اضطررت للعودة متأخرة للبيت بسبب مشكلة حصلت مع أحد الأصدقاء فبقيت متابعة لها حتى اطمأننت على أن المشكلة قد حلت .. سلكت الطريق السريع اختصارا للزمن، و في ذات الوقت بدأت قطرات المطر تتساقط بلطف على زجاج السيارة، تتساقط حينا و تتوقف حينا آخر .. حتى وصلت إلى الكوبري المجاور لمستشفى الدرن حيث الزحام المعتاد، بدأت أقود ببطء و في ذات الوقت استمع لاغانٍ لطيفة لفرقة كايروكي المميزة للغاية و التي تلامس كلماتها و تعابيرهم وجدانك عند استماعك لها .. بعد ذلك بدأت أغاني زياد الرحباني فقد جهزت قرصا به كل ما تتخيل من تقلبات الموسيقى الكلاسيكية و الصاخبة، تماشيا مع الحالة النفسية نهاية كل يوم :D
بدأت الشمس تغرب و السماء ملبدة بالغيوم، و في ذات الوقت كانت تهطل الأمطار بخفة، أقفلت مسجل السيارة لأستمتع بصوت الطبيعة، لقطرات المطر و هي تتساقط بخفة على زجاج سيارتي الأمامي، كان صوتا مريحا للأعصاب عذباً .. و في ذات الوقت كنت مسترخية (لأنها زحمة و الطريق واقفة!!) أتأمل سيلان قطرات الماء على زجاج السيارة الأمامي و ضوء السيارة الأحمر التي تسبقني ينعكس فينشأ تمازج مميز في ال
ألوان .. الأزرق و الأحمر، الرمادي و الوردي .. و الأبيض ..
بينما كنت في قمة الاسترخاء أحببت أن استمتع أكثر بصوت المطر فقد كان يهطل بخفة فأحببت أن أسمعه بصوت أعلى و أقوى فتوجهت بأصبعي نحو زر الصوت لأزيد من قوة الصوت و هنا تجمدت لثانية أقول لنفسي (فجوة فيك، على أساس التكنولوجيا مقطعاتك تقطيع و حياتك كلها تطور و هاااااااي هاااااااااي ) ... انتبهت إلى أنني أريد أن أزيد من قوة صوت المطر معتقدة بأنه بإمكاني فعل هذا من خلال زر مذياع السيارة!!
عدت للمنزل و انا أضحك على خيبتي المتنيلة على عيني، و تأكدت بأن وضعي يعلم الله بيه وين ماشي .. و عاشت ليبيا حرة أبية !!
:D
No comments:
Post a Comment