Saturday, December 31, 2011
Thursday, December 1, 2011
Friday, November 11, 2011
عــــــــلاش؟
هذا أول يوم دوام لي بعد أول عيد أضحى من دون القذافي، لم أنم جيدا منذ الأمس بسبب السهر للحصول على خدمة انترنت جيدة في منتصف الليل، وهذه الليلة كنت قد سهرت للعمل على أحد التصاميم، ثم أقبل الصباح بنسماته الباردة اللطيفة، فهاهو فصل الشتاء بأمطاره المفعمة بالأمل، الأمل بغد أنظف، أجمل و أنقى.
لست أدري ما دفعني للضغط على ذاك الرابط على الفيس بوك، لم أفهم لماذا صادفني، كرهت ذاك الحساب رغم أنه لا علاقة له أبدا بما حصل... ظهر لي رابط حساب أحد الشخصيات الليبية المحترمة و المناضلة، فقررت الاطلاع عليه، فوجدت شخصا وضع كلاما لفت نظري، إذ قال بأنه قد عرض مقطع فيديو على موقع الفيس بوك الليلة الماضية مع الساعة الحادية عشر ليلا و قام المسؤولون على موقع الفيس بوك بمحيه، فأصرّ ذلك الشخص على رفع المقطع من جديد وهو يترجانا أن نشاهده كي نتعرف على جرم بشار الأسد، لم أتردد أبدا في فتح المقطع للاطلاع عليه، ولكن هنا كانت الصدمة، كان أتباع طاغية سورية يذبحـــــــــــــون المتظاهرين، نعــــــــــــم يذبحونهم.
وهذا هو النص المرفق بذلك الفيديو " قام بنشر هذا الفيديو 500 شخص و بدون احتساب
الذين شاهدوه و اليوم في الساعة 11.30 صباحا قامت شركة الفيس بوك بمحيه و سأقوم بنشره
مرة أخرى لأنه عار علين أحنا العرب ما يحدث يقمون كلاب بشار الأسد بذبح المتظاهرين
أحياء لا حول و لا قوة الا بالله أريد من جميع نشر الفيديو لأنه يستحق النشر و بذلك
نقوم بانهاء هذه مهزلة
--------------------------------------------------- ".
تفرجت عليه و أنا مصدومة، بدأت أرتعد خوفا، ماهذا الجنون، ماذا يريدون بالضبط؟؟ ألا يعرفون أن الدنيا زائلة؟ هل كل هذا لأجل المال و الجاه؟ يا للهول، انتقلت فورا لحسابي و قمت بمشاركة أصدقائي لمقطع الفيديو، لكنني وجدت نفسي قد تأثرت جدا بالصدمة ولم أتمالك نفسي، بكيت ولم أتمكن من إيقاف الدموع، لم أتمكن من الجلوس، صرت أحوم في الغرفة دون وعي مني، وعندما تمالكت نفسي كتبت تعليقا على المقطع الذي أشركت أصدقائي به طالبة منهم ألا يسمحوا لضعاف القلوب برؤيته، لكنني لم أتمكن من التحمل، فقمت بمحيه، خفت أن تكون درة فعلهم مشابهة لما حصل معي.
وبعدها بوقت قصير قررت أن أشغل نفسي بشئ آخر فلم يعد بقدرتي العودة لإتمام التصميم، فتوجهت إلى صفحة دليل الندوات و اللقاءات الثقافية / طرابلس لأطلع على مستجدات الندوات فلفت نظري مقطع آخر عنوانه "علاش؟" قامت بتنفيذه مؤسسة اليقين للثقافة و الإعلام ، فتحت المقطع لأتفرج عليه، و هذا ما كان ينقصني فعلا هذا الصباح، مسك الختام على المشهد السابق بمشهد آخر يدمي القلب، بعض المشاهد من ثورة السابع عشر من فبراير تحت عنوان علاش؟ أي "لماذا؟" فعلا لماذا فعل بنا القذافي كل هذا؟ لماذا يكرهنا؟ أترككم لتشاهدوا هذا المقطع.
و الله لا أعرف ما أقول، أفرح أم أحزن أم أغضب، ماهو الشعور المناسب لما حصل لنا؟ بل ما هو الشعور المناسب لما يحصل في سورية؟ كيف يعقل أن يجن الناس بهذه الطريقة؟ كيف يمكن أن يقسو قلب إنسان و يتحجر إلى هذه الدرجة، يا إلهي رحمتك يا رب العالمين.
حسبي الله و نعـــــم الوكيل في كل طغاة الأرض.... حسبي الله و نعـــم الوكيل.
Wednesday, November 9, 2011
زيارة الجرحى في "مدينة صفاقس" بتونس الشقيقة
كتاب لكل مُصاب
سعياً منا لدعم جرحانا ومن منطلق الجريح أولاً وجدنا
أننا في صدد البدء بخطوة نحو النهوض بمستوى الثقافة وسعياً منا لنشر ثقافة الكتب قررنا
نحن"حملة كتاب لِكلّ مُصاب" زيارة الجرحى بتونس للتقوية من عزيمتهم وإيصال
حملة الكتب لهم.
وهذه الفكرة مستمدة من فكرة حملة أطلقها الأستاذ
أحمد الشقيري في برنامج خواطر 4، تهدف لنشر الكتب وتوعية الأفراد بأهمية القراءة وهي
فكرة قائمة على تبادل الكتب بين الأفراد في الأماكن العامة وفي أوطان أمة إقرأ .
وطريقة عمل الفكرة:
- إذا قرأت أيّ كتاب، ضع الملصق على غلاف الكتاب.
- اكتب مدينتك + تاريخ نشر الكتاب + المكان الذي تنوي ترك الكتاب فيه على الملصق.
- أترك في الكتاب أيّ مكان عـام أو في المشفى الذي تقكن فيه حاليا.
- صـّور الكتاب وعليه الملصق بالمكان الذي وضعت فيه الكتاب، مع تصميم جدول بسيط في آخر صفحة في الكتاب تكتب فيه اسمك ومكان نشر الكتاب وتاريخ نشر الكتاب.
- الإعلان عن التفاعل مع الحملة ويرفق الإعلان بالصور في صفحتنا على الفيس بوك.
الغرض من هذه الحملة هو البدء في المساهمة بتطوير
المواطن من ناحية المستوى الفكري و الثقافي و الذي هو الأساس للمرحلة القادمة من ليبيا
الجديدة، فالسبب الرئيسي في الفوضى التي تحصل الآن هو في نقص أو انعدام مستوى الثقافة
عند أغلب الفئات المتوسطة من المجتمع، مما دعى إلى الحاجة لمثل هذا النوع من الحملات.
كذلك لنثبت للعالم أن شعب ليبيا لا يقف أمامه شئ
مهما كانت الظروف، و أن بناء نهضة بلادنا سيبدأ قبل أن نضمد جراحنا، بل إننا سنضمد
جراحنا ببناء ليبيا الجديدة ، فهذا ما سيخفف عنا مُصابنا.
نحن شعب لا يعرف الإستسلام، نحن شعب ينتصر أو يموت،
فلنقف جميعا لبناء بلادنا و لمساعدة إخوتنا على تخطي هذه المرحلة الصعبة.
حاليا نقوم بجمع الكتب المستعملة، فمن كان لديه
بعض الكتب باللغة العربية و أراد التبرع بها لصالح الجرحى فسنكون سعداء بهذا، كما و
يمكنكم التبرع بأي مبلغ مالي كي يساعدنا على شرائها.
هذه الحملة تشمل جميع مستشفيات طرابلس و جرحانا
الأبطال في تونس، حيث أننا قمنا بزيارتهم يوم الجمعة بتاريخ 30-9-2011
للمزيد من المعلومات يمكنكم الاتصال بنا على الرقم:
0923824533 أو مراسلتنا على البريد الالكتروني social@hoditta.com
للمساهمة في الحملة ببعض الكتب أرجو إرسالها إلى
العنوان التالي: شركة العنكبوت الليبي – باب بن غشير.
رابط الحملة على موقع الفيس بوك: http://www.facebook.com/a.book.for.the.injured
Monday, November 7, 2011
الشهيد عماد زكري
لم أعرفه يوما، ولم أسمع عنه من قبل، لكن القدر شاء أن أتعرف عليه بعد استشهاده، وكم تمنيت لو لم يحدث هذا.
بعد عيد الفطر توجهت إلى بيت والدي الشهيد "عماد زكري" لألتقي بوالدته و أتعرف على هذه الأم القوية التي ألهمت الكثيرات من أمهات و زوجات الشهداء الصبر و القوة و الاحتساب، توجهت إلى بيتها بعد أن أدينا صلاة العصر بساعة تقريبا، استقبلتنا أخته و أدخلتنا حيث تجلس أم الشهيد الصابرة "أم السعد المقدمي" انحنيت نحوها و سلّمت عليها، قالت بأنها لا تستطيع الوقوف فقدماها ليستا على ما يرام و أعتقد بأن جميعنا لاحظ هذا على الشريط المسجل لها و هي تودّع ابنها. كنا قد زرناها لنسجّل لقاءً مرئيا لها نوجّه فيه بعض الأسئلة للتعريف بها و بعماد ابنها الشهيد، لكنها ما إن بدأت في الحديث لم يتمكن أحد من مقاطعتها، فقد كانت الذكريات تسترسل في ذاكرتها الواحدة تلوة الأخرى، منذ ولادة "عماد" حتى استشهاده، لم أتجرأ على مقاطعتها، كنت أستمع لها و قلبي يخفق من روعة علاقة هذه الأم بابنها، كانت الدموع تملأ عيني و أحبسها لروعة هذا الشاب الذي قتله الطاغية و حرم ليبيا منه.
أم الشهيد الصابرة "أم السعد المقدمي" وهي تودع ابنها قبل أن يوارى الثرى
"عماد" مهما تحدثت عنك فإنني لن أتمكن من أن أعطيك حقك، لا أعرفك يا عماد ولكن صورتك لا تفارقني، ولا أستطيع محيها من ذاكرتي، تمنيت لو عرفتك سابقا لأقدم يد المساعدة قدر ما استطعت، فقد كان هذا في الإمكان لولا أن شاء القدر عدم حدوثه.
على اليسار الشهيد "عماد زكري" على اليمين الشهيد "علي الجربي"
قبل أن أكتب هذه المقالة كان هناك الكثير من الكلمات تتطاير في ذهني ولهذا قررت الكتابة بعد إن غبت عنها لأكثر من شهرين، ولكن الكلمات تعجز عن التعبير الآن.
"عماد زكري" شاب خلوق له من الطيبة و الحنان ما لا يمكن أن تتخيل، عندما كانت والدته تروي لي أحاديثها معه، وعن جلساتهما كنت أتمنى لو كنت موجودة حينذاك، ماهذا الحنان الذي يملأ قلبيهما، قصتهما رهيبة، نبع من الحنان كان يسري في قلب السيدة "أم السعد" والدة عماد، مما أدى إلى هذه النعمة التي روتلي عنها " نعمة الابن البارّ".
روت الكثير أستذكر منه مقطعا، إذ تقول عمتي "أم السعد" بأني عماد عندما كان يعود من العمل متأخرا مرهقا فيتكئ على حضنها، كانت تداعب شعره و تطعمه من دون رغبة منه متحججاً بأن العمل أرهقه وبأن لا طاقة له على الأكل، و لكنها تستمر في إطعامه بيدها، ورويدا رويدا ما يلبث إلا أن يجد نفسه قد أنهى عشائه، فيخبرها مستغربا عن الطاقة التي تدللـُــه بها فتهوّن عليه مصائب الدنيا و تُزيح عنه تعب يوم كامل، كان يخبرها بأنها عندما تمسح براحة يدها عليه كأن هموم الدنيا تزول في لحظة ... حوارات كثيرة جعلتني طوال وقت اللقاء أتمنى لو كنت عرفتُ هذا الشاب الحنون من قبل.
عندما غابت الشمس غادرنا المنزل، كنت أتمنى لو كان بإمكاني البقاء و الاستماع للمزيد من القصص عن عماد، لكن ذلك لا يصح فاضطررت للمغادرة، صعدت السيارة و لم يكن ببالي غير فكرتين رئيسيتين أولاهما، أن على الأمهات و الآباء أن يعرفوا أهمية الحنان بالنسبة للأبناء، وأنه إذا ربيت أبنائك بناء على مبدأ الرحمة و الحنان فتوقع وثق بأنهم سيبادلونك المعاملة و الشعور و سيكونون عونا لك في مشيبك،، النقطة الأخرى هي أنني كم تمنيت لو لم أحضر أو أسمع كل ما روته لي، فقد ازداد شعور الألم بفراق شهيد آخر من بلادي، شهيد أنا علي يقين بأنه لو تحصل على فرصة لأنجز الكثير الكثير و لعاش حياة كريمة كما كان يتمنى.
وفي الأخير ليس لدي ما أقول غير حسبي الله و نعم الوكيل فيك يا معمر.
Saturday, August 27, 2011
الأمير – نيقولو مكيافيللي
لكل من هو مستغرب من جنون القذافي و تصرفاته، يمكنكم معرفة سبب تصرفاته من هذا الكتاب، فيبدو بأن هذا المتهالك طالب مجد ويحب تطبيق ما يدرسه عمليا كي تغرس المعلومة في عقله الصغير أو بالأحرى المنعدم الوجود!! ويمكنكم قراءة هذا النص البسيط لأخذ فكرة عن هذا الكتاب، فبصراحة بمجرد أن تفتح أي صفحة منه حتى و إن كان ذلك عشوائيا فإنك ستجد موضوعا مهما و ينطبق علينا ومع ما فعله المجنون بنا!
Thursday, August 25, 2011
القذافي الدجّال
جميعنا سمعنا بالمسيح الدجّال، لكن من منكم يعرف قصته أو وقت ظهوره، وما تأثيره على البشرية عند ظهوره و غير ذلك من أحداث نتمنى جميعا ألا نكون موجودين عند ظهورها، و ندعو الله أن يقينا فتنة المسيح الدجّال، بالأخص بعدما حصل في ليبيا في الآونة الأخيرة، فقد بتنا نتوقع أن يكون !!!!!!! هو فعلا المسيح الدجّال ممّا رأينا من هول في كيفية تصديق الناس له، شئ يصيبك بالذهول و الصدمة، إن شبه نفس العلامات قد ظهرت.
ظهور المسيح الدجّال هو أحد العلامات الكبرى ليوم القيامة، و تتتابع هذه العلامات كما في التالي:
- غياب الشمس، و شروقها من جهة الغروب.
- ظهور الدابة، عصى سيدنا موسى ، خاتم سيدنا سليمان "فليعمل كل منا ليحصل على اسمه".
- الدخان، يغشى الناس "الدنيا تظلم مرة أخرى" عذاب أليم.
- المسيح الدجّال، عندما تراه اقرأ عليه الآيات الأولى من سورة الكهف لتقيك فتنته، و يمكنك ان تعوّد نفسك على هذا و ذلك بقراءة هذه الآيات قبل النوم . و عوّد نفسك على التسبيح لكي تسبح عندما يظهر الدجال و التكبير و الحمد و التهليل.
- فيها بالعدل "الطور"
- ظهور يأجوج و مأجوج و قصة بحيرة طبرية ، ويموتون بالدود ;ثم مطر يغسل ....
ومن مواصفات الدجال:
- أنه شاب قطط "طويل".
- عينه اليسرى طافئة "جاحدة".
- من عرفه عليه أن يقرأ عليه فواتح سورة الكهف.
- يظهر بين الشام و العراق و يقرأ على جبهته "كــــــافر".
- يمكث أربعين يوما يدخل فيها إلى كل مكان.
- سرعة المسيح الدجّال كالغيث.
Tuesday, August 9, 2011
أمنية بسيطة
لكل إنسان أمنيات بسيطة و أخرى كبيرة و غيرها من الأماني التي من المستحيل تحقيقها بالنسبة له، ولكل منا أمنيات عبيطة أيضا، فمن أحد أمنياتي البسيطة و التي من الممكن أن تعتبروها عادية جدا ويمكن تحقيقها ببساطة، أن أقف على حافة جبل و أصرخ أصرخ أصرخ بكل ما أوتيت من قوة حتى أخرج كل التراكمات المختزنة في داخلي، ولكن هل تصدقون بأن تحقيقها صعب جدا، فمنذ سنتين لم أذهب إلى نالوت، وحتى إن ذهبت فقد مضت سنوات منذ آخر مرة ذهبنا فيها إلى حافة الجبل و استمتعنا بجلسة وقت الغروب، ولنفرض بأننا ذهبنا، فانا أريد أن أكون لوحدي و أصرخ كما أشاء دون أن يحاسبني أحد على حجم المخزون الذي اختزنته طوال سنوات عمري ، فلكل إنسان مخزونه الخاص من الغضب و الحزن و التعاسة و الكراهية و الكبت و الضغط و غيرها الكثير من المشاعر التي يشعر بها أي إنسان طبيعي!
ولكن و الحمد لله هناك بارقة أمل، فثورة السابع عشر من فبراير ستساهم في تحقيق حلمي قريبا، ولن أضطر للابتعاد عن الناس للتفريج عما يضايقني وما أختزن من مشاعر، بل أصبح بإمكاني مشاركة الشعب كاملا هذا الشعور، شعور الخلاص، لن أتمكن من وصفه فلم أجربه بعد ، فلا زلت في انتظار اللحظة المناسبة للخروج، فالوضع لا يزال مختلفا هنا في طرابلس، لا زالت طرابلس أسيرة و رهينة لدى هذا المجرم.
اليوم خرجت كالعادة للذهاب إلى العيادة ، مع حوالي الساعة الثالثة ظهرا، و كنت أتفرج على وجوه الناس و كيف ارتسمت الكآبة على ملامحهم، لا وجود للكهرباء مع فتح البعض لمحالهم التجارية، علما بأنها شبه خاوية من البضائع، و أغلبهم مجبر على هذا، هناك البعض ممن رأيتهم ارتسمت على وجوههم نفس ملامح الخبث أو الشر أو عدم الشعور بالأزمة التي نعانيها، وهناك من استغل الفرصة و أصبح يبيع لترات البنزين على قارعة الطريق، الشوارع متسخة للغاية، السيارات قليلة و تكاد تصبح معدومة، أغلب المحال التجارية في قرقارش و حي الأندلس مقفلة، و الخرابيش المقرفة تملأ الأسوار، حتى المساجد لم تسلم منها، لا أصدق بأنني سأصبح في يوم من الأيام جزءا من قصة مأساوية كهذه، لم أتخيل يوما بأن بلدي ستصل إلى هذه المرحلة أو حتى أفضل منها، هل يعقل أن يعاني آلاف الناس و يُشرد و يُهجّر عشرات الألوف و يستشهد و يموت و يقتل و يعدم الألاف غيرهم و يبحث البعض الآخر عن ملجأ لأنفسهم ليتعالجوا فيه، يا للهول... عندما أفكر بأن الليبيين تشردوا و انتشروا في بقاع الأرض خلال هذه الستة أشهر بسبب رجل واحد أعمى الله بصيرته و أغراه الشيطان حتى كاد يتبرأ منه أتوقف لأبحث عن وصف لما يحدث أو أبحث عن سبب له فلا أجد !!!!! لا يوجد ما يفسر ما يحصل معنا، لماذا يفعل بنا هذا الرجل ما يفعل ؟؟؟؟؟؟ لماذا يكرهنا؟؟؟؟؟؟ لماذا؟!
Sunday, August 7, 2011
ذكرى لطيفة خفيفة...
بفضل غباء و جهل القذافي و اتباعه مع أني متأكدة من أنه قد جن و انتهى أمره و بأن أتباعه هم من يديرون المعركة الآن بكل تخبط و تناقض في المواقف و التصريحات، و هذا أكبر دليل على ذلك، تم اتباع سياسة قطع التيار الكهربائي وبصفة مستمرة و أحيانا متقطعة بطريقة استفزازية، فأحيانا ينقطع لنصف يوم ثم يعود قليلا ثم يختفي من جديد، و في أحيان أخرى تستمر الكهرباء في العمل لنصف ساعة ثم يتم قطعها لساعات ثم تعود مرة أخرى لنصف ساعة أو أكثر ثم تنقطع مرة أخرى و هكذا، حتى وصلت مرة إلى تسع مرات في اليوم، تفنّن في إذلال الناس، ولكن في الوقت ذاته نسمع رصاصا يطلق من أكثر من مكان، مما يدل على أن شباب الثورة لم يتوقفوا على عملياتهم فنكرس جهدنا في الدعاء لهم ، و أحيانا يختم لنا النيتو يوما سيئا دون كهرباء بضربات محترمة جدا تشفي غليلنا و تطفئ نار لهيب غضبنا قليلا، ولكن الكابوس الأكبر كان يتمثل في النوم، إذ أنه أصبح شيئا مستحيلا، فمع حرارة الجو الرهيبة أحيانا بالذات داخل المنزل فلا يمكن مقارنتها بالخارج ، ومع درجات الرطوبة العالية بات من المستحيل الحصول على قسط متواصل من النوم، فالفواصل الإعلانية كثيرة جدا في الليلة الواحدة، و كأنك في حمام بخاري!!
أضف إلى ذلك أنك مضطر لفتح النوافذ ليس الزجاج فقط بل الشبابيك أيضا، معنى هذا الاستماع إلى الكلام الفارغ الذي يتبادله أولا د الجيران طوال السهرية المتمثلة في حصيرة مفرودة في الشارع يوميا حتى سطوع شمس الصباح، طبعا هؤلاء الجيران ليسوا من حملة القضية بل من أنصار الطاغية، فكم مرة قضوا لياليهم في باب العزيزية و كم مرة عادوا سكارى، أما في أيام شهر رمضان فقد كانوا ينامون أوقات النهار و يذهبون للبحر قبل وقت المغيب بساعات و يسهرون طوال الليل في المربوعة المتمثلة في الشارع، مع كسر اللوز و الشاي ولا يتذكرون بأن الافيكو الخاص بهم يحتاج للصيانة إلى مع منتصف الليل، وبهذا تجد نفسك متسطحا في سريرك و عيناك جاحظتان لا يمكنك إقفالهما وسط هذا الزخم ، "و اللي يقهر" أنه دائما لديهم كهرباء و نحن دائما ليس لدينا كهرباء.
و كأنهم في بيتهم ينادون على بعض في منتصف الليل و يحدثون بعضهم من آخر الشارع دون أن يخطر ببالهم ولو للحظة بأنهم ليسوا وحيدين على هذا الكوكب، لا أخفي عليكم كم مرة فكرت في أن أثقب إطارات الافيكو الخاص بهم كعقاب أو أن أكسر زجاجه و اترك لهم رسالة، لا يستحون على أنفسهم منذ خلقوا و هم يعتقدون بأن الشارع ملك لهم، لا يحسبون حساب أحد، طبعا أغلب شباب شارعنا من نفس الماركة "الطبع و الأسلوب"، لن أقصّ عليكم قصة العرس أبو أسبوووووعين!!!! أسبوعان و الموسيقى الصاخبة التي تكسر النوافذ تصدر من بيت جارنا الآخر، و السبب زواج اخته، و كأنهم "ما صدقوا افتكوا منها"!!!!!!!!!!!!!!! لدرجة أنني كنت أفكر في الهروب و اللجوء لبيت خالي لأنجو بنفسي!!!
حسبي الله و نعم الوكيل!!!
Friday, August 5, 2011
منعوا الكهرباء ؟؟ لا مشكلة، يمكن سرقتها!!
هناك أناس يعيشون بفكرة " كل مشكلة و لها حل"، كيف الحل ؟؟ ما عندكش مشكلة "فالحلول على قفا من يشيل"، طالما نحن نعيش في دولة اللاقانون فيمكن حل جميع المشاكل، ولكن كالعادة حل مشكلة بالترقيع من شأنه أن يعود عليك بنتائج لا يمكن أن تتوقعها ، فمثلا جيراننا الفتوّات اللي معبيين الحومة لقوا أن الضي يهرب عليهم ديما زيهم زي باقي الناس و هذا غير منطقي لانهم يبوا المختّش معمر، فالمفروض ميكونوش زي باقي الناس وبناء على هذا سعوا في أنهم ميكونوش زيهم و تمثل ذلك في أنهم يخنبوا الضي من خيط جارهم اللي ربي أكرمه و الضي ما انقطعش عنده بككككككككل، راجل محترم و أولاده لاهيين في روحهم وفي عمره حد ما قال عليهم كلمة ، وجو الفالحين و خنبوا منه الضي و ولى حوشهم الدور الثاني فيه ضي لأنه بانيينه مؤخرا، هو الحق مرقع ترقيع كل سنة يديروا فيه بلكة، على شني يحبوا الأهبل هذاكا مش عارفة .... المهم حوشهم فوق فيه كهرباء و الحوش لوطة مفيش !!!! وممشيين أمورهم، جي جارهم صاحبهم قرر ياخذ منهم حتى هو بالمرة عجباته الحكاية، و في ليلة ما فيهاش ضي قمر سهروا الشلة متع فتوات الحارة في الشارع لصبح ربي و الضي هارب عالشارع و هما يرقعوا في الخيوط، بالأحرى "يخنبوا " وفي رمضااااان، خنبة عيني عينك، وقلبوا الشارع في نص الليل بدوشتهم تقول في مربوعة مقعمزين، و احني و باقي الجيران مضطرين نفتحوا الرواشن باش نتبردوا من هواء ربي، ويا شينك نومة، وهما شادينها رغي و كلام و تفتفيت زايد، ليييييين نجحت عملية الخنبة و بدت الاحتفالات نهارهم الأحرف، عمرك شفت حد يخنب و يفرح بنجاح عمليته و يشهدر بيها قدام خلق ربي عيني عينك، لا ويعلموا في بعضهم كيف ....... بيني وبين نفسي نقول غير اصبروا شوية تتنظم الدنيا و نربيكم يا خنابين.
في اليوم الثاني استمر انقطاع الكهرباء وفاق الأربع و عشرين ساعة، و فجأة يرجع الضي، الحق ما استوعبتش الموضوع، فجأة بدي المكيف يهدر ومعاش عرفت شن هالصوت بالك صوت موطو برا قعدت لحظات لين استوعبت أنه جي، لأنه و الله لما هرب الضي على البلاد هرب عليا الضي معاه، حتى القدرة على التفكير أو التركيز انعدمت مع الصيام، نقول بندير حاجة نتلفت يمين ننساها، ندير حاجة بعد شوية ننسى شن درت، يعني بطاريتي حتى اني تبي تبديل، ناقصنا نحسوا بالحرية، مازال محسيتش بيها في طرابلس، المهم يا صحابي قلنا الضي رجع و فجاة يدب الحماس فينا كل واحد منا يجري يشحن في تلفونه، شحنت تلفوني الخاص بالاتصالات و الثاني الاحتياط متع التراويح ومعاهم اللابتوب، و أختي عجنت خبزة بسرعة و الفلتر بدي يخدم عبينا مية شرب لأننا استهلكنا من المخزون لما هرب الضي و هكذا، حالة استنفار قصوى عمت أرجاء البيت، و فجأة وبعد أقل من ساعة تقريبا هرب الضي مرة أخرى !!!!!!!
لكن المرة هذي مرّارة جيراننا انفجرت، فجأة طلعوا أغلب شباب جيراننا والعة فيهم النارويبوا يعرفوا السبب، كان فيه راجل كلهم ولعوا عليه مفهمتش شن قصته ومن هو أصلا، ونقاش و اتهامات منهم لجيراننا الثانيين اللي خنبوا الضي ولعبوا بالخيوط ، وقالوا أنه كله منهم وفجأة يجي من نهاية الزنقة شيباني ثاني و هو جار لينا وفي ايده "مكنسة" و خاش عليهم بغولته يكشخ من آخر الشارع و يسأل من طفى الضي، هني رد عليه واحد بكل "حنق" وقال: تي أنت الضي لما كان والع عندك مقلت شئ ولا فكرت فينا و مشيت خنبته شن جاي تتكلم توة؟؟ وتبكش الشيباني وتحول إلى حمل وديع معاه جيراننا الثانيين اللي خنبوا قبله، معاش طلع حسهم، وصارت نقاشات طويلة عريضة و هما حالة ، و فجاة يجي ولد جيراننا و ياخد عصا ملوحة في الشارع وشلك وشلك شلك "مؤثرات صوتية - صوت شبشب"جهة حوشنا "ويقتلع" باب صندوق الضي اللي رشقوه الكهرباء على حيط حوشنا من بره و يفتح التاكوات "تك تك تك تك " و يولع الضي في الحومة!!!!!
هذا شن قصده؟ كان يعرف أن الضي يولع من غادي، باهي أمالة شن اللي طفاه، شن صاير بالضبط!!! مفهمت شئ، ويلتموا الشباب قدام الصندوق يتأملوا فيه بالك يفهموا فيه حاجة.
وبعدها بأقل من نص ساعة جي نسيبهم اللي يخدم في الكهرباء "حامييها حراميها" و يرقع الخيوط اللي لعبوا فيها من غير ما ينحيها طبعا و يعطيهم على راسهم، بس زاد عليهم لمساته الفنية بصفته متخصص! وبعدها انتشر الكل ورجعوا لحياشهم، و الضي قاعد صابر و مهربش، و استمر الوضع على هذا الحال حتى صلاة التراويح، الناس مشت تصللي في الجوامع وولاد الحومة جوا للصندوق السحري وبدوا يبربشوا ويرقعوا فيه ثاني، وأني و اختي في الدار نسمعوا في أصوات التبربيش، طلبنا من أختي تطلع تفنص فيهم بالك يتحشموا مع أنه مستحيل لكن قلنا آهو محاولة، طلعت دارت روحها تشوف شن صاير " فرمقوها بنظرة لا مبالية" وكملوا شغلهم!!!
ويادوب رجع أبي من التراويح و كيف قعمز عالتلفزيون هرب الضي !!! لكن ربك كبير، هرب الضي عالنزيه و الخناب، خليهم يقعدوا هكي اللي ما يتحشموش، عندهم خيارين يا الضي يا معمر !! و اعتقد أنه واضح جدا مين الأفيد بين الخيارين!
Wednesday, August 3, 2011
لا يوجد كهرباء
يوم كباقي الأيام ، طويييييييييييييل و ممل ، يبدو أن سياستهم الجديدة تتمثل في بعث الملل و الكسل في نفوس الناس إضافة إلى صيامهم، و قد تمثل هذا في انقطاع الكهرباء يوميا بطريقة غير منتظمة حسب ما يمليه عليهم مزاجهم ، لكنهم اليوم تمادوا كثيرا و قد كانت هذه أول مرة بالنسبة لمنطقتنا، فقد تم قطع الكهرباء ككل يوم مع الساعة العاشرة و الربع صباحا و استمر هذا حتى هذه الساعة، أي الواحدة منتصف الليل ، وقد سبب هذا حالة من الخمول القصوى سادت أرجاء البيت، إذ أنه لم يكن لدينا ما نقوم به غير الصلاة و قراءة القرآن و النوم!!! أما الطبخ فقد كان مقتصرا على الطبخ بالغاز فقط أي دون استعمال للآلات الكهربائية كوسيلة للاقتصاد، مما أدى إلى مواقف مزعجة و مضحكة في الوقت ذاته، فقد قامت أختي بتحضير وجبة الإفطار لهذا اليوم، ومن ضمن ما جهزت سمبوسة و طاجين دجاج و وجبة أخرى نسيت اسمها، المهم السمبوسة تحتاج للقلي و الطاجين و الطبق الآخر بحاجة للفرن، فقررت أختي استخدام الماكينات الكهربية، على أمل أن تعود الكهرباء كما يحدث كل يوم، فقامت بتجهيز كل شئ إلا أن الكهرباء لم تعد!! ولا يمكن حفظ ما طبخت في الثلاجة لأنها لا تعمل وسيفسد الطعام لأنه استخدمت فيه مواد لا تتحمل الحرارة كاللبن و التونة، و بقيت هذه الأكلات كابوسا جاثما على صدورنا، كيف نتخلص منها دون التضحية بالغاز؟؟ هههههههههه سبحان الله كيف الدنيا دارت بينا ، "شوفوا معمر شن دار فينا" ، ومع الساعة الثانية قررت أختي طبخهم بالغاز و قدمتهم فورا، وكنا نأكل في ضوء شمعة واحدة غير مبالين بما نأكل أو بالشكل ، كنا كمجموعة من العميان يأكلون ما وجدوه أمامهم و نضحك على الوضع السخيف البائس الذي وصلنا إليه بسبب ذاك الأخرق، مع أنه ليس من العدل استخدام هذه الكلمة المسالمة مع طاغية مثله.
مر اليوم ببطء شديد و كنت طول الوقت أتمنى سماع صوت انفجار أنفّس به عن نفسي، فلم تتوقف الطائرات عن التحليق في السماء منذ أن غابت الشمس و طائرات الحلف تحلق في السماء ورأيت إحداها فقد كانت كنجم هاو في السماء إلا أنها كانت تسير في خط مستقيم بسرعة كبيرة، ومع الساعة الثانية عشر و النصف بدأت أصوات الانفجارات تتوالى، حوالي ثمانية انفجارات ، كم فرحنا بها، وبدأ اطلاق النار بعد ذلك، لم نعرف من يقوم بذلك لكنني كنت أدعو أن يوفق الله الثوار إن كانوا هم المسؤولين عن هذا، الآن أسمع إطلاقا كثيفا جدا ولا أعتقد انه من رشاش أو بندقية ، فهذا الصوت جديد علي إضافة إلي أنه بعيد لكن صوته و صداه واضح جدا، لكن إطلاق النار يعود بين الحين و الحين، لست أعرف ما حصل اليوم و سبب هذا الانقطاع الغريب في خدمات ليبيانا و المدار فلا يوجد تغطية في المدار و ليبيانا بتغطيتها و لا تعمل، من المؤكد بأن هناك شيئا ما قد حصل أو سيحصل، فهم لا يتصرفون بغموض من فراغ، لم أسمع اليوم أي نشرة أخبار ولم تصلني أي مستجدات ولا يمكنني الاتصال بأحد فخط الهاتف أيضا قطع أثناء احتفال جيراننا بزفاف جارتنا، فقد أطلقوا النار بكثافة يومها مما أدى إلى قطع خط هاتفنا.
شحن جهازي يكاد ينفذ ولست أعرف إن كانت الكهرباء ستعود مرة أخرى أو لا لأتمكن من الكتابة مجددا، سأحافظ على ما تبقى لي في البطارية من كهرباء لعله سيحدث شئ جديد يستحق الكتابة أكثر مما حدث اليوم.. ألقاكم في يوميات جديدة من يوميات ثورة السابع عشر من فبراير.
تصبحين على سلام يا بلدي الحبيبة
التروايح في الظلام...
بالنسبة لمن يحفظ كتاب الله عن ظهر قلب فلا مشكلة في أن يصليها في الظلام، و لكن ماذا عن الذي لا يحفظ الكثير منه، عندما درست في الجامع في الماضي لم أستمر في حفظ القرآن، فقد كنت ألتحق به فترة العطلة الصيفية فقط، و كلما عدت إليه يصر من يدرسنا على أن يبدأ بنا من جزء (عـــــم) و هكذا، و لكن أتذكر تقريبا عندما كنت في الصف السادس من المرحلة الابتدائية التحقت بالمسجد القريب من بيتنا ، و قد كان مسجد "عثمان بن عفّان" حيث تم بناء مدرسة خاصة لتحفيظ القرآن الكريم تدعى " منارة الرحمن" أتذكر الشيخ الرائع الذي درسنا حينها أنا و أختي و أخي ، الشيخ "شعبان" حفظه الله ووفقه أينما كان، الشيخ شعبان حببنا جدا في حفظ القرآن، فقد كانت طريقة تعليمه لنا رائعة، و قد كان فصلنا جامعا لجميع الفئات العمرية ، و كان أخي أصغرهم، استمرينا في الدراسة معه حتى أنبأنا بعد فترة و قبل أن أنهي جزء عم بأنه سيسافر إلى يوغوسلافيا للدراسة، كان الخبر صدمة كبيرة، كان لها التأثير الأكبر علينا إذ أن الشيخ الذي جاء ليدرسنا بعده (مع احترامي الشديد له) لم يكن قريبا ولو قليلا من الشيخ شعبان، الشيخ شعبان تلاوته قريبة جدا من تلاوة الشيخ سعد الغامدي، وهذا ما جعلني أفضل الاستماع أكثر لتلاوة الشيخ الغامدي، نعود إلى موضوعنا وهو الشيخ الجديد الذي جاء ليدرسنا نيابة عن الشيخ شعبان، إذ أننا استمرينا معه طوال فترة الشتاء فقد كنت أدرس في السنة الأولى من المرحلة الإعدادية و أذهب للجامع مع الساعة الرابعة تقريبا أو الثالثة ظهرا، ووصلت إلى نهاية جزء تبارك و لم أتمكن من الاستمرار فالدافع الذي كنت أحصل عليه من الشيخ شعبان لم يعد موجودا، و أسلوبه في التدريس و تعليمنا أحكام التجويد و التلاوة يختلف كثيرا عن الشيخ الذي تلاه، مع انه أيضا علمنا الكثير ولا زلت أتذكر ما علماني إياه، لكنني أنهيت جزء تبارك وقررت أن أتوقف، و منذ ذلك الحين توقفت عن الالتحاق بالمسجد لحفظ القرآن و قد كان هذا السبب الرئيسي لعدم قدرتي على إقامة صلاة التراويح في الظلام، ولكن هيهات يا معمر، هيهات أن أسمح لك بأن تفسد عليّ أن أؤدي صلاتي.
أديت صلاة التراويح ذلك اليوم في الظلام مستعينة بالمصحف و الدنيا مظلمة و لكن مع اختراع اسمه " نقال البيللا " و الذي يعرفه جميع الليبيين، ههههههه ، أقفلت شفرة ليبيانا الخاصة بي خصيصا لأخزن هذا النقال للطوارئ كما حدث اليوم، و أرجو أن تكون صلاتي و صلاة جميع الليبين و دعواتهم مستجابة في هذا الشهر الكريم.
" اللهم إنك عفوّ كريم تحب العفو، فاعفُ عنا "
Friday, July 29, 2011
يوم حافل في تاريخ الليبيين ...
لن ينسى أحد من الليبيين هذا اليوم، فقد كان يوما حافلا منذ فجره حتى مغيب شمسه، حافلا بالانتصارات و الشهداء، بدأ بثوار الجبل و هجومهم المباغت على قوات الطاغية المتمركزة في بلدة الغزايا الموجودة أسفل الجبل جهة الشمال، و التي كانت أكثر ما يقلقني في جبل نفوسة، فلم تتوقف تلك القوات المجرمة عن قصف نالوت حبيبتي ولا تركت معبر وازن و الليبيين هناك في حالهم، ولا حتى إخوتنا و جيراننا في تونس، تلك القوة كانت همّنا الشاغل، و اليوم و بتوفيق من الله – عزّ و جلّ- خرج الثوار منذ ساعات الفجر متوكلين على الله وراجين منه التوفيق و النصر، فالنصر من عند الله لكن على المسلم أن يتوكل، و هذا ما حدث بالفعل، فقد تم تحرير بلدة الغزايا و تكويت بعد أن توحد جميع سكان الجبل و الكثير من الثوار ممن أتى من جميع ربوع ليبيا الحبيبة ، التقى الجميع ليزيلوا أحد الخلايا السرطانية التي أوجدها هذا المجرم ، لكن الورم لم يستأصل بعد، فلا زالت خلاياه منتشرة في أكثر من مكان، لكننا و بإذن الله سنزيله و سنعيش بصحة و ببركة الله و بنعمته علينا جميعا أحرارا في وطننا الغالي.
استيقظت متأخرة كالعادة فالأرق كان له دور فعال هذه المدة في إرهاق تفكير الجميع و تدمير الحالة النفسية، المهم أن أول خبر سمعته هو أن الثوار في جبل نفوسة قد قاموا بهذه العملية إذ هجموا على القوات الموجودة في بلدة الغزايا، و المزيد من التفاصيل كانت في نشرات لاحقة، كان الخبر سارا أشعرنا بنشوة وراحة نفسية كبيرة، إذ أن السبب وراء عدم قدرة أهالي نالوت و باقي المدن الموجودة أسفل الجبل من العودة إلى ديارهم هو تلك القوة التي كانت تهدد أمنهم بالصواريخ التي تطلقها بعشوائية مجرمة، و هذا كان سبب قلقنا، فأغلب أهلي و أقاربي في تونس ينتظرون ساعة الفرج و الحمد لله أن ساعة الفرج قد اقتربت، لكن التيار الكهربي انقطع بعد سماعنا لخبر الهجوم على الغزايا ولم يعد إلا بعد خمس ساعات، وفور عودته وصلنا خبر لم يكن في الحسبان إذ أن أحد الشهداء الذين استشهدوا في تلك العملية كان حفيد عمي، الشهيد " يحيى أحمد المقدمي".
الشهيد "يحيى أحمد المقدمي"
و بعدها في خبر عاجل بأن هناك تحقيقا سيجرى مع اللواء " عبد الفتاح يونس" ، أصابنا الاستغراب و لم نفهم ما يحدث ولم تكن هناك أي مصادر أو أية أخبار، لكننا توجهنا لبيت عمي لكي نجتمع بعد خبر استشهاد يحيى، و عدنا مع موعد المغيب و عندها سمعنا الخبر الصاعق، استشهاد اللواء " عبد الفتاح يونس" ورفيقيه في عملية اغتيال خبيثة ، وهنا نسينا جميع الانتصارات التي حصلت اليوم و بقي خبر الاغتيال المسيطر على الوضع، وما أشعرنا بالمرارة و الألم خروج بعض الأغبياء في الشوارع يحتفلون و يركبون السيارات و يطلق بعضهم الرصاص احتفالا بهذا الخبر و انقطعت الكهرباء مرة أخرى، كان الموقف مؤلما للغاية، لكن و أثناء احتفالهم كانت طائرات التحالف تحلق في السماء ، دعوت الله أن ينتقم للواء بضربات موجعة لهم في طرابلس، لكن الطائرة حلقت و اختفت، لكن عادت بعد نصف ساعة تقريبا ، فقلت أمام أخواتي " إن شاء الله يااا رب يضربوا توة" و ما إن أنهيت دعائي حتى سمعنا ضربتين متتاليتين ، صرخت أختي " الله أكبر" ، و ركضنا مسرعات نحو السطح علّنا نطرب آذاننا بانفجار آخر، و فعلا بعد دقائق حدث انفجاران آخران، لكننا لاحظنا بأن الشارع هادئ جدا و أولاد جيراننا اختفوا تماما، يبدوا أنهم قد ذهبوا للاحتفال بعد أن سكنوا الفترة الأخيرة ولم نعد نسمع لهم همسا، المهم بأن هذان الانفجاران أشفيا غليلي ، نزلت من السطح و عدت للجلوس مع العائلة، و بينما كانوا يتبادلون أطراف الحديث ذكرت لهم "حمزة"، ما حدث اليوم يشبه بالضبط ما حدث مع سيد الشهداء "حمزة بن عبد المطلب" إذ غدرت به " هند بنت عتبة" و كلفت " وحشي" بقتله، لكن المسلمين لم يستسلموا و ثأروا له و دخلوا "مكة المكرمة" فاتحين دون أن يريقوا قطرة دم واحدة، هذا ما أرجو و أتمنى، فما حدث في ليبيا مطابق تماما لما حدث مع رسولنا الكريم – صلى الله عليه و سلم- و قتاله ضد الكفار لإعلاء الحق و كلمة الله و حفظ كرامة الإنسان و حقوقه.
الساعة الآن الواحدة و عشر دقائق منتصف الليل، أكتب هذه المذكرات و أنا استمع لصوت ضربات حلف شمال الأطلسي غير أنها بعيدة لكنني أسمعها، سمعت حتى الآن أكثر من ست ضربات، يعني أن عدد الضربات التي سمعتها اليوم قد تجاوز العشر ضربات، هذا إن قمنا بعدّ ما سمعته أنا فقط، بصفتي بعيدة جدا عن مركز الأحداث فأغلب الضربات تحدث في مركز المدينة و أنا أُعتبر بعيدة بعض الشئ عنه.
هذا ما تمكنت من كتابته اليوم سأحاول أن أضيف المزيد في مقالات قادمة بإذن الله، دعواتكم أخوتنا في الإسلام...
Monday, June 6, 2011
الشرطة و الطابور الخامس
تم القبض على ابن خالتي من قبل الشرطة الأسبوع الماضي وذلك أمام معهد بن عاشور بتهمة أنهم قد وجدوا عنده سي دي يحتوي على أشياء لها علاقة بالثورة، فاعتقلوه ثم توجهوا إلى بيت خالتي، توجهوا إلى غرفته و أخذوا جميع أغراضه التي لها علاقة بالكمبيوتر ليتم تفتيشها، لكن خبر القبض عليه وصل إلى أخيه الأكبر فهب مسرعا للمنزل و قام بمسح كل ما أمكنه قبل مجيئهم و فعلا لم يجدوا شيئا يدينونه به، "سحنة فيهم".
قالت خالتي عندما جاءوا للبيت بأن أحدهم قد طمأنها و قال لها لا تخافي سنعيده لك في أقرب وقت، الغريب أن كلامه قد طمأن خالتي و أشعرها بالراحة، لست أدري صحة كلامه من عدمها لكن هنا إن تم القبض عليك من قبل الشرطة فنجاتك أمر متوقع ، لكن إن تم القبض عليك من قبل عصابات اللجان الثورية فأنت منته لا محال، و أملك الوحيد سيكون رب العالمين فهو الوحيد القادر على إنقاذك، وهذا ما حدث مع أحد أقربائنا الذي اختفى مع بداية الثورة ولا نعرف عنه شيئا حتى الآن، علما بأن أخاه الأكبر قد حاول إيصال بعض الأموال و المواد التموينينة إلى نالوت لكن تم القبض عليه من قبل أحد نقاط التفتيش لكن برحمة من الله لم يعتقلوه عندهم بل سلموه لأقرب مركز شرطة، هناك قال لهم أحد الشرطيين: " أحمدوا الله أنهم سلموكم لنا و إلا فلن تعودوا أبدا "، و بالفعل فبعد يومين من أختفائه اتصل باهله كي يطمئنهم على مكانه لكن أخاه المعتقل من قبل أتباع المجنون لم نعرف عنه شيئا بعد.
Tuesday, May 31, 2011
متونسين بيكم و الله...
لا يمكنني أن أخفي عليكم مدى شعوري بالسعادة عند سماعي لصوت طائرات التحالف، فهي تشعرنا بالراحة الشديدة و أنهم لا يزالون موجودين، أدعو لهم كلما حلقت طائراتهم بأن يسدد الله ضرباتهم، ففي بداية مجئ الحلف لم نكن نسمع أصوات الضربات لكن صوت الطائرات كان واضحا للغاية.
أما بعد أن قام الحلف بتصريح بخصوص تصعيد العمليات فقد كان ذلك واضحا جدا هنا، إذ أن أصوات الانفجارات أصبحت واضحة و نسمعها و نشعر بها أيضا، أما ما حدث اليوم فقد كان شعورا لا يوصف، بينما كنا نتفرج على المسلسل اليومي أو بالأحرى أحد المسلسلات اليومية سمعنا ضربة قوية للغاية هزت نوافذ البيت جميعا و تلتها فورا ضربة أخرى بنفس مستوى القوة ، كانت سعادتنا غامرة و وقفت أختي ساخرة فقالت أنا سأنقلب و هتفت ساخرة " الله و معمر و ليبيا و بس" و نحن نضحك !!! ثم صعدنا مسرعين إلى السطح علّنا نرى شيئا لكن للأسف لا زلنا بعيدين عن موقع الحدث، وما إن عدنا للمسلسل حتى سمعنا انفجارا رهيبا اهتز معه المنزل بكامله، كانت هزة رهيــــــــــــــــــــبة ، هتفت وااااااااااااااااااااااو وفجأة وجدت نفسي في السطح بقدرة قادر، بأقصى سرعة صعدنا توقعنا أن نرى شيئا لكن للأسف !! كان كل الجيران في السطوح يبحثون عن أي دلالة لكن لا أمل، جيراننا المجاورون و الذين هم من زوارة و والدهم يعمل لدى المخابرات كانوا في السطح أيضا، لم نتمكن من الاستمتاع بتلك اللحظة للأسف، لكن سعادتنا كانت غامرة هههههههه هل رأيت أو سمعت في حياتك عن شخص سعيد لأن حلف شمال الأطلسي يقصف بلده، شئ مضحك ، لكننا فعلا سعداء جدا بكل ضربة توجه إلى طرابلس، و بعد حين سمعنا صوت الطائرات قادمة فركضنا مسرعات أنا و أختي إلى السطح علنا نحضر الحدث مباشرة و فعلا بعد ثوان سمعنا انفجارا تلاه آخر لكن لا دخان و لا أي أثر فلا زلنا بعيدين جدا عن موقع القصف، لكن الضحك فرحا لم يفارقنا هههههه.
أخبرتني صديقة لي بأن جيرانها في بن عاشور يكبرون و يصفرون عند حدوث القصف في باب العزيزية ، كانوا على الأقل مستمتعين بتلك اللحظة، أما نحن فحتى الآن لم نتمكن من الاستمتاع بها!!
عند اختفاء الطائرات بدأت أكتب هذه المقالة بما أنه لا وجود للانترنت لكنني سأنشرها بإذن الله عند انتهاء الأزمة، و لنا لقاء بإذن الله عند التحرر.
Wednesday, May 18, 2011
الشهيد عبد الحكيم خليفة المقدمي
استشهد يوم أمس الثلاثاء الموافق 17-5-2011 في مدينة نالوت وهو في أجمل سنوات عمره، فلقد بلغ لتوه العشرين، عند بداية قيام ثورة السابع عشر من فبراير و ووصولها إلى طرابلس انتفض عبد الحكيم كغيره من الشباب مع الثورة و كان سعيدا بأن كان كل جيرانه مع الانتفاضة، و لكن ما إن خرج القذافي و خطب ذاك الخطاب الهزلي المشؤوم انقلب موقف جيرانه منقلبا رهيبا مما أدى إلى شعوره بالغضب، فنصحته والدته بالتوجه إلى نالوت خوفا عليه من أن يخرج من شدة القهر مما رأى من ردة فعل الناس الجبانة.
توجه إلى نالوت و التحق بالشباب في الجبهة و دافع عن شرف وطنه و تنسّم نسائم الحرية و شعر بها، لكن القدر أبى إلا أن يختاره و يشرّف والدته و والده و جميعنا شرف أن يكون شهيدا، فقد استشهد إثر إصابته بسبب أحد القذائف، و تم دفنه ظهرا في مدينة نالوت الحبيبة.
العزاء كان في طرابلس، إذ أن والداه كانا هناك و لم يكن بإمكانهما الوصول إليه، توجهت أمي إلى العزاء في اليوم الأول ولم نذهب تخوفا من الوضع هناك، لكنني ذهبت في اليوم التالي.
الثامن عشر من شهر مايو : تحلق طائرات التحالف على طرابلس بكثافة منذ ساعات الظهيرة ، ثم بعد صلاة العصر توجهنا إلى العزاء، هناك لم أر أحداً يبكي، فقد كانت والدته صبورة جالسة على كرسي قرب باب الحجرة، ثم جلست في حجرة الضيوف التي كان باب المنزل مجاورا لها، كنت أتبادل أطراف الحديث مع بعض من النسوة لكن الحوار كان يشوبه الحذر كلما دخل أحد المعزين البيت ، و بالذات من لا نعرفهم، فجميع أقربائي معارضون حتى النخاع منذ أبد الآبدين.
كان يهمني أن أسمع شيئا أي أخبار جديدة، لأنني لم أبرح المنزل طيلة فترة الثورة، عدا بضع المرات القليلة التي لم أختلط فيها مع الغرباء أو الأصدقاء، فقد عزلت نفسي عن الجميع لأن الثقة أصبحت معدومة، فحتى ابتسامتك أو نظراتك للناس و أنت تمشي في الشارع تحتسب عليك، لكنني لم أحصل على أي شئ جديد، و قبيل آذان صلاة المغرب بقليل خرجنا للعودة للبيت.
و كالعادة و كما عودني البقاء في المنزل تابعت مسلسلا بعد مسلسل كي يمر الوقت ثم نشرة الأخبار فالحصاد المغاربي حتى يأتي موعد التفرج على شباب بنغازي و هو يتنسمون الحرية، أشعر بالألم والحزن الشديد عندما ينادون شباب العاصمة مطالبين بالضربة الحاسمة، أجد عيناي قد امتلأتا بالدموع بمجرد أن يتم ذكر طرابلس الأسيرة، عندما أسمع هتافاتهم، عندما أرى ابتسامة السعادة العريضة المرسومة على وجوههم، عندما أسمع المحللين و الأدباء و المفكرين الذين كانوا مختفين، عندما أحضر المحاضرات و الملتقيات على الجزيرة ، كل هذا يشعرني بالسعادة و الفخر و في نفس الوقت بالحزن الشديد على ما وصل إليه الحال، عندما أرى عدد الضحايا يزداد، عندما أسمع أي خبر أو أي شئ تخالجني مشاعر متضاربة تشل حركتي وتمنعني من إظهار أي مشاعر، لكنها لم تسمح يوما ولو للحظة بأن أستسلم أو أفكر في انهزام هذه الثورة ، فمنذ بدئها و أنا على يقين بأن الله سينصرنا، و أن النصر قريب.
كان يهمني أن أسمع شيئا أي أخبار جديدة، لأنني لم أبرح المنزل طيلة فترة الثورة، عدا بضع المرات القليلة التي لم أختلط فيها مع الغرباء أو الأصدقاء، فقد عزلت نفسي عن الجميع لأن الثقة أصبحت معدومة، فحتى ابتسامتك أو نظراتك للناس و أنت تمشي في الشارع تحتسب عليك، لكنني لم أحصل على أي شئ جديد، و قبيل آذان صلاة المغرب بقليل خرجنا للعودة للبيت.
و كالعادة و كما عودني البقاء في المنزل تابعت مسلسلا بعد مسلسل كي يمر الوقت ثم نشرة الأخبار فالحصاد المغاربي حتى يأتي موعد التفرج على شباب بنغازي و هو يتنسمون الحرية، أشعر بالألم والحزن الشديد عندما ينادون شباب العاصمة مطالبين بالضربة الحاسمة، أجد عيناي قد امتلأتا بالدموع بمجرد أن يتم ذكر طرابلس الأسيرة، عندما أسمع هتافاتهم، عندما أرى ابتسامة السعادة العريضة المرسومة على وجوههم، عندما أسمع المحللين و الأدباء و المفكرين الذين كانوا مختفين، عندما أحضر المحاضرات و الملتقيات على الجزيرة ، كل هذا يشعرني بالسعادة و الفخر و في نفس الوقت بالحزن الشديد على ما وصل إليه الحال، عندما أرى عدد الضحايا يزداد، عندما أسمع أي خبر أو أي شئ تخالجني مشاعر متضاربة تشل حركتي وتمنعني من إظهار أي مشاعر، لكنها لم تسمح يوما ولو للحظة بأن أستسلم أو أفكر في انهزام هذه الثورة ، فمنذ بدئها و أنا على يقين بأن الله سينصرنا، و أن النصر قريب.
ولكن فجأة ومع تمام الساعة الواحدة و الثلث صباحا بدأت أسمع صوت تبادل لإطلاق النار، و قد كان من طرفين، كان الصوت من جهة السياحية و غوط الشعال، في البداية كان الصوت بعيدا لكنه بدأ يقترب، و فجأة نسمع إطلاق رصاص من منطقتنا و قد كان قريبا جدا و استمر تبادل إطلاق النار بنفس الوتيرة ما يقارب الساعة، و بعدها بدأ يخفت و يقل لكنه مازال مستمرا، فالساعة الآن الثالثة و خمس دقائق ولا زلت أسمع أصوات إطلاق الرصاص، لكن الغريب بأن طائرات التحالف لم تأت بعد!! لقد تأخرت ، هل تصدقون بأنني أدعو أن يسدد الله خطاهم و ضربا تهم كلما أتوا ليلا، و هل تصدقون بأنني أشعر بالأمان عندما أعرف بأنهم يطيرون في الأجواء؟؟
قبل أن أقرر أن أكتب ما حدث الليلة بعد أن خفّ إطلاق النار كان هناك شباب في الشارع و كانت أصواتهم عالية بعض الشئ فأردت أن أسترق السمع قليلا، فإذا بثلاث شباب جالسين أمام جراج جارنا يتبادلون أطراف الحديث، و أحدهم يعاني الحازوقة بسبب شربه للخمر، نعم كان هناك شباب تحت تأثير الخمر يجولون الشوارع في تلك الأجواء، بدأوا يعلقون على حازوقة ذاك الأبله أما هو فقد كان يبرر أنها ليست بسبب ما شرب من خمر !!! ثم بدأ أحدهم في الغناء... بينما كنت أستمع لحوارهم التافه جدا كنت أفكر في شئ، و هو الحال المزري الذي أوصل ذلك المجنون الشعب الليبي إليه، إطلاق رصاص و قتل و قنابل و سكارى في الليل يجوبون الشوارع و سلاح عند من لم ليس له أدنى وعي كي يحمله و إعلام يرفع الضغط ووقاحة لم أرى مثلها في حياتي، و طوابير من السيارات للحصول على البنزين، الشوارع شبه فارغة، ليست هذه هي طرابلس نفسها التي أعرفها بازدحامها.
الساعة الآن الثالثة و الربع وما زلت أسمع صوت إطلاق النار مع وجود سيارات تجوب الشارع كل حين، لكن السكون خيّم على جيراننا مع أنهم من محبي السهر و السمر في باب العزيزية، غريب ما حدث لهم، فجأة عندما بدأ قائدهم يضعف ضعفوا هم أيضا، ألم يكونوا يقولون بأنهم سيضحون من أجله؟؟ ما هذه المهزلة، إلى متى سيقررون مصيرهم بناء على مصالحهم لا لأجل إحقاق كلمة الحق؟؟
طرابلس تحوي ثلاث أصناف من الناس، معارضون صامتون وينتظرون اللحظة الحاسمة للانقضاض على المجرم دون أن يظهروا شيئا للعيان ودون أن يعبروا عن شعورهم لأي كان، و الصنف الثاني المؤيدون للمجنون و الذين يقتلون و يسرقون و يفاخرون بالمجنون و يستغلون هذه الفترة للنيل ممن لم يكونوا محبين لهم، فهذه فرصة لأخذ الثأر، فكل من كان يملأ قلبه بعض من الحقد أو الكراهية أو الحسد تجاه أي شخص يمكنه ببساطة أن يبلغ عنه و بذلك يكون قد أنهى حياة الشخص و حقق مأربه، و قد كثرت هذه النماذج جدا أثناء الانتفاضة، ثم الصنف الثالث الذي لم ولن يحدد موقفه أبدا، فهو إما مع الثوار عدما يقتربون من الانتصار أو مع المجرم عندما يكون قويا أو عندما خيل لهم أنه قوي، أو يتظاهر احدهم بأنهم يريد السلام و بأنه لا مع هذا ولا مع ذاك، و هذا الصنف يسمى بالأناني المنافق، فمصلحته فوق كل شئ.
سمعت من أحد أنصار الصنف الثالث رد لست أعرف تأثيره عليكم، لكنه صدمني للحظة قبل أن أدرك بأن هناك فعلا قلوب مريضة كثيرة، إذا أن فتاة تدرس في معهد كمبيوتر علّقت على ما يجري بعد أن سألتها فتاة أخرى عن موقفها و عن من تناصر، فردت قائلة: "فخّار يكسّر بعضه"!!!!!!!!!
حمدت الله كثيرا على أن عملي موقوف حاليا، فلو كنت أرى و أسمع ما يحدث في الخارج لكنت ارتكبت جريمة أو التحقت بالشباب في بنغازي، فالأغبياء من الصنف الثالث لا يكتفون باختيارهم للفريق الخطأ، بل إنهم يدافعون عنه أيضا أمام الجميع ، طيب على الأقل اسكتوا و احفظوا لسانكم، فكل ما ستقولون سيظل محفورا في تاريخكم، لماذا يعتقد الناس بأنه لا بد من النفاق، لماذا لا يسكتون للحظة ليشعروا كم هو جميل السلام أو الهدوء بالأحرى بدلا من كلامهم السخيف و الذي يعتبر أغلبه تكرارا لما قال المجنون في خطابه السخيف ذاك.
أعذروني على ما استخدمت من كلمات، فليس لدى ما أفعله الآن غير الانتظار و الكتابة، فلربما خفف عني هذا بعض الشئ.
لم أعد أسمع أصواتا الآن، يبدو أنهم توقفوا، و أعتقد بأنه يجب أن أذهب للنوم.
تصبحون على سلام
Sunday, April 10, 2011
بندقــية تهــدد أمــننا
أغلب شباب شارعنا غير متعلمين أو بالأحرى لم يكملوا تعليمهم سواء أكان الأساسي أو الإعدادي أو الثانوي، فقد كانوا منذ طفولتهم عشاقا للشارع، التسمر فيه مع آخرين مثلهم كان يشعرهم بالحرية !! الجلوس أمام البيت أي في الشارع مرتدين "شورت و كاناتيرا" يشعرهم بأنهم رجال!! قيادة الافيكو أو التاكسي و اختراق نظام السير و القيادة بجنون و التدخين يشعرهم بالاستقلالية !!!!!!
معايير رائعة للحياة التي يطمحون لعيشها ، هذا إن كان لديهم طموح من الأساس، يسهرون في الشارع مع غيرهم من الفاشلين، يرفعون صوت مذياع أحد سياراتهم في منتصف الليل ويقلقون راحة باقي الجيران، يدخنون و يتبادلون أطراف الحديث بأصوات عالية غير مبالين بأحد، أمام بيتنا ساحة صغيرة أصبحت محطة لباصاتهم أو بالأحرى "أفكيواتهم"، ورشة صيانة على ورشة غسيل على ملتقى تبادل الثقافات مما يستمعون له أثناء سيطرتهم على الطريق و هم يقودون، صراعاتهم في البيت لا تتوقف، فتارة تجد النساء في البيت يصحن و تارة تجد أحدهم يخرج من البيت ووجهه ملطخ بالدم جراء اقتتال حدث في البيت و غير ذلك الكثير من الأحداث التي تحدث في شارعنا الذي لم أحبه يوما لا هو ولا من يقطنون فيه لأنني أعرف جيدا طبعهم و حقدهم علينا الذي لم يتوانوا يوما عن إخفائه، حقدهم على الأمازيغ.
هذه الفئة كانت من ضمن من كانوا يساندون نظام القذافي، كانوا يختفون أثناء النهار، و يظهرون في الليل يحومون في الشارع و يتجمعون ثم يتفرقون ثم يتجمعون من جديد، سيارة تأتي وتنزل أحدهم و أخرى تأخذ الآخر و هكذا.. مرة ترى أحدهم يحوم في الليل وهو يحمل رشاشا، ومرة يشعلون نارا ثم يقوموا بإطفائها، تارة أخرى أحدهم يغضب من أتباع النظام فيقرر أن يصبح معارضا وبعد فترة تجده قد استلم بندقية ليستعيد هذا الأحمق اعتباره كما يعتقد، يجوب بها الشارع في وضح النار ثم يسملها لأبله آخر لم يتجاوز العشرين بعد و يصنف ضمن نفس الفئة الفاشلة دراسيا و العاشقة للقيادة و التي لم يتعلم غيرها و لن يتعلم ، بكل بلادة يتدرب على استخدامها في الشارع أمام مرأى من الناس، و الأطفال يلعبون في الخارج، ثم يأتي أبله آخر غير أنه كبير في السن ، متزوج ، لديه أطفال لكنه من نفس المدرسة، سائق تاكسي أيضا، لا يبدوا عليه العلم فهو دائما جالس على عتبة بيتهم يراقب الناس و بالأخص النساء... هذا الرجل الآخر الذي تركض طفلتاه طول الوقت في الشارع لم يخف على سلامتها أو حاول أن ينصح الأحمق تحت العشرين بأن يحذر أو ألا يستخدم البندقية هكذا بل كان مستمتعا بهذا الكنز الثمين ويتباهى بأنه جربها!!
إن مجرد منظر البندقية أو بمعنى عام مجرد فكرة وجود سلاح في المنطقة يشعرني بعدم الشعور بالأمان، فقدت هذا الشعور كليا الآن، بالذات و أن بيتنا وبيتين آخرين هما شبه البيوت الوحيدة التي كانت مع الانتفاضة، أما البقية فقد كانوا شبه جميعا مع النظام المجرم.
بينما كنا نستمع لنشرة أخبار "قناة الجزيرة" في غرفة المعيشة و التي كان لها نافذتان مطلتان على الشارع و كان البعض يحاول الجلوس تحتها للتصنت و قد كان هذا واضحا جدا، قامت أختي لتغلق النافذة و إذ بها تفاجئ بمن اصبح يمتلك بندقية ممسكا بها مصوبا لفوهتها على أختي التي كان وجهها يظهر من النافذة في تحد سافر و علني.. هنا شعرت أختي بخوف شديد، وفي نفس الليلة كنا نسهر على أحد المسلسلات التركية (ملاحظة: لم أكن أتابعه، إذ أنني كرهت المسلسلات التركية مذ حضرت مهند و نور، لكن البقاء في البيت تلك الفترة و الأخبار المتواصلة أفقدتني عقلي فاضطررت لمتابعة سنوات الضياع و غيره من المسلسلات!!) المهم، كانت إضاءة الغرفة منارة فانتبهنا لها و أطفأناها مع الساعة الواحدة إذ أنه موعد انتهاء المسلسل و بدء فقرة الضحك و القرف في آن واحد و التي تتمثل في "هالة المصراتي" ، هنا بدأت الحركة في الشارع، تارة يجد من يتمشى بالقرب من نوافذ الغرفة و تارة يختفون، و في النهاية قام صاحب البندقية فجأة بإطلاق طلقتين جعلني أقفز من مكاني من الخوف، إنه لا يبعد عن مكان جلوسنا غير أمتار لم تتجاوز العشرة، هنا أدركت أنا و أختي أن موعد النوم قد حان أو بالأحرى موعد إطفاء جميع الأضواء، توجهت هي إلى فراشها و أنا قررت أن أوثق ما حدث اليوم، فالشعور الذي انتابني بمجرد معرفتي بوجود سلاح ومقارنتي بأنني لم أكن أفكر أبدا في هذا قبل الانتفاضة لأنني كنت متأكدة من أنه لا وجود لمسلحين و كنت أشعر بالأمان أملكني الرغبة في الكتابة، أرجو أن تكون مقالتي القادمة بعد تحرننا ورجائي أن أكون حاضرة مع باقي الأحرار من شعبي.
Thursday, April 7, 2011
الكواليتي ستريت
الجميع هنا يعرفون علبة الكواليتي ستريت و بالذات النساء، لكن هل عرفتم سبب وجودها في أدراجهن؟ أو في خزائن البيت بينما انتهت كل محتوياتها؟ يبدو السؤال غامضا للبعض، فبرؤيتك للعلبة تتخيل كل ما يمكن أن يخطر ببالك كي تتوقع ما بداخلها، لكنه بمجرد أن تعرف أي امرأة بوجود علبة من هذا النوع مهما اختلفت العلامة المسجلة عليها فإنها ستعرف فورا محتواها، ببساطة محتوى العلبة كما في هذه الصور:
Wednesday, March 23, 2011
Death Note
قبل نصف ساعة من الآن و بينما كنت أحضر أحد أفضل رسوم الكرتون و التي كم تمنيت لو كان لدي نفس القوة التي يمتلكها بطل القصة ،ألا و هي " مذكرة الموت Death Note" ، سمعت صوتا فأبعدت سماعات الأذن كي أسمع بوضوح فإذ بسيارتين مركونتين مقابل بيتنا و تحت نافذة غرفة المعيشة وبها بعض الأشخاص يتبادلون الحديث ، حاولت كالعادة استراق السمع ولم أتمكن فلم يكن الصوت واضحا، فقررت العودة لمشاهدة الحلقة ، لكن أحدهم ترجل من السيارة فعدت للمراقبة، كان الشخص الذي ترجل هو جارنا ،أو بالأحرى ابنه، كان يشعر بالحنق فقد كان بقية الشباب يحاولون تهدئته و تهوين شئ عليه، يبدو أنه قد حصل له موقف بينما كانوا يناصرون القذافي، لك تكن الأصوات واضحة، لكنه تكلم وقال ما معناه بأنه أهين هناك، وبعدها أصدر قراره بأنه سيصبح مع المعارضة !
الخبر كان صدمة لي، فهذا الشاب كان يعود كل يوم وهو مفعم بالنشاط من هتافه مع المجانين الذين يرافقونه، كان من أوائل من خرجوا هاتفين بعد خطاب سيف الأول، كان قلبا و قالبا مع القذافي، السبب ( أنه لم يتأذى بعد، و لم يؤذَ شخصيا ) ، هكذا يفكر أغلب مناصريه، تفكير أناني من الدرجة الأولى، فطالما هم لم يؤذوا ولم يُغِر عليهم أحد فلماذا يقفون ضده؟!!!!
الأنانية، و حب النفس فقط و المصالح هي التي كانت تحرك تفكيرهم، لا العقل و لا الحس الإنساني ولا الدين و لا الأخلاق ، ولا حتى الإسلام أو النخوة.... لم يكن يحركهم شئ إلا المصلحة الشخصية ... تبا لهكذا رجال... أيها الأغبياء ممن وقفوا مع القذافي ، أيها الأغبياء ممن سانده، أيها الأغبياء ممن قتلوا أبناء شعبهم، أيها الأغبياء الذين اختطفتم الجرحى و اعدمتموهم، و غير ذلك الكثير مما فعلتم .... أنتم لا تمتون للرجولة بصلة.
الرجولة ليست بشوارب أو عضلات منتفخة هي مجرد لحم في نهاية الحال ليس إلا ، الرجولة ليست في إقناع فتاة في الخروج معك أو اللعب بمشاعرها، الرجولة ليست بالوقوف في الشارع و التدخين و تضييع الوقت، الرجولة ليست في أن تسرق سيارة أبيك كي تتباهى بها ، الرجولة ليست أن ينفق عليك الآخرون ، الرجولة ليست أي شئ إلا أن يكون لك مبدأ حقيقي تعيش لأجله.
المبدأ للأسف اتضح جليا لأغلبنا من تصرفات العديدين ممن نعرف و قد صدمت بالكثيرين و أحتقرت العديد منهم، لم يكن لديهم مبدأ في الحياة ، يتغيرون من موقف لموقف حسب الطريق المؤدي إلى مصلحتهم فقط، أما عن الأخلاق، فعدم اكتراثك لموت الناس و تفكيرك في الذهاب إلى العمل في اليوم التالي غير مبال بأي شئ يكفي لأن تصبح شخصا غير مرغوب فيه في أجندتي، و ثق بأنك في سلة المحذوفات التي سيتم تفريغها قريبا مع باقي عديمي المبادئ و الأخلاق.
الآن، و نحن في خضم البدء في مرحلة جديدة قريبا بإذن الله ، أتعهد بأنني سأكون في خدمة الوطن، و سأساعد قدر الإمكان و سأبذل قصارى جهدي في أن يكون وطني مصدر فخر و اعتزاز لجميع الليبين و الليبيات، فدم الشهداء الذي سطر هذه المسيرة دين علينا، إن تهاوننا في حماية وطننا و التفريط فيه بعد نيلنا لحريتنا فنحن لا نستحق تضحيتهم ، رحمهم الله و أسكنهم فسيح جنانه و ألهم أهلهم الصبر و السلوان.
Tuesday, March 22, 2011
متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
هناك أمر مريب يحدث في الخارج، أعني بهذا خارج المنزل، بعض الأشخاص مجتمعون أمام بيتنا و بالتحديد تحت نافذة غرفة المعيشة التي أنا فيها الآن، يخططون لشئ ما لا أعرف ما هو ، فقد سمعتهم يقولون ساطور و دبوس، للأسف لم أتمكن من الاستماع للحوار كاملا، غير أن الجملة الأخيرة أثارت انتباهي، فقد قال لهم أحدهم نهاية النقاش " لمّا نقوللكم انقزوا، انقزوا" ، هنا شعرت برعب كبير، فيم يفكر هؤلاء؟ وما هو مخططهم؟ و علام هم مقبلون؟؟
السيارات التي تقل الشباب لم تتوقف حتى أثناء الليل، فبين الحين و الحين أسمع صوت سيارة البعض منها يمشي ببطء مريب، ويتوقف ثم يكمل مسيرته، و البعض الآخر يسرع في القيادة غير مبال بالناس النيام.
كنت أختلس النظر من النافذة كل برهة، ومع الساعة الثالثة جاءت سيارة ركبها بعض الأشخاص الذين كانوا يقفون بالشارع، وما إن تحركت السيارة أقبل شابان يتمشيان ببطء و يتبادلان الحديث لتمضية الوقت، يبدوا أنهما يعتزمان السهر حتى الفجر فأحدهما كان يحمل سلاحا في يده، لم أعرف نوع السلاح إن كان بندقية أو رشاشا فالظلام لم يساعدني إلا على رؤية جيداً.
تصرفات كثيرة أصابتني بالصدمة حدثت خلال هذه المحنة، و جعلتني أكتشف بأن سبب عدم رغبتي في التعامل أو التعارف على جيراننا منطقي جدا، فبعد أول خطاب لزيف الأحلام ، و الذي كان تهديدا علنيًا للشعب أمام العالم خرج جيراننا فجأة بعد خطابه يهتفون له، ركب الجميع السيارات بمن فيهم البنات أيضا، ذلك المشهد أصابني و عائلتي بصدمة كبيرة، لم نكن نتوقع أن يكون وضعهم مزريا لهذه الدرجة، و قبل أسبوع من الآن و قد كنت أستعد للخروج لموعد لي في العيادة، إذ أنني أجّلت الموعد لأسبوعين لعدم رغبتي في الخروج من المنزل على أمل أن تنتهي هذه الأزمة، إلا أنها قد طالت فاضطررت للخروج، لكنني سمعت صوتا من بيت جيراننا من زوارة، فمطبخهم مجاور لغرفتي فسمعت ابنتهم تهتف "الله،معمر، ليبيا و بس"!!! ثم شاركتها أمها في الهتاف علما بأن الكتائب قد بدأت الهجوم على زوارة في ذات اليوم!!!! غريب أمر الناس، هل وصلت الحقارة إلى هذا الحد، هل يحق أن يسمى هؤلاء مسلمين، هل حقا يتبعون دين الإسلام؟؟ يهتفون بحياة من قتل إخوتهم في الدم و الدين و الإنسانية؟؟؟؟؟ ما الذي يحدث هنا؟ كيف انقلبت موازين الإنسانية إلى هذا الحد و أصبح الكذب حلالا و الصدق و كلمة الحق حراما؟؟ كيف أصبحت كلمة أتباع الشيطان هي التي تصدق؟ و كلمة أصحاب الحق هي التي تكذب؟؟؟ فليشرح لي أحدكم ، أريد أن أفهم !!
Saturday, February 19, 2011
اليوم الثالث من انتفاضة الشعب الليبي
اليوم الثالث من انتفاضة الشعب الليبي ، اتنفاضة عمر المختار، لم يكن يوما عاديا، كان يوما غامضا، كنا نشعر بأننا لوحدنا على كوكب الأرض، بالأمس قامت شركة الاتصالات بقطع اتصالات الانترنت على كامل ليبيا، و قد مثل هذا صدمة كبيرة بالنسبة لي، تمثلت في الشعور بالقمع، و الاضطهاد و الدلالة القصوى على أنه طاغية، مجرم، مجنون .... استيقظت صباح اليوم و كان أول ما قمت به هو التأكد من وجود الانترنت و بالفعل كان له وجود، ولكن وجوده كان كعدمه.... شركة الاتصالات قامت بإعادة خدمة الانترنت لكن بسرعة بطيئة تحرمك حتى من فتح بريدك الالكتروني وليس تصفحه!! و مرّ اليوم على هذا المنوال ببطء شديد، كان قاتلا، مريرا و مع ازدياد الأخبار حول المذابح التي تشن في بنغازي وعدم سماعي أي أخبار عن طرابلس وذلك لأنني في منطقة بعيدة عن مركز الأحداث، و شعرت بحزن شديد و خجلت من نفسي، خجلت أمام إخوتنا في بنغازي و تضحيتهم بأنفسهم ، إنهم يعيشون حربا ضروس قتل منهم ما تجاوز المائتين، بكيت,, فلم يكن أمامي حل آخر، تمنيت لو كان في إمكاني الخروج، كنت عصبية يومها و دقات قلبي كانت سريعة جدا.. فاستنجدت بصديق يسكن خارج ليبيا طالبة منه أي أخبار مفرحة فأنا على وشك الانفجار فأمطرني بوابل من الأخبار أسعدتني غير أن أغلبها لم يكن مؤكدا.. أضف إلى ذك خوفنا من مراقبة الانترنت، لكنني رويدا رويدا حتى ضربت بكل هذا عرض الحائط ولم أكترث لشئ و استمرت حواراتي مع الجميع نتبادل الأخبار و نؤكد عليها غير أن هذا لم يطفئ اللهيب بداخلي ... و زادت حدة و معدل انتشار الأخبار حتى تم قطع الانترنت مرة أخرى هذه المرة حصل هذا قبيل منتصف الليل بثلاث دقائق !!! وكانت هذه الصدمة الثانية ....
Tuesday, January 11, 2011
A fake laugh, a fake smile !
A fake laugh, a fake smile .. An act to just get through the day,A fake acting that stop the questions,Of " Hey are you okay?"In my mind I want to reply," Do I look like I'm okay?I'm basically your best friend living a lie, And you don't even know that each day, "Each day that I am living, I smile & laugh out so loud,You might think that I'm annoying,You might think that I'm so proud.
I'm your partner who sits next to you,Who always behave so happy,who hides her feeling deep inside,Of the fact that she feel so crappy,I'm your good friend who hangs with you,'Each day during recess,Who listens to what you have to say,And keeps quiet most throughout the way,I'm the daughter who put on the mask,to make her parents feels alright,The daughter who is performing the task,To please the parents - to be perfectly right,I'm the sister who keep mostly to herself,Who sometimes seem so sad,I'm the sister, hoping you help,& not just keep quiet there, instead.
I'm the girl in front of the screen,Typing this poem of how I feel,I'm the girl who's good at pretending,To always be smiling & laughing with glee..
Subscribe to:
Posts (Atom)