حضرت منذ مدة قصيرة فيلما عن التبت بعنوان Seven years in Tibet من بطولة " براد بيت " , لست أدري إن كنتم قد حضرتم الفيلم أيضا و لكن الفيلم رائع , من حيث الإخراج و الشخصيات و الممثلين و إبداعهم في التمثيل , كذلك أعجبتني شخصية " الديلاي لاما ", و كيف يكون هادئا في المواقف الصعبة و يتذكر كلام " بوذا " قائدهم الروحي.
أعجبتني السكينة و السلام اللذان كانا يعيش بهما و معهما شعب التبت, كذلك بساطة تفكيرهم , فمثلا عندما جاء وفد من الحكومة الصينية لمقابلة " الديلاي لاما " , شرح لهم بكل بساطة و بدون تعقيد كيف يفكرون و ما هي نظرتهم للحياة , بينما كان الفريق الآخر الحكومة الصينية يمتلكهم الطمع الغير مبرر الذي يدفعهم لقتل أناس أبرياء كانوا يعيشون في سلام جميل لا يخافون من شئ , عندما كنت أتفرج عليهم بينما هم يتدربون على القتال , كيف كانت طريقة وقوفهم , كان منظرا محزنا , فهم أناس لم يتعودوا على حضور معارك للدفاع عن أنفسهم و عن مدينتهم , لم يجبروا يوما على قتل الناس لكي يستقلوا ببلدهم في " مدينتهم المحرمة " , شعرت بالحزن و بكيت و أنا أرى جنود العدو قد هاجموهم على حين غرة منهم في منتصف الليل بينما كانوا نائمين و بدون خبرة تذكر في مجال الحروب الكبيرة و القوية كهذه الحرب, و الذي أزعجني كثيرا هو أنه كيف بإمكان أي إنسان لا فرق بينه و بين أي إنسان آخر أن يقتل , فقط لأن حكومته أمرته بذلك , جلست أتخيل نفسي مكانهم أركض كالمجنونة و أصرخ مكشرة في وجه الإنسان الواقف أمامي , الذي لا فرق من الممكن أن يفرق بيننا غير بعض الامور الرمزية التافهة , ثم أطعنه أو أقتله مهما كانت الطريقة التي من الممكن أن استعملها لقتله , يا إلهي, كيف بإمكان أي إنسان عاقل له عقل أن يسلب حياة إنسان آخر, و بأي وجه حق يفعل هذا ؟؟ لست أفهم , ما هذه السياسة البلهاء التي تجعل الناس يقتلون بعضهم ؟ و لماذا لأجل قطعة أرض ؟؟ لست أفهم هذا العالم العجيب الملئ بالأطماع التي تقود كل شئ, الطمع , الحقد , الحسد ... العديد من الصفات السيئة التي تقود البشر إلى الهلاك و قتل بعضهم البعض.
ياللعالم المجنون الذي أعيش فيه , بسبب كل هذا الجنون قررت منذ شهور ألا أحضر نشرات الأخبار وألا أتابع أخبار السياسة و العالم و لم أحضر نشرات الأخبار منذ شهور , و كلما كنت على التلفاز و استقر أحد من العائلة على نشرة أخبار أو أي برنامج سياسي أخرج فورا من الغرفة , كذلك الأكل من المستحيل ان آكل شيئا و هناك نشرة أخبار تذاع في المكان الذي أجلس فيه , صرت أفضل الاكل وحيدة على أن أجلس مع جميع العائلة و استمع إلى الأخبار, فهي تصيبني باكتئاب كلما سمعتها من الجزيرة أو العربية اللتان تذكران الأخبار بكل بؤس أوتين به مع أكثر الصور رعبا و هذا مالا أستطيع تحمله , أتمنى أن تتحسن حال أمم العالم جميعها و تنتهي المجاعة و يمتلك الأطفال حق الاستمتاع و عيش طفولة سعيدة بعيدا عن مشاكل الكبار و إرهاب الدول العظمى المجنونة و أن يصبح العالم مكانا أفضل للعيش.