أأأ  أأأأأأأأأأأأ أأأأأأأأ أأأأأ أأأأأأأأ أأأأأأأأأ أأأأأأأأأأأ أأأ  أأأأأأأأأأأأ أأأأأأأأ أأأأأ أأأأأأأأ أأأأأأأأأ أأأأأأأأأأأ أأأ  أأأأأأأأأأأأ .... 

نظرت إلي المدرسة و جميع الطالبات في دهشة وفي عقلهم سؤال واحد (نهار أحرف!! شن صار للبنت)!!! 

سألتني المدرسة مصدومة: هدى انتي بخير؟!!
هدى (في ارتعاش): هزت برأسها أنها بخير..
فلوحت المدرسة بيدها برفق (عن بعد طبعا مش تجي تطبطب عليا بعدما دمرتني) وأشارت بيدها بهدوء (كأنها تنومني مغناطيسيا) لكي أجلس!!

ومن يومها وعينك ما تشوف إلا النور، بدأت عندي عقدة التأتأة .. الله لا يوريكم هذيك الأيامات .. وصلت حالة التعقد عندي لدرجة أنني لم أعد أتحدث أمام الجموع أو حتى في الزيارات العائلية، أظل دائما صامتة مستمعة فقط لما يقولون لكي لا أحرج نفسي .. أثر هذا سلباً عليّ فلم أعد أخرج للزيارات الاجتماعية فيما مضى (على أساس توة نطلع هيهيهيهي) .. أتحاشى الحوارات وأكتفي بالكتابة مما أدى إلى امتناعي في التعبير عما أفكر أو ما أشعر به .. و كان لهذا الاثر السلبي علي فالمخزون كبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر جداً .. لكن الحمد لله تخلصت من تلك العقدة على مرّ السنين، بس بعد إيـــــــــــــــــــــه!!!

وكلّه من مدرســــة الكيمياء :(

Sunday, February 10, 2013

اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ..



كان لدي دورة تدريبية بدأت يوم الأمس، خرجت مسرعة من العمل لألتحق بها، فمقر مركز التدريب أقصى غرب طرابلس بينما مكان عملي في شرقها الأقصى!!

انتهى اليوم الأول على خير غير أنني تجمدت من شدة البرد في القاعة، لم أفهم لماذا لا يحبون تدفئة المكيف ففي الساعة الأخيرة فقدت التركيز من شدة البرد!!

عدت للبيت بعد أن وصلني خبر مزعج حاولت أن أكون بليدة قدر الإمكان ولم أكترث وقمنا بتنفيذ حل مؤقت للمشكلة، دخلت البيت وهجمت على الأكل فقد اشتريت بعض البطاطا المقرمشة أكلتها بنهم لأدفئ جسمي وأختي تنظر إلي في رعب (هههههه فقط لوصف المشهد ماهو متجمدة نبي ندفى!!) أنهيت الأكل واستعدت قواي العقلية وبعد أن أرتحت قليلا استأنفت رحلة العمل ومراجعة ما درسته كما قمت بتنفيذ بعض الأعمال، دخلت في شجار بين صديقتين لا علاقة لي به نتج عنه أنني طلعت اللي مننفعش في الأخير!! (نو كومنت خاااالص وأني مش ناقصة عراكات و نكد زايد)، وصلت الساعة الثانية عشر والنصف منتصف الليل ولا ازال أشعر بالنشاط فقد شربت قهوتي منذ ساعة تقريبا!! بينما أعلنت أختي رغبتها في النوم .. اضطررت لأن أغلق كل شئ وأنام على أمل أن أنعم بقسط جيد من الراحة استعدادا ليوم الغد .. 

تمر الساعات و أحلم بالكابوس تلو الآخر و فجأة توقظني أختي الساعة السادسة والنصف.

أختي: "هدى اكر اسو ارحغ ان الجامعة" 
الترجمة: هدى استيقظي اليوم سأذهب للجامعة!!

استيقظت من هول الصدمة ثم عدت للنوم من جديد هيهيهيي فعادت لتوقظني بعد ثوانٍ .. استيقظت مرغمة وبعد أن انتعشت مررت بالمطبخ فوجدتها تتناول إفطارها، رمقتها بنظرة ملؤها الحقد الأخوي المسالم وألقيت عليها تحية الصباح التي كانت "I HATE YOU" .. توجهت نحو غرفتي لأجهز نفسي، أفكار كثيرة كانت تجول في خاطري حينها، لست أعرف لماذا خطر على بالي الدعاء الذي يدعوه الأئمة دائما "اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا"، فكرت في حال الإسلام الآن، وكيف أنه براء مما يقوم به كل الطغاة والمتشددون باسمه، تذكرت ما يحدث في مصر، المعاكسات، التحرش، الاغتصاب العلني، المواطن المصري الذي تمت تعريته وضربه، ما يحدث عندنا من تعذيب وقتل باسم الاسلام والقضاء على الفساد، ما يحصل في تمبكتو، سوريا، تشريد الأبرياء، تقاعس الدول المسلمة العربية التي تصرف ملايينا على تفاهات الدنيا ولم تتحرك ساكنا لتقوم بشئ يذكر إزاء كل هذا .. شعرت أن ديني في خطر، شعرت بأنني بحاجة لأن أخذ ديني معي وأهرب من هذه البقعة من الأرض، ولا أقصد بهذا ليبيا فقط، بل الوطن  العربي بأكمله مع أنني أعترض على هذه التسمية فلنقل شمال أفريقيا و شبه الجزيرة العربية، شعرت بأن ديني سيكون بخير لو كنت أعيش في الغرب بعيدا عن كل هذا الجنون.

أفكر مرارا لماذا نعيش في هذا التخلف؟ بالأمس أخبرت صديقتي فلنفرض بأنه لا يوجد إسلام، هل سيكون لدى هؤلاء حجة لما يقومون به؟ هل سيكون الحال أسوأ أم أنه سيكون طبيعيا كباقي الأمم؟ 

أسئلة كثيرة تجول في خاطري كل يوم وكل لحظة، مرّ الوقت وخرجت من البيت مع أختي، شغلت الراديو هذه المرة و بحثت عن أغنية للسيدة فيروز لعلها تضفي بعض النعومة على صباح برائحة الندى الذي بلّل الأجواء .. انتهت الأغنية الأولى فكان بديلها أغنية مملة لمغنٍ آخر، فقلبت القنوات من جديد، فكانت أغنية سامي يوسف "مناجاة" رفعت صوت المذياع قليلا وبدأت وأختي نردد معه الصلاة و السلام على رسولنا الكريم بنفس اللحن .. كانت الأغنية قمّـــــة في السلام و الأمان، ومرة أخرى آلمني حال ديني كيف يفسرونه و يشوهون صورته كما يشاؤون بينما هو دين إفشاء السلام واليسر وليس دين عسر وظلم و جبروت.. 

أتمنى أن ينتهي كل هذا وألا يتدخل أحد في شؤون الغير تحت أي مسمى، أتمنى أن يهتم كل شخص بنفسه فقط وإن فكر في إصلاح الناس أن يبدأ بنفسه قبل كل شئ ولا يتخيل يوما بأنه كامل أو أنه أفضل من البقية في شئ، فامرأة بغي دخلت الجنة بسقيا كلب يلهث.. إن أراد إصلاح المجتمع فليصلحه باللطف واللين ، وليذهب إلى سبب الفساد الرئيسي ليعالج المشكلة بدلا من أن يدمر النتيجة، فالنتيجة جاءت نتيجة لمسلسل طويل إن كنت على قدرة لإيجاد حل لجذر المشكلة فأخبرنا به لكن لا تقتل الناس بحجة إنقاذ أناس آخرين أو معاقبتهم..


مجرد أفكار و خواطر خطرت ببالي صباح اليوم ..



صباحكم وطن أتمنى أن يكون سعيدا .. أتمنى