Wednesday, August 3, 2011

التروايح في الظلام...


بالنسبة لمن يحفظ كتاب الله عن ظهر قلب فلا مشكلة في أن يصليها في الظلام، و لكن ماذا عن الذي لا يحفظ الكثير منه، عندما درست في الجامع في الماضي لم أستمر في حفظ القرآن، فقد كنت ألتحق به فترة العطلة الصيفية فقط، و كلما عدت إليه يصر من يدرسنا على أن يبدأ بنا من جزء (عـــــم) و هكذا، و لكن أتذكر تقريبا عندما كنت في الصف السادس من المرحلة الابتدائية التحقت بالمسجد القريب من بيتنا ، و قد كان مسجد "عثمان بن عفّان" حيث تم بناء مدرسة خاصة  لتحفيظ القرآن الكريم تدعى " منارة الرحمن" أتذكر الشيخ الرائع الذي درسنا حينها أنا و أختي و أخي ، الشيخ "شعبان" حفظه الله ووفقه أينما كان، الشيخ شعبان حببنا جدا في حفظ القرآن، فقد  كانت طريقة تعليمه لنا رائعة، و قد كان فصلنا جامعا لجميع الفئات العمرية ، و كان أخي أصغرهم، استمرينا في الدراسة معه حتى أنبأنا بعد فترة و قبل أن أنهي جزء عم بأنه سيسافر إلى يوغوسلافيا للدراسة، كان الخبر صدمة كبيرة، كان لها التأثير الأكبر علينا إذ أن الشيخ الذي جاء ليدرسنا بعده (مع احترامي الشديد له) لم يكن قريبا ولو قليلا من الشيخ شعبان، الشيخ شعبان تلاوته قريبة جدا من تلاوة الشيخ سعد الغامدي، وهذا ما جعلني أفضل الاستماع أكثر لتلاوة الشيخ الغامدي، نعود إلى موضوعنا وهو الشيخ الجديد الذي جاء ليدرسنا نيابة عن الشيخ شعبان، إذ أننا استمرينا معه طوال فترة الشتاء فقد كنت أدرس في السنة الأولى من المرحلة الإعدادية و أذهب للجامع مع الساعة الرابعة تقريبا أو الثالثة ظهرا، ووصلت إلى نهاية جزء تبارك و لم أتمكن من الاستمرار فالدافع الذي كنت أحصل عليه من الشيخ شعبان لم يعد موجودا، و أسلوبه في التدريس و تعليمنا أحكام التجويد و التلاوة يختلف كثيرا عن الشيخ الذي تلاه، مع انه أيضا علمنا الكثير ولا زلت أتذكر ما علماني إياه، لكنني أنهيت جزء تبارك وقررت أن أتوقف، و منذ ذلك الحين توقفت عن الالتحاق بالمسجد لحفظ القرآن و قد كان هذا السبب الرئيسي لعدم قدرتي على إقامة صلاة التراويح في الظلام، ولكن هيهات يا معمر، هيهات أن أسمح لك بأن تفسد عليّ أن أؤدي صلاتي.

أديت صلاة التراويح ذلك اليوم في الظلام مستعينة بالمصحف و الدنيا مظلمة و لكن مع اختراع اسمه " نقال البيللا " و الذي يعرفه جميع الليبيين، ههههههه ، أقفلت شفرة ليبيانا الخاصة بي خصيصا لأخزن هذا النقال للطوارئ كما حدث اليوم، و أرجو أن تكون صلاتي و صلاة جميع الليبين و دعواتهم مستجابة في هذا الشهر الكريم.
" اللهم إنك عفوّ كريم تحب العفو، فاعفُ عنا "


No comments: