Sunday, February 10, 2013

اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ..



كان لدي دورة تدريبية بدأت يوم الأمس، خرجت مسرعة من العمل لألتحق بها، فمقر مركز التدريب أقصى غرب طرابلس بينما مكان عملي في شرقها الأقصى!!

انتهى اليوم الأول على خير غير أنني تجمدت من شدة البرد في القاعة، لم أفهم لماذا لا يحبون تدفئة المكيف ففي الساعة الأخيرة فقدت التركيز من شدة البرد!!

عدت للبيت بعد أن وصلني خبر مزعج حاولت أن أكون بليدة قدر الإمكان ولم أكترث وقمنا بتنفيذ حل مؤقت للمشكلة، دخلت البيت وهجمت على الأكل فقد اشتريت بعض البطاطا المقرمشة أكلتها بنهم لأدفئ جسمي وأختي تنظر إلي في رعب (هههههه فقط لوصف المشهد ماهو متجمدة نبي ندفى!!) أنهيت الأكل واستعدت قواي العقلية وبعد أن أرتحت قليلا استأنفت رحلة العمل ومراجعة ما درسته كما قمت بتنفيذ بعض الأعمال، دخلت في شجار بين صديقتين لا علاقة لي به نتج عنه أنني طلعت اللي مننفعش في الأخير!! (نو كومنت خاااالص وأني مش ناقصة عراكات و نكد زايد)، وصلت الساعة الثانية عشر والنصف منتصف الليل ولا ازال أشعر بالنشاط فقد شربت قهوتي منذ ساعة تقريبا!! بينما أعلنت أختي رغبتها في النوم .. اضطررت لأن أغلق كل شئ وأنام على أمل أن أنعم بقسط جيد من الراحة استعدادا ليوم الغد .. 

تمر الساعات و أحلم بالكابوس تلو الآخر و فجأة توقظني أختي الساعة السادسة والنصف.

أختي: "هدى اكر اسو ارحغ ان الجامعة" 
الترجمة: هدى استيقظي اليوم سأذهب للجامعة!!

استيقظت من هول الصدمة ثم عدت للنوم من جديد هيهيهيي فعادت لتوقظني بعد ثوانٍ .. استيقظت مرغمة وبعد أن انتعشت مررت بالمطبخ فوجدتها تتناول إفطارها، رمقتها بنظرة ملؤها الحقد الأخوي المسالم وألقيت عليها تحية الصباح التي كانت "I HATE YOU" .. توجهت نحو غرفتي لأجهز نفسي، أفكار كثيرة كانت تجول في خاطري حينها، لست أعرف لماذا خطر على بالي الدعاء الذي يدعوه الأئمة دائما "اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا"، فكرت في حال الإسلام الآن، وكيف أنه براء مما يقوم به كل الطغاة والمتشددون باسمه، تذكرت ما يحدث في مصر، المعاكسات، التحرش، الاغتصاب العلني، المواطن المصري الذي تمت تعريته وضربه، ما يحدث عندنا من تعذيب وقتل باسم الاسلام والقضاء على الفساد، ما يحصل في تمبكتو، سوريا، تشريد الأبرياء، تقاعس الدول المسلمة العربية التي تصرف ملايينا على تفاهات الدنيا ولم تتحرك ساكنا لتقوم بشئ يذكر إزاء كل هذا .. شعرت أن ديني في خطر، شعرت بأنني بحاجة لأن أخذ ديني معي وأهرب من هذه البقعة من الأرض، ولا أقصد بهذا ليبيا فقط، بل الوطن  العربي بأكمله مع أنني أعترض على هذه التسمية فلنقل شمال أفريقيا و شبه الجزيرة العربية، شعرت بأن ديني سيكون بخير لو كنت أعيش في الغرب بعيدا عن كل هذا الجنون.

أفكر مرارا لماذا نعيش في هذا التخلف؟ بالأمس أخبرت صديقتي فلنفرض بأنه لا يوجد إسلام، هل سيكون لدى هؤلاء حجة لما يقومون به؟ هل سيكون الحال أسوأ أم أنه سيكون طبيعيا كباقي الأمم؟ 

أسئلة كثيرة تجول في خاطري كل يوم وكل لحظة، مرّ الوقت وخرجت من البيت مع أختي، شغلت الراديو هذه المرة و بحثت عن أغنية للسيدة فيروز لعلها تضفي بعض النعومة على صباح برائحة الندى الذي بلّل الأجواء .. انتهت الأغنية الأولى فكان بديلها أغنية مملة لمغنٍ آخر، فقلبت القنوات من جديد، فكانت أغنية سامي يوسف "مناجاة" رفعت صوت المذياع قليلا وبدأت وأختي نردد معه الصلاة و السلام على رسولنا الكريم بنفس اللحن .. كانت الأغنية قمّـــــة في السلام و الأمان، ومرة أخرى آلمني حال ديني كيف يفسرونه و يشوهون صورته كما يشاؤون بينما هو دين إفشاء السلام واليسر وليس دين عسر وظلم و جبروت.. 

أتمنى أن ينتهي كل هذا وألا يتدخل أحد في شؤون الغير تحت أي مسمى، أتمنى أن يهتم كل شخص بنفسه فقط وإن فكر في إصلاح الناس أن يبدأ بنفسه قبل كل شئ ولا يتخيل يوما بأنه كامل أو أنه أفضل من البقية في شئ، فامرأة بغي دخلت الجنة بسقيا كلب يلهث.. إن أراد إصلاح المجتمع فليصلحه باللطف واللين ، وليذهب إلى سبب الفساد الرئيسي ليعالج المشكلة بدلا من أن يدمر النتيجة، فالنتيجة جاءت نتيجة لمسلسل طويل إن كنت على قدرة لإيجاد حل لجذر المشكلة فأخبرنا به لكن لا تقتل الناس بحجة إنقاذ أناس آخرين أو معاقبتهم..


مجرد أفكار و خواطر خطرت ببالي صباح اليوم ..



صباحكم وطن أتمنى أن يكون سعيدا .. أتمنى







No comments: