قبل نصف ساعة من الآن و بينما كنت أحضر أحد أفضل رسوم الكرتون و التي كم تمنيت لو كان لدي نفس القوة التي يمتلكها بطل القصة ،ألا و هي " مذكرة الموت Death Note" ، سمعت صوتا فأبعدت سماعات الأذن كي أسمع بوضوح فإذ بسيارتين مركونتين مقابل بيتنا و تحت نافذة غرفة المعيشة وبها بعض الأشخاص يتبادلون الحديث ، حاولت كالعادة استراق السمع ولم أتمكن فلم يكن الصوت واضحا، فقررت العودة لمشاهدة الحلقة ، لكن أحدهم ترجل من السيارة فعدت للمراقبة، كان الشخص الذي ترجل هو جارنا ،أو بالأحرى ابنه، كان يشعر بالحنق فقد كان بقية الشباب يحاولون تهدئته و تهوين شئ عليه، يبدو أنه قد حصل له موقف بينما كانوا يناصرون القذافي، لك تكن الأصوات واضحة، لكنه تكلم وقال ما معناه بأنه أهين هناك، وبعدها أصدر قراره بأنه سيصبح مع المعارضة !
الخبر كان صدمة لي، فهذا الشاب كان يعود كل يوم وهو مفعم بالنشاط من هتافه مع المجانين الذين يرافقونه، كان من أوائل من خرجوا هاتفين بعد خطاب سيف الأول، كان قلبا و قالبا مع القذافي، السبب ( أنه لم يتأذى بعد، و لم يؤذَ شخصيا ) ، هكذا يفكر أغلب مناصريه، تفكير أناني من الدرجة الأولى، فطالما هم لم يؤذوا ولم يُغِر عليهم أحد فلماذا يقفون ضده؟!!!!
الأنانية، و حب النفس فقط و المصالح هي التي كانت تحرك تفكيرهم، لا العقل و لا الحس الإنساني ولا الدين و لا الأخلاق ، ولا حتى الإسلام أو النخوة.... لم يكن يحركهم شئ إلا المصلحة الشخصية ... تبا لهكذا رجال... أيها الأغبياء ممن وقفوا مع القذافي ، أيها الأغبياء ممن سانده، أيها الأغبياء ممن قتلوا أبناء شعبهم، أيها الأغبياء الذين اختطفتم الجرحى و اعدمتموهم، و غير ذلك الكثير مما فعلتم .... أنتم لا تمتون للرجولة بصلة.
الرجولة ليست بشوارب أو عضلات منتفخة هي مجرد لحم في نهاية الحال ليس إلا ، الرجولة ليست في إقناع فتاة في الخروج معك أو اللعب بمشاعرها، الرجولة ليست بالوقوف في الشارع و التدخين و تضييع الوقت، الرجولة ليست في أن تسرق سيارة أبيك كي تتباهى بها ، الرجولة ليست أن ينفق عليك الآخرون ، الرجولة ليست أي شئ إلا أن يكون لك مبدأ حقيقي تعيش لأجله.
المبدأ للأسف اتضح جليا لأغلبنا من تصرفات العديدين ممن نعرف و قد صدمت بالكثيرين و أحتقرت العديد منهم، لم يكن لديهم مبدأ في الحياة ، يتغيرون من موقف لموقف حسب الطريق المؤدي إلى مصلحتهم فقط، أما عن الأخلاق، فعدم اكتراثك لموت الناس و تفكيرك في الذهاب إلى العمل في اليوم التالي غير مبال بأي شئ يكفي لأن تصبح شخصا غير مرغوب فيه في أجندتي، و ثق بأنك في سلة المحذوفات التي سيتم تفريغها قريبا مع باقي عديمي المبادئ و الأخلاق.
الآن، و نحن في خضم البدء في مرحلة جديدة قريبا بإذن الله ، أتعهد بأنني سأكون في خدمة الوطن، و سأساعد قدر الإمكان و سأبذل قصارى جهدي في أن يكون وطني مصدر فخر و اعتزاز لجميع الليبين و الليبيات، فدم الشهداء الذي سطر هذه المسيرة دين علينا، إن تهاوننا في حماية وطننا و التفريط فيه بعد نيلنا لحريتنا فنحن لا نستحق تضحيتهم ، رحمهم الله و أسكنهم فسيح جنانه و ألهم أهلهم الصبر و السلوان.