Sunday, February 17, 2013

كلّه من مدرّســــة الكيمياء!!



بعد الثورة قمت ببعض النشاطات ونتيجة لها ظهرت على شاشة التلفاز وسمع بي الأقارب من العيلة .. فكانت أحد التعليقات من ابنة عمي حيث قالت لأمي "هدى ناشطة ماشاء الله عليها عمها *** ديما يشكر في نشاطها، نتذكر زمان مرة في حوش خالها لما كانت صغيرة في الابتدائي كانوا الصغار يلعبوا في الدار مع بعض و هي مقعمزة في السرير اللي فوق (الدور الثاني للسرير) شادة في يدها قلم و مثبتة عليه من فوق كركوبة شخشير (جوارب مكورة) و شادة كتاب و تقرا على أساس مذيعة!! 

لما حكتلي أمي انصدمت في روحي وتذكرت أحلام وطموحات وأمجاد الطفولة، فعلا لما كنت في الإعدادي كان أحد أحلامي أني نكون مذيعة.

نتذكر مرة في المدرسة حصّة اللغة العربية وبعدها استراحة، المُدرِّسة طلبت منا نقروا الدرس، و كل شوية واحد يقرا مقطع ثم دور اللي بعده .. وصل دوري وبينما نقرا رنّ الجرس فالمدرسة كانت حتستعجلني بس كنت نبي نكمل مقطعي لأنه حشييتشي القراءة وقتها فقريته بسرعة رهيبة ورا بعضه صَلِي من غير ولا غلطة لدرجة الكل شبحولي مصدومين والمدرسة انبهرت بالسرعة و بدون أخطاء.

طبعا هذا كله كان أيام المجد لعند ما خشيت المرحلة الثانوية، وبدأت المعاناة الحقيقية من قبل أغلب المدرسات الفاشلات، والتي كانت أولهن مدرسة أكثر مادة نكرهها في حياتي (الكيمياء) .. كانت مصرّة أننا نحضّروا الدرس ونسّمعوا عليها، بعدها هي تعاود تقراه علينا (على أساس تشرح!!) وكان التحضير بالنسبة لي بالذات تحضير مادة أكرهها ولا أفهم فيها شئ من الحاجات المرفوضة تماما عندي..!

كلما مرّت حصة بسلام أحمد الله عليها وفي يوم من الأيام كان عندنا حصة كيمياء تأخرت المدرسة شعرت بسعادة غامرة معناها غايبة، لكنها لم تلبث إلا أن ظهرت أمامنا فجأة، وبما أنها مدرسة كسولة وفاشلة طلبت منا التوجه نحو المعمل (واحدة تبي تضيع وقت) .. توجهنا نحو المعمل ومن حظي التعيس أن تقسيم الطاولات محدد من بداية السنة وأنا في الطاولة الأولى بعد صديقتي، نظرت إلينا لتتصيد طريدتها وتطلب منها تسميع ما حفظت من الدرس، تظاهرت بأني محضرة و فاهمة كل شئ ههههههه (كلكم تعرفوا المسرحية هذي أكيد) ولكن كانت خبيثة واختارتني ..

المدرسة: شن حضرتي من الدرس؟
هدى (من الخلعة و الرعشة): أأأأأأأأ أأأأأ أأأأأأأأ أأأأأأأأأ أأأأأأأأأأأ أأأ  أأأأأأأأأأأأ أأأأأأأأ أأأأأ أأأأأأأأ أأأأأأأأأ أأأأأأأأأأأ أأأ  أأأأأأأأأأأأ أأأأأأأأ أأأأأ أأأأأأأأ أأأأأأأأأ أأأأأأأأأأأ أأأ  أأأأأأأأأأأأ أأأأأأأأ أأأأأ أأأأأأأأ أأأأأأأأأ أأأأأأأأأأأ أأأ  أأأأأأأأأأأأ أأأأأأأأ أأأأأ أأأأأأأأ أأأأأأأأأ أأأأأأأأأأأ أأأ  أأأأأأأأأأأأ .... 

نظرت إلي المدرسة و جميع الطالبات في دهشة وفي عقلهم سؤال واحد (نهار أحرف!! شن صار للبنت)!!! 

سألتني المدرسة مصدومة: هدى انتي بخير؟!!
هدى (في ارتعاش): هزت برأسها أنها بخير..
فلوحت المدرسة بيدها برفق (عن بعد طبعا مش تجي تطبطب عليا بعدما دمرتني) وأشارت بيدها بهدوء (كأنها تنومني مغناطيسيا) لكي أجلس!!

ومن يومها وعينك ما تشوف إلا النور، بدأت عندي عقدة التأتأة .. الله لا يوريكم هذيك الأيامات .. وصلت حالة التعقد عندي لدرجة أنني لم أعد أتحدث أمام الجموع أو حتى في الزيارات العائلية، أظل دائما صامتة مستمعة فقط لما يقولون لكي لا أحرج نفسي .. أثر هذا سلباً عليّ فلم أعد أخرج للزيارات الاجتماعية فيما مضى (على أساس توة نطلع هيهيهيهي) .. أتحاشى الحوارات وأكتفي بالكتابة مما أدى إلى امتناعي في التعبير عما أفكر أو ما أشعر به .. و كان لهذا الاثر السلبي علي فالمخزون كبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر جداً .. لكن الحمد لله تخلصت من تلك العقدة على مرّ السنين، بس بعد إيـــــــــــــــــــــه!!!

وكلّه من مدرســــة الكيمياء :(


No comments: