Wednesday, August 3, 2011

لا يوجد كهرباء


يوم كباقي الأيام ، طويييييييييييييل و ممل ، يبدو أن سياستهم الجديدة تتمثل في بعث الملل و الكسل في نفوس الناس إضافة إلى صيامهم، و قد تمثل هذا في انقطاع الكهرباء يوميا بطريقة غير منتظمة حسب ما يمليه عليهم مزاجهم ، لكنهم اليوم تمادوا كثيرا و قد كانت هذه أول مرة بالنسبة لمنطقتنا، فقد تم قطع الكهرباء ككل يوم مع الساعة العاشرة و الربع صباحا و استمر هذا حتى هذه الساعة، أي الواحدة منتصف الليل ، وقد سبب هذا حالة من الخمول القصوى سادت أرجاء البيت، إذ أنه لم يكن لدينا ما نقوم به غير الصلاة و قراءة القرآن و النوم!!! أما الطبخ فقد كان مقتصرا على الطبخ بالغاز فقط أي دون استعمال للآلات الكهربائية كوسيلة للاقتصاد، مما أدى إلى مواقف مزعجة و مضحكة في الوقت ذاته، فقد قامت أختي بتحضير وجبة الإفطار لهذا اليوم، ومن ضمن ما جهزت سمبوسة و طاجين دجاج و وجبة أخرى نسيت اسمها، المهم السمبوسة تحتاج للقلي و الطاجين و الطبق الآخر بحاجة للفرن، فقررت أختي استخدام الماكينات الكهربية، على أمل أن تعود الكهرباء كما يحدث كل يوم، فقامت بتجهيز كل شئ إلا أن الكهرباء لم تعد!! ولا يمكن حفظ ما طبخت في الثلاجة لأنها لا تعمل وسيفسد الطعام لأنه استخدمت فيه مواد لا تتحمل الحرارة كاللبن و التونة، و بقيت هذه الأكلات كابوسا جاثما على صدورنا، كيف نتخلص منها دون التضحية بالغاز؟؟ هههههههههه سبحان الله كيف الدنيا دارت بينا ، "شوفوا معمر شن دار فينا" ، ومع الساعة الثانية قررت أختي طبخهم بالغاز و قدمتهم فورا، وكنا نأكل في ضوء شمعة واحدة غير مبالين بما نأكل أو بالشكل ، كنا كمجموعة من العميان يأكلون ما وجدوه أمامهم و نضحك على الوضع السخيف البائس الذي وصلنا إليه بسبب ذاك الأخرق، مع أنه ليس من العدل استخدام هذه الكلمة المسالمة مع طاغية مثله.

مر اليوم ببطء شديد و كنت طول الوقت أتمنى سماع صوت انفجار أنفّس به عن نفسي، فلم تتوقف الطائرات عن التحليق في السماء منذ أن غابت الشمس و طائرات الحلف تحلق في السماء ورأيت إحداها فقد كانت كنجم هاو في السماء إلا أنها كانت تسير في خط مستقيم بسرعة كبيرة، ومع الساعة الثانية عشر و النصف بدأت أصوات الانفجارات تتوالى، حوالي ثمانية انفجارات ، كم فرحنا بها، وبدأ اطلاق النار بعد ذلك، لم نعرف من يقوم بذلك لكنني كنت أدعو أن يوفق الله الثوار إن كانوا هم المسؤولين عن هذا، الآن أسمع إطلاقا كثيفا جدا ولا أعتقد انه من رشاش أو بندقية ، فهذا الصوت جديد علي إضافة إلي أنه بعيد لكن صوته و صداه واضح جدا، لكن إطلاق النار يعود بين الحين و الحين، لست أعرف ما حصل اليوم و سبب هذا الانقطاع الغريب في خدمات ليبيانا و المدار فلا يوجد تغطية في المدار و ليبيانا بتغطيتها و لا تعمل، من المؤكد بأن هناك شيئا ما قد حصل أو سيحصل، فهم لا يتصرفون بغموض من فراغ، لم أسمع اليوم أي نشرة أخبار ولم تصلني أي مستجدات ولا يمكنني الاتصال بأحد فخط الهاتف أيضا قطع أثناء احتفال جيراننا بزفاف جارتنا، فقد أطلقوا النار بكثافة يومها مما أدى إلى قطع خط هاتفنا.

شحن جهازي يكاد ينفذ ولست أعرف إن كانت الكهرباء ستعود مرة أخرى أو لا لأتمكن من الكتابة مجددا، سأحافظ على ما تبقى لي في البطارية من كهرباء لعله سيحدث شئ جديد يستحق الكتابة أكثر مما حدث اليوم.. ألقاكم في يوميات جديدة من يوميات ثورة السابع عشر من فبراير.

تصبحين على سلام يا بلدي الحبيبة


2 comments:

Hayam said...

غريب هو ماحصل لنا ايام هذه الثورة المباركة فقط استطعنا ان نكتشف اشياءا لم نكن نراها من قبل وقد عرفنا حقنا ما معنى الحرية وما معنى ان تخرج من الظلمات إلى النور
ايام لن تمحى من ذاكرتنا ابدا فقط ستعلق بذاكرتي جملة واحدة لا غير
"ان تحكم من قبل دكتاتور فهذا شيء وان يحكمك دكتاتور معتوه فهذا شيئ آخر تماما"
اهنئك على سلاسة الكتابة فقد استمتعت

Unknown said...

شكرا على التعليق الجميل ، أعجبتني جدا الجملة التي أضفتها، فعلا الحرية تمنحك شعورا لا يمكن وصفه، حتى أن أفكار الابداع و التنمية و تطوير البلد و تنميتها صارت تتوالي الواحدة تلو الأخرى ... أي أن الإبداع موجود، لكن بحاجة لمساحة من الحرية كي يجد فسحة له في هذه الدنيا ...