بفضل غباء و جهل القذافي و اتباعه مع أني متأكدة من أنه قد جن و انتهى أمره و بأن أتباعه هم من يديرون المعركة الآن بكل تخبط و تناقض في المواقف و التصريحات، و هذا أكبر دليل على ذلك، تم اتباع سياسة قطع التيار الكهربائي وبصفة مستمرة و أحيانا متقطعة بطريقة استفزازية، فأحيانا ينقطع لنصف يوم ثم يعود قليلا ثم يختفي من جديد، و في أحيان أخرى تستمر الكهرباء في العمل لنصف ساعة ثم يتم قطعها لساعات ثم تعود مرة أخرى لنصف ساعة أو أكثر ثم تنقطع مرة أخرى و هكذا، حتى وصلت مرة إلى تسع مرات في اليوم، تفنّن في إذلال الناس، ولكن في الوقت ذاته نسمع رصاصا يطلق من أكثر من مكان، مما يدل على أن شباب الثورة لم يتوقفوا على عملياتهم فنكرس جهدنا في الدعاء لهم ، و أحيانا يختم لنا النيتو يوما سيئا دون كهرباء بضربات محترمة جدا تشفي غليلنا و تطفئ نار لهيب غضبنا قليلا، ولكن الكابوس الأكبر كان يتمثل في النوم، إذ أنه أصبح شيئا مستحيلا، فمع حرارة الجو الرهيبة أحيانا بالذات داخل المنزل فلا يمكن مقارنتها بالخارج ، ومع درجات الرطوبة العالية بات من المستحيل الحصول على قسط متواصل من النوم، فالفواصل الإعلانية كثيرة جدا في الليلة الواحدة، و كأنك في حمام بخاري!!
أضف إلى ذلك أنك مضطر لفتح النوافذ ليس الزجاج فقط بل الشبابيك أيضا، معنى هذا الاستماع إلى الكلام الفارغ الذي يتبادله أولا د الجيران طوال السهرية المتمثلة في حصيرة مفرودة في الشارع يوميا حتى سطوع شمس الصباح، طبعا هؤلاء الجيران ليسوا من حملة القضية بل من أنصار الطاغية، فكم مرة قضوا لياليهم في باب العزيزية و كم مرة عادوا سكارى، أما في أيام شهر رمضان فقد كانوا ينامون أوقات النهار و يذهبون للبحر قبل وقت المغيب بساعات و يسهرون طوال الليل في المربوعة المتمثلة في الشارع، مع كسر اللوز و الشاي ولا يتذكرون بأن الافيكو الخاص بهم يحتاج للصيانة إلى مع منتصف الليل، وبهذا تجد نفسك متسطحا في سريرك و عيناك جاحظتان لا يمكنك إقفالهما وسط هذا الزخم ، "و اللي يقهر" أنه دائما لديهم كهرباء و نحن دائما ليس لدينا كهرباء.
و كأنهم في بيتهم ينادون على بعض في منتصف الليل و يحدثون بعضهم من آخر الشارع دون أن يخطر ببالهم ولو للحظة بأنهم ليسوا وحيدين على هذا الكوكب، لا أخفي عليكم كم مرة فكرت في أن أثقب إطارات الافيكو الخاص بهم كعقاب أو أن أكسر زجاجه و اترك لهم رسالة، لا يستحون على أنفسهم منذ خلقوا و هم يعتقدون بأن الشارع ملك لهم، لا يحسبون حساب أحد، طبعا أغلب شباب شارعنا من نفس الماركة "الطبع و الأسلوب"، لن أقصّ عليكم قصة العرس أبو أسبوووووعين!!!! أسبوعان و الموسيقى الصاخبة التي تكسر النوافذ تصدر من بيت جارنا الآخر، و السبب زواج اخته، و كأنهم "ما صدقوا افتكوا منها"!!!!!!!!!!!!!!! لدرجة أنني كنت أفكر في الهروب و اللجوء لبيت خالي لأنجو بنفسي!!!
حسبي الله و نعم الوكيل!!!
No comments:
Post a Comment